الاقتصادية - المصرفيون الاستثماريون الذين كانوا يحبسون أنفاسهم تحت الماء في الأسبوعين السابقين في انتظار قدوم الفرج سيصابون بصدمة حين يخرجون رؤوسهم إلى الهواء للعثور على نفس. وقلة قليلة من المصرفيين الاستثماريين، بعد أن ركزوا اهتمامهم على مشاكل رأس المال والسيولة، كان لديهم ما يكفي من الوقت لمعالجة موارد إيراداتهم المستقبلية.

وحين يفعلون ذلك فإنهم سيرون أن ما بقي ليس بالكثير. جفت عمليات شراء الشركات بالكامل وتمويلها بالديون الثقيلة، وجفت معها مجاميع هائلة من الدخل القادم من الأوراق المالية المدعومة بالقروض السكنية والقروض التجارية. وهبطت الإيرادات من أسواق السندات الرأسمالية ومن أسواق الأسهم الرأسمالية. وهبط معدل عمليات القروض والاندماج والاستحواذ بنسبة 35 في المائة هذا العام.

ويواصل المحللون في بنك مورجان ستانلي Morgan Stanley تعديل توقعاتهم إلى الأدنى. أحدث هذه التوقعات هو أن إيرادات البنوك الاستثمارية لعام 2009 يرجح لها أن تعود إلى مستويات عام 2004 في أحسن الأحوال.

وهذا يعد مشكلة خاصة بالنسبة للبنوك التي من قبيل بنك باركليز كابيتال Barclays Capital، التي كانت تتوسع بنشاط وقوة في المجالات نفسها التي انقصم فيها ظهر الإيرادات بسبب المراهنة على تحسن الأحوال (التي ازدادت سوءاً). فما الذي بقي إذن للصناعة؟

وصناعة صناديق التحوط؟ لا. لأن صناديق التحوط هبطت بنسبة 4.7 في المائة في أيلول (سبتمبر)، في الوقت الذي تعمقت فيه الأزمة المالية وعصفت بأسعار الموجودات. يتوقع مديرو البنوك الآن أن نسبة تصل إلى 30 في المائة من هذه الصناديق يمكن أن تصفي أعمالها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ومن شأن هذا أن يقضي على واحد من آخر مصادر الدخل المهمة للبنوك الاستثمارية التي تحقق أرباحاً من تمويل تداولات الصناديق المذكورة.

والأسواق الناشئة؟ لا. لأن أسهم الأسواق الناشئة خسرت تقريباً 55 في المائة من قيمتها منذ أيار (مايو) ومن المتوقع أن يواصل المستثمرون الذين سحبوا أكثر من 8.6 مليار دولار من سندات الأسواق الناشئة، أن يواصلوا انسحابهم.

والسلع؟ لا. لأنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها هبطت أسعار النحاس والفضة إلى نصف أسعار الذروة التي سجلتها قبل سنة. وهذا لا يبقي إلا مجالات قليلة يمكن أن تنتفع منها البنوك، مثل المبيعات والتداول في استثمارات المخاطر القليلة، وإدارة الموجودات والديون الرديئة، إلى جانب جرعة قوية من تقليص التكاليف فيما يلي من الأيام. وبالنسبة للبنوك التي قامت من قبل بتخفيف ما عليها من الشحوم في مجالات مثل استثمارات الدخل الثابت، فإن فكرة إزالة المزيد من اللحم دون الوصول إلى العظم يمكن أن تكون مؤلمة، في أحسن الأحوال