(CNN) -- جزم تقرير أعده خبير في الشأن الاقتصادي بأن الأزمة المالية العالمية الحالية ليست "كارثة مدمرة" يمكن أن يقال معها إن "يوم الدينونة" قد حل، مشيراً إلى أن المقارنة بين الوضع الحالي ومرحلة "الكساد الكبير" أمر خاطئ يقوم على فهم مغلوط لتطور الأحداث.


ودعا الخبير، وهو جيف كولفن، كبير محرري مجلة "فورتشن" الاقتصادية الأمريكية إلى عدم استباق الأحداث بإعلان "نهاية وول ستريت" وسقوط تجربة المصارف الاستثمارية المستقلة بعد الإفلاسات المتتالية في الولايات المتحدة، مؤكداً أن العالم سينظر بعد خمسة أعوام إلى ما يحدث هذه الأيام على أنها المرحلة التي شهدت ولادة تجارب جديدة.


واعتبر كولفن بعض الناس عرضة لفهم مغلوط لأحداث الفترة الحالية في الاقتصاد العالمي، وذلك بسبب تزايد التقارير السلبية حول مسار الأمور، داعياً إلى توضيح أمور أساسية أولها يتعلق بمسألة التذكير بـ"الكساد الكبير" الذي أصاب الولايات المتحدة والعالم مطلع العقد الثالث من القرن الماضي للمقارنة مع الوضع الحالي.

ويقول الخبير الاقتصادي إن تلك الأزمة فرضتها تأثيرات معينة سببها أن المصرف المركزي الفيدرالي في تلك الفترة قام بتقليص حجم السيولة في السوق في الوقت الذي كان ينبغي عليها زيادتها.


وذلك بالإضافة إلى الخطأ الذي ارتكبه الكونغرس الأمريكي عندما أقر قانون "سموت - هاولي" الذي فرض قيوداً على العمليات التجارية، ما مهد لحدوث الأزمة.


ويتابع كولفن بالقول إن الوضع مختلف تماماً اليوم، حيث يندفع المصرف المركزي الفيدرالي لمتابعة الأزمة يومياً، ويعمل الكونغرس لإقرار قوانين تخفف من وطأتها، إلى جانب أن السوق الأمريكية باتت كبيرة جداً مقارنة بما كانت عليه قبل عقود، ما يسمح بظهور فرص ما كانت لتظهر في فترة "الكساد الكبير."


أما بالنسبة للتقارير التي تشير إلى "نهاية وول ستريت" بعد سقوط "بير ستيرن" و"ليمان براذرز،" وبيع مؤسسة "ميريل لنش" المالية، وتحوّل "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" إلى مصرفين تجاريين، وانتهاء تجربة المصارف الاستثمارية فإن كولفن يرد بعدم استباق تطور الأحداث.

ويتوقع الخبير الاقتصادي أن تعود المصارف الاستثمارية للظهور بعد نهاية الأزمة، وذلك بسبب رغبة المستثمرين في إدارة عمليات تحويل متحررة من القيود المفروضة على المصارف التجارية العادية، إلى جانب وجود عدد كبير من المدراء والموظفين الماليين الذين فقدوا أعمالهم ويشكلون بالتالي ركيزة أساسية لمصارف الاستثمار المستقبلية.


وشبّه كولفن ما يحدث الآن بالمرحلة التي عاشها كوكب الأرض بعد انقراض الديناصورات، إذ أن الأمر لم يتسبب بانتهاء الحياة، بل مهّد لظهور فصائل جديدة، مستنتجاً بالتالي أن النظام الرأسمالي يمتلك في داخله أدوات شفائه التي ستظهر عبر تجارب جديدة تخلقها ملايين التفاعلات والعلاقات الاقتصادية يومياً.