(رويترز) - قال مسؤول رفيع بالاتحاد الاوروبي يوم الجمعة ان الولايات المتحدة تجاهلت تحذيرات أوروبية متكررة في السنوات الأخيرة من أزمة اقتصادية وشيكة وانها تغض الطرف عن خطر فوضى جديدة مقبلة.

وقال رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر أقدم زعيم أوروبي لايزال في السلطة ان المسؤولين الاوروبيين طرحوا مخاوفهم على الرئيس الامريكي جورج بوش وكبار مساعديه لكنها لم تؤخذ بجدية.

وأبلغ يونكر الصحفيين عقب قمة للاتحاد الاوروبي "لا أقول ان الامريكيين سخروا منا لكنهم أوضحوا اعتقادهم بأننا عصبيون ومبالغون ولا نفهم الكوكب الجديد الذي ظنوا أنهم سيفرضونه على الآخرين."

وتعصف بالاقتصاد العالمي أزمة مالية بدأت في وول ستريت في وقت سابق هذا العام وأحكمت قبضتها على الاسواق العالمية مثيرة احتمال حدوث ركود في بلدان كثيرة.

وفي تقييم صريح أكثر من المعتاد قال يونكر ان مسؤولي الاتحاد الاوروبي أبلغوا السلطات الامريكية على مدى السنوات الأربع الأخيرة أن أزمة القروض عالية المخاطر وفقاعة العقارات توشكان على الانفجار.

وقال "لعلنا لم نتحدث في هذا الشأن بما فيه الكفاية مع العالم الخارجي لكننا كنا نجري محادثات مستمرة مع الرئيس (الامريكي) ووزير الخزانة الامريكية ومحافظ البنك المركزي لكنهم رفضوا الاصغاء الينا.

"كل المشاكل التي تمتد اليها اليوم جذور الازمة المالية العالمية أثيرت وجرى تحديدها ومناقشتها. كل ما قيل تحقق."

وأضاف يونكر الذي يرأس أيضا الاجتماعات الشهرية لوزراء مالية مجموعة اليورو أن الولايات المتحدة واصلت تجاهل المخاوف الاوروبية بشأن اقتصادها.

وقال "نحاول الان لفت انتباه زملائنا الامريكيين الى أزمة بطاقات الائتمان التي قد تبزغ وتقع علينا في أي يوم. يقال ان المشكلة غير قائمة .. حسنا انها ستحدث وستكون لها تداعيات.

وكانت فيتش ريتنجز قالت في تقرير سابق هذا الاسبوع ان تزايد فقدان الوظائف وتقلبات أسعار الطاقة وانحسار خيارات اعادة التمويل قد تسفر عن خسائر قياسية لبطاقات الائتمان الامريكية في العام 2009.

وأضاف يونكر أن الولايات المتحدة لم تعالج بعد مشكلة مستويات العجز الضخمة في ميزانيتها وفي معاملاتها الجارية وقال ان الرئيس المنتخب باراك أوباما لن يحل المشكلة اذا التزم بتعهدات الانفاق التي قدمها خلال حملته الانتخابية.

وقال "لا أعرف كيف يستطيع الرئيس الأمريكي الجديد خفض (العجز) اذا نفذ برنامجه الاجتماعي