النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية التحليلات والأخبار
    التحليلات والأخبار غير متواجد حالياً أخبار المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    17,786

    افتراضي تصادم العولمة والنزعة القومية الجديدة

    الاقتصادية - لقد تم إنقاذنا. وسط أنقاض الأسواق المالية في العالم يمكن أن تقع أبصارنا على الأساسات التي سيقوم عليها النظام الدولي الجديد. وأكبر درس تم تعلمه من هذه الكارثة هو أننا لا يمكن أن نتفادى الاعتماد المتبادل على بعضنا الآخر. فالأسواق العالمية تحتاج إلى قوانين تشارك في وضعها الأطراف المختلفة.

    لماذا أنا مبتهج إلى هذه الدرجة؟ حسناً، هذا الأسبوع فقط أعلن الرئيس الدولي الكبير جورج بوش أنه سيدعو قادة العالم للحضور إلى واشنطن من أجل "دفع التفاهم المشترك" حول أسباب الانهيار.

    وحسب الكلمات التي صدرت من البيت الأبيض، هؤلاء الزعماء سيقومون بصياغة "مجموعة من المبادئ العامة لإصلاح الأنظمة الرقابية والمؤسسية للقطاعات المالية في العالم". أنا أعلم أن هذه عبارة طويلة. لكن العمل الجماعي المشترك كلمة طويلة أيضاً.

    بعض القراء، حسبما أعتقد، ربما تساورهم بعض الشكوك حول محصلة ما سماه القادة الأوروبيون المنهكون "بريتون وودز" جديدة. كيف، ربما يسأل آخرون، سيتقاسم رئيس فرنسا، نيكولا ساركوزي، ورئيس وزراء بريطانيا، جوردون براون، التصفيق والاستحسان؟ لا يمكن أن يكون لدينا بطلان كل منهما بطل الساعة – ليس على كل حال عندما يكون أحدهما فرنسياً والآخر بريطانياً.

    وسأكون أول من يعترف بأن توقيت القمة، التي تأتي بعد عشرة أيام من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ليس مناسباً. فبوش سيكون قد وصل إلى آخر جولة من رئاسة مكسورة. وخلفه، يفترض، أن يحضر كمراقب.

    باراك أوباما بارك التجمع. ولست متأكداً تماماً ما إذا كان هذا المرشح عن الحزب الديمقراطي يتفق مع الرئيس حول شكل النظام العالمي الجديد. وأوباما مع ذلك، قام بحملة تعبئة واعداً بإصلاح الدمار الهائل الذي أحدثه بوش لمكانة الولايات المتحدة في العالم.

    إذا فكرت في الأمر، آخذاً في الحسبان الأشياء البشعة التي قالها جون ماكين في الحملة عن سجل بوش، فمن المشكوك فيه أن يجد أي ترحيب قبيل يوم التنصيب.

    لا تنزعج. على الأقل قائمة الدعوة تظهر أن الدول الغنية صحت من نومها على حقيقة أن العالم لم يعد نادياً خاصاً. فالأزمات المالية كانت أشياء تحدث للدول الفقيرة ومركز الأزمة الحالية الغرب. لذا، المخضرمون القدامى من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سينضم إليهم ليس فقط فلاديمير بوتين الروسي المتجهم دائماً، وإنما كذلك عدد من القادة من القوى الناشئة.

    ما تدعى مجموعة الـ 20 ربما تكون مجموعة مترهلة، لكن على الأقل تعكس إلى حد ما صورة العالم. والعديد من هذه الدول قامت بتسليف الغرب أموالاً استخدمها في تمويل الطفرة. فهي تستحق أن يكون لها رأي عندما يأتي الأمر لمناقشة الدروس المستفادة من الانهيار.

    وإذا فاز أوباما في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) – وبدأت استطلاعات الرأي تشير باتجاه فوز ساحق – فإن أول الإجراءات التي سيتخذها ينبغي أن تكون دعم هذا التغيير باتخاذ خطوة أحادية تجاه التعددية. وعليه أن يعلن، باعتباره رئيساً للولايات المتحدة، أنه سيتغيب عن اجتماع السبع الكبار والثماني الكبار. وأنه سيكون مستعداً للانضمام لاجتماع الـ 13 الكبار والـ 20 الكبار.

    وأعترف هنا بأن تفاؤلي بدأ يتراجع. وهذا أمر لا علاقة له بأوباما، فهو كرئيس لديه فرصة أفضل من أي من أسلافه لقيادة مجهود من أجل إعادة تشكيل النظام العالمي. كما أنه يعطي الانطباع بأنه يفهم أن هذه ربما تكون الفرصة الأخيرة للولايات المتحدة لوضع بصماتها على مثل هذا النظام الجديد.

    لا، عندما تنظر عن قرب إلى كيف أن معظم القادة تصرفوا تجاه العواصف التي هبت على الأسواق المالية، فإن ثغرة واسعة تظهر بين التعابير الرفيعة حول التضامن وضآلة المقصد. وجهة نظر بوش حول نظام مالي جديد هي أن تضع الولايات المتحدة القوانين ويقوم الآخرون باتباعها. وبراون له النظرة نفسها حول دور بريطانيا.

    العبارة التي أصبحت تترد كشيء مسلم به في أوروبا هي أن المشكلات العالمية تحتاج إلى حلول عالمية. وكبيان للحقيقة، فإن ذلك أمر لا خلاف عليه، فالعالم تم سحبه من حافة هاوية مالية فقط عندما اتفقت حكومات الاقتصادات الكبرى أخيراً على أن تعمل بشكل متناغم.

    أنظر إلى ما ظلوا يقولونه من ذلك الوقت. ساركوزي يريد من أوروبا أن تنشئ صندوق ثروة سياديا خاصا بها لشراء حصص في الشركات الأوروبية عند حدوث ركود. والهدف الذي لا يحتاج إلى تفسير، هو حماية الشركات الأوروبية والفرنسية الصناعية الكبرى من أن تؤول ملكيتها إلى أجانب. وعندما نتحدث عن الأجانب يفترض أن نتحدث عن العرب أو الآسيويين.

    الرئيس الفرنسي طرح فكرته، عرضاً، بالطريقة نفسها كطلب بأن هؤلاء الأجانب يجب أن يمنحوا مقاعد في القمة. سنتحدث إليهم، لكن لا يمكنهم أن يشتروا حصصا في شركاتنا؟ وآخرون، مثل رئيس إيطاليا سليفيو بيرلوسكوني، وجدوا فرصة لإنشاء رأسمالية جديدة للدولة لحماية صناعاتها من الأجانب. ولن يطول الوقت قبل أن يقوم بيرلوسكوني بقيادة نداءات لأوروبا لمنع دخول المهاجرين.

    الحكومة الألمانية بزعامة أنجيلا ميركل انتقدت بعض هذه الأفكار. وعموماً برلين كانت غير متحمسة لأن تنظر بعيداً عن المصالح الوطنية الضيقة. فقد أصرت ميركل، مثلاً، على عدم استخدام يورو واحد من الأموال الألمانية لإنقاذ بنك تابع لأية دولة أخرى. أمر طيب للتضامن الأوروبي.

    المشكلة التي تكمن هنا هي انفصال بين تحليل يرى أن كل هذه الحكومات تتفق على أن تعمل سوياً ونظرة ذاتية تدفعهم لحماية امتيازاتهم الوطنية بدافع الغيرة. الاقتصاد والمال ربما يكونا شأناً عالمياً، لكن السياسة لا تزال محلية.

    عد إلى الوراء من الاضطراب العظيم، وستجد أن ما أحدثته الأزمة المالية والآثار التي تلتها (رغم أنني غير متأكد أنها قد انتهت) هو أنها تلقي الضوء على القوتين اللتين تشكلان العالم الحديث. العولمة الآن تتعايش مع المشاعر القومية المتصاعدة وغالباً ما تصطدم بها.

    هذه المشاعر القومية تأتي في أشكال مختلفة. فمن جانب هناك القوى الناشئة – الصين والهند وبقية القوى الأخرى – التي لم تشعر على الإطلاق بأنها جزء من نظام متعدد الأطراف صممه الغرب ويسيطر عليه الغرب. فلماذا في اللحظة التي أصبحوا فيها قوى عظمى، يسلمون سيادتهم للغير؟
    إلى جانبهم الدول الغنية التي، فيما تتحدث بلغة المصلحة المشتركة والاعتماد المتبادل كل على الآخر، فهي تشعر بالغيرة على امتيازاتها التي اكتسبتها من وضعها الحالي. وهي كلها تنادي بنظام عالمي شامل طالما أن إضافة أعضاء جدد للنادي لا يقلل بأي شكل من الأشكال من سلطاتها.

    وفي الوقت الحاضر، كما قد تخمن، فإن تفاؤلي قد تم جرفه بطريقة أو بأخرى. فالأزمة المالية وصفت تصادماً أوسع نطاقاً بين الاعتماد المتبادل للعولمة وزيادة النزعات القومية. وإلى هنا لا أحد يعترف بالخطر. فالقمة ستنجح إذا لم يعمل القادة شيئاً أكثر من الوصول إلى بداية التفاهم.

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد بن سعـود
    محمد بن سعـود غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الإقامة
    ليبيا
    المشاركات
    1,789

    Post رد: تصادم العولمة والنزعة القومية الجديدة

    تقرير رائع ... جزاكم الله عنا كل خير

المواضيع المتشابهه

  1. مصرع 13 وإصابة 24 فى حادث تصادم مروع بالفيوم
    By سمسم in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-09-2010, 07:12 PM
  2. 5 قتيلاً و55 جريحاً بحادث تصادم قطارين في مصر
    By faissal in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29-10-2009, 12:04 PM
  3. مهم جدا: القومية العربية ----------هذا الداء العضال
    By HICHOUR in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-01-2009, 08:33 PM
  4. الأزمة المالية اختبار لصلابة عود العولمة
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-10-2008, 06:15 AM
  5. برنانكي : فوائد العولمة تواجه مخاطر
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-08-2006, 10:42 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17