الاقتصادية - ترقب الأسواق النفطية العالمية اليوم، الاجتماع الطارئ لـ "أوبك" الذي ينعقد في فينا، ويبحث المشاركون فيه خفض الإنتاج لحماية الأسعار من التدهور. وقال المهندس علي النعيمي وزير النفط إن السوق هي التي ستحدد سعر النفط الخام.

وشهدت الأسعار تراجعا متأثرة بهبوط أسعار الأسهم والتقارير بشأن زيادة الاحتياطي الأمريكي من النفط وانخفاض الطلب في الولايات المتحدة ما أدى إلى ثبات سعر البرميل (159 لترا) من النفط الخام من سلة (أوبك) عند 60.82 دولار أمس الأول مقابل 64.35 الثلاثاء. وبينما أشار وزراء نفط "أوبك" إلى أنهم قد يبحثون إمكانية خفض سقف إنتاج الدول الأعضاء بنسبة 1.5 إلى 2.5 مليون برميل يوميا يقول الخبراء إن خفضا بسيطا قد لا يكون كافيا لضبط الأسعار. وقال شكيب خليل رئيس منظمة "أوبك" إن على المنظمة أن تتجنب إلحاق الضرر بالدول التي تعاني جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، إنها قد تحتاج إلى عقد أكثر من اجتماع لتنفيذ أي خفض في الإمدادات.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

تترقب الأسواق النفطية الاجتماع الطارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك الذي ينعقد اليوم في فيينا، ويبحث المشاركون فيه خفض الإنتاج وتراجع سلة نفط المنظمة خلال الفترة القليلة الماضية. في الوقت ذاته قال المهندس علي النعيمي وزير النفط إن السوق هي التي ستحدد سعر النفط الخام.

وشهدت الأسعار تراجعا متأثرة بهبوط أسعار الأسهم والتقارير بشأن زيادة الاحتياطي الأمريكي من النفط وانخفاض الطلب في الولايات المتحدة مما أدى إلى ثبات سعر البرميل (159 لترا) من النفط الخام من سلة (أوبك) عند 60.82 دولار أمس الأول مقابل 64.35 الثلاثاء.

وبينما أشار وزراء نفط (أوبك) إلى أنهم قد يبحثون إمكانية خفض سقف إنتاج الدول الأعضاء بنسبة 1.5 إلى 2.5 مليون برميل يوميا يقول الخبراء إن خفضا بسيطا قد لا يكون كافيا لضبط الأسعار.

وقال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك إن على المنظمة أن تتجنب إلحاق الضرر بالدول التي تعاني من جراء الأزمة الاقتصادية العالمية وأنها قد تحتاج إلى عقد أكثر من اجتماع لتنفيذ أي خفض في الإمدادات.

وقال خليل الذي يشغل أيضا منصب وزير الطاقة الجزائري في تصريحات للصحافيين "ما يشغل الدول المنتجة هو أن أي قرار سيتخذ يجب ألا يزيد من معاناة الدول المستهلكة".

وأكد مجددا تصريحاته السابقة عن أن (أوبك) يتعين عليها موازنة احتياجات المستهلكين والمنتجين في قرارها بشأن الإنتاج في اجتماعها يوم الجمعة. وقال "القرار يجب ألا يترك الدول المنتجة في وضع يجعلها تنضم إلى مجموعة الدول التي تعاني بالفعل الأزمة المالية".

وأضاف "المشكلة في الأجل الطويل هي أن القرار الذي يتخذ اليوم قد يؤثر في صناعة النفط لمدة ثلاث سنوات". وتابع أنه يفضل أن يكون سعر سلة نفوط (أوبك) 90 دولارا للبرميل لضمان تنفيذ مشروعات النفط والغاز.

وتابع "الأزمة المالية سيكون لها تأثير بالفعل في إمدادات النفط في العامين المقبلين وسيكون لها بالطبع أثر في أسعار النفط في العامين المقبلين أيا كان ما سنفعله الآن".

وقال "ربما نحتاج إلى اتخاذ عدة قرارات... على مدى فترة زمنية لنتمكن حقيقة من ضبط الأسعار". وأضاف "يتعين اتخاذ قرار حاسم الآن... للمساعدة في تحقيق استقرار الأسعار ثم اتخاذ قرارات أخرى بعد ذلك." وتابع رئيس (أوبك) أنه لم يناقش مستوى خفض إنتاج (أوبك) مع السعودية أكبر منتج للنفط في المنظمة.

وقال إنه يأمل أن تتبع روسيا خطى (أوبك) وتخفض إنتاجها من النفط. وأضاف "آمل ذلك. لست واثقا أي شيء".

وزار عبد الله البدري الأمين العام لـ"أوبك" موسكو أمس الأول وقال إنه لم يكن مهتما بمطالبة روسيا بالإسهام في خفض للإنتاج في محادثاته مع المسؤولين هناك.

وزاد خليل أن أي انخفاض كبير في أسعار النفط سيضر بمشروعات لضخ إمدادات جديدة مما يهدد بالمزيد من الضغوط التي ترفع الأسعار في الأجل الطويل. وأضاف "يمكنني أن أبلغكم الآن أن المشروعات الجديدة ستتأثر"، موضحا أن مشروعات بمليارات الدولارات ستحتاج إلى تمويل البنوك الأجنبية التي تضررت من الأزمة المالية.

في سياق ذي صلة، قال محمد العليم وزير النفط الكويتي أمس إن على منظمة أوبك أن تأخذ في اعتبارها الاضطرابات المالية العالمية عندما يجتمع وزراؤها لبحث السياسة الإنتاجية اليوم.

وقال العليم للصحافيين في مطار الكويت قبل سفره إلى فيينا لحضور الاجتماع إنه يعتقد أن أي خطوة يجب أن تأخذ الأزمة المالية في الاعتبار وأن الكويت مهتمة دائما بتحقيق الاستقرار.

وعلق على الوضع في سوق النفط قائلا "يوجد فائض". وقال عدد من وزراء "أوبك" إن المنظمة تحتاج إلى خفض الإنتاج لتحقيق استقرار السوق.

وفي أيلول (سبتمبر) الماضي أنتجت دول "أوبك" نحو 29.1 مليون برميل يوميا وهو ما يزيد على الحصة المتفق عليها بنحو 270 ألف برميل يوميا.

ويؤكد حجاج بوخضور ـ محلل اقتصادي ـ أن اجتماع "أوبك" اليوم "مفصلي وتاريخي"، ويزيد "إنه يضع أوبك على المحك لأننا في خضم الأزمة المالية". ويشير إلى أن "أوبك" تماسكت بوضوح منذ نهاية العقد الماضي وأنها "تحتاج إلى تماسك أكثر وتوافق أكبر بين الأعضاء" في المرحلة المقبلة.

ويرى الاقتصادي الكويتي أن دور "أوبك" لا ينبغي أن يقتصر على سياسة التسعير والإنتاج... عليها أن تؤدي دورها كصانع سوق لتعويض غياب صانعي السوق (التقليديين) المتمثلين في البنوك الاستثمارية" التي تحول بعضها إلى بنوك تجارية وأشهرت أخرى إفلاسها.

ورجح بوخضور أن تشهد الصناعة النفطية تغيرا نوعيا ومهما في المرحلة المقبلة، متفقا مع الأمين العام لمنظمة "أوبك" على أن "كثيرا من المشاريع النفطية مهددة بالتوقف"، وهو يرى أن "احتكار" التكنولوجيا سيزيد من صعوبة الحصول على المساعدات الفنية واللوجستية في عديد من مفاصل الصناعة النفطية وبخاصة فيما يتعلق بتطوير التنقيب عن النفط.

ولا يستبعد أن تلقي أزمة أسعار الصرف بظلالها على التجارة النفطية "من حيث تسعير النفط بالدولار"، معللا ذلك بأن التغييرات التي ستنتج من أسعار الصرف قد تدفع إلى تغيير الوضع القائم بتسعير النفط بالدولار". وذهب إلى أنه "من المرجح أنا تشكل نظاما ماليا جديدا" في الفترة القليلة المقبلة، وأن ذلك "قد يفرض بعض القيود على أوبك".

وحذر المجتمعين من أن "تحميل دولة ما" مسؤولية خفض الإنتاج "غير مجد"، وأن من الأهمية أن "يكون التخفيض توافقيا بين الدول الأعضاء".

وقالت مؤسسة "جي.بي.سي" للاستشارات النفطية أمس"بما أن الأسواق في حالة اضطراب خطير فإن خفض مليون برميل ربما ينظر إليه على أنه أقل من اللازم وأنه جاء في وقت متأخر.. ويمكن حتى أن يؤدي إلى تراجع كبير في الأسعار".

وتعتمد فاعلية الإجراءات التي ستتخذ في اجتماع اليوم لرفع سعر البرميل لأعلى من 80 دولار على الاقتصاد العالمي، صحة أسواق الأسهم وقيمة اليورو مقابل الدولار".

ويقول المحللون إن عاملا آخر يقف خلف تراجع أسعار النفط الخام الأربعاء الماضي وهو ارتفاع مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة بشكل فاق التوقعات.

وإضافة إلى ذلك ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن إمدادات منتجات النفط الأمريكي للمنازل انخفضت بنسبة 8.5 في المائة الأسبوع الماضي مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.

يذكر أن سلة خامات "أوبك" تضم 13 نوعا وهي خام (صحاري) الجزائري، (ميناس) الإندونيسي، الإيراني الثقيل، (البصرة) العراقي، خام التصدير الكويتي، خام (سدر)الليبي، خام (بوني) النيجيري، الخام البحري القطري، الخام العربي الخفيف السعودي، خام (مريات)،الخام الفنزويلي، (جيراسول) الأنجولي و(أورينت) الإكوادوري.