محيط - لم تستثن الأزمة المالية العالمية أي بلد فكل بلدان العالم تأثرت بشكل أو أخر بتلك الأزمة التي أعتبرها البعض أنها الأسوأ من الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين، ومن هذا المنطلق دعا خبير اقتصادي بارز إلى ضرورة إشراك الأسرة الدولية في إيجاد حلول لتلك الأزمة، قائلا "إن أي أزمة عالمية تتطلب حلا دوليا".

ودعا العالم الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف اي شتيجليتس إلى ضرورة إشراك الأسرة الدولية عند إعادة صياغة القوانين السارية على أسواق المال مؤكدا :"إن أي أزمة عالمية تتطلب حلا دوليا"، مضيفا أن الهيكل المالي العالمي الحالي ليس فقط قاصرا، بل غير عادل خاصة تجاه الدول النامية.

ونقلت مجلة شبيجل الألمانية عن شتيجليتس أن النظام المالي العالمي الذي يعتمد في احتياطاته المالية على الدول، أصبح متهالكا فيما يبدو وأن نظاما ماليا عالميا يتطلب نظاما عالميا لاحتياطي العملة".

ورأى العالم الأمريكي روبرت أي لوكاس "أن هناك حاجة لوسيلة مصرفية غير معرضة لفقدان القيمة مما يحول دون تعرض البنوك لهزات وأن الطريق الأفضل لتحقيق ذلك هو اعتماد نظام تنافسي بين البنوك يعتمد على تأمين الودائع المالية من قبل الدولة".

ومن جانبه طالب العالم الألماني راينهارد زيلتن بتصنيف السندات المالية بشكل أفضل وبـ"تزويدها بأوصاف خاصة" كما هو الأمر مع المواد الغذائية المرتبطة بمخاطر، بالإضافة إلى تطبيق القوانين السارية على أسواق المال أيضا على صناديق التحوط ،كما طالب بعدم السماح للبنوك بأي حال من الأحوال بنقل السندات عالية المخاطر لديها إلى كيانات ذات أهداف مؤقتة والتي لا تخضع للقوانين الصارمة التي تخضع لها البنوك.

كما أكد رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أن بلدان مجموعة العشرين ،الذي تشارك فيه البلدان المتقدمة وكبرى البلدان الناشئة ،تقترب من توافق على ضرورة إجراء إصلاح للنظام المالي فيما تدخل الاقتصادات "منطقة الخطر".

وقال زوليك ان الجميع يشددون على ضرورة الرد المنسق على الأزمة المالية العالمية، لكنه أشار إلى أن إنشاء نظام مالي جديد يستغرق وقتا طويلا، موضحا "إننا سنرى في غضون السنتين المقبلتين تغييرات حقيقية في النظام العالمي".

ومن جانبه وافتتح الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا أعمال لقاء الدول المتقدمة والناشئة في مجموعة العشرين المنعقد في ساو باولو تمهيدا لقمة واشنطن المقررة في 15 نوفمبر الجاري بالدعوة إلى بناء "هيكلية مالية عالمية جديدة" للرد على الأزمة.

ونقلت صحيفة "الراى" الكويتية عن سيلفا الذي طالب بدور اكبر للدول الناشئة في الإدارة الاقتصادية العالمية "إنها أزمة عالمية تستدعى ردا عالميا... انه الوقت المناسب لوضع مقترحات لتغيير حقيقي في الهيكلية المالية العالمية".