الاقتصادية - سادت الأحوال الهادئة في الأسواق المالية يوم أمس في الوقت الذي تراجعت فيه مشاعر القلق حول التباطؤ الاقتصادي العالمي على خلفية الآمال بقيام البنوك المركزية بتخفيض أسعار الفائدة.

كذلك اتخذ المستثمرون مواقف محايدة نسبياً بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية.
كانت هناك توقعات على نطاق واسع بأن البنك المركزي الأوروبي والمركزي البريطاني والمركزي الأسترالي ستقرر تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس على الأقل هذا الأسبوع، في أعقاب التخفيضات التي قررها البنك المركزي الأمريكي والمركزي الياباني وبنوك أخرى.

يوم السبت فاجأت الهند الأسواق بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
قال فريق تحليل العملات الأجنبية لدى بنك التجارة Commerzbank: "قرارات تخفيضات أسعار الفائدة التي تتخذ في أنحاء مختلفة من العالم تساهم في العودة البطيئة للثقة في السوق، ولكنها حتى الآن لا تعتبر بديلاً مقنعاً، بالاقتران مع إجراءات الإنقاذ الأخرى، يكفي لإحداث انقلاب أساسي في المزاج العام".

تضخمت التوقعات حول تخفيض أسعار الفائدة بفعل بيانات التصنيع القاتمة في الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو وأوروبا الوسطى.

قالت المفوضية الأوروبية إن منطقة اليورو ربما تكون قد دخلت في طور الركود الاقتصادي في الربع الثالث.

هبط مؤشر التصنيع من ‘المعهد الأمريكي لإدارة العرض’ إلى 38.9 في تشرين الأول (أكتوبر)، وهو أدنى معدل له منذ 26 سنة، "إلى مستوى يقع تماماً في منطقة الركود الاقتصادي"، على حد تعبير جون سيلفا، كبير الاقتصاديين لدى بنك واكوفيا Wachovia.

وقال: "يظل الضعف ظاهراً في الطلبات الجديدة والإنتاج والتوظيف. كذلك يجري الآن تصحيح المخزون في الوقت الذي تتكيف فيه الشركات مع النمو الاقتصادي المتباطئ."

قال مارتن فان فليت من آي إن جي إن بيانات منطقة اليورو هي علامة جديدة على أن الاقتصاد الحقيقي في المنطقة يتهاوى أمام الأزمة الائتمانية.

وأضاف: "في حين أن اليورو الضعيف عمل على تحسين الوضع التنافسي للصادرات، إلا أن هذا الأثر طغى عليه التباطؤ في الطلب الجاري حالياً في أسواق التصدير في منطقة اليورو، بما في ذلك أسواق أوروبا الوسطى والشرقية."

حققت أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية مكاسب متواضعة. بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.1 في المائة ، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 ارتفع بمقدار 0.5 في المائة .

كان أداء الأسواق الآسيوية أقوى بكثير من الأسواق الغربية، رغم أن اليابان كانت مغلقة بسبب العطلة العامة.

ارتفع مؤشر الأسهم في مومباي بمقدار 5.6 في المائة ، مسجلاً بذلك ارتفاعاً بمقدار 34 في المائة عن أدنى مستوى له خلال ثلاث سنوات قبل أسبوع. وقفز مؤشر سيدني بمقدار 5 في المائة ، وهونج كونج بمقدار 2.7 في المائة.

العلامات الجديدة على تحسن الأوضاع في أسواق المال لم يكن لها إلا تأثير بسيط في أسواق الأسهم.
هبطت أسعار فائدة ليبور على قروض الدولار لأجل ثلاثة أشهر إلى أدنى مستوى لها منذ انهيار بنك ليمان براذرز.

في أسواق العملات كان النشاط ضعيفاً، بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث تراجع الدولار تراجعاً يسيراً أمام اليورو والين، ولكنه حقق ارتفاعاً حاداً أما الاسترليني، مع الحديث عن احتمال قيام البنك المركزي البريطاني بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار نشط.

ظلت السلع تحت الضغط بعد أن عانت أسوأ شهر لها في التاريخ خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وكان من شأن المخاوف حول التباطؤ الاقتصادي العالمي أن دفعت بسعر الخام الأمريكي إلى ما دون مستوى 66 دولاراً للبرميل، وخسر النحاس مكاسبه المبكرة