(رويترز) - دعا زعماء الاتحاد الاوروبي يوم الخميس لاتخاذ اجراء لحماية النمو والوظائف والابقاء على القدرة التنافسية الصناعية في الوقت الذي تثير فيه أسوأ ازمة مالية منذ 80 عاما مخاوف من كساد كبير.

وقال زعماء دول الاتحاد وعددها 27 دولة ان القمة الدولية المنتظرة لاصلاح النظام المالي العالمي يجب ان تتخذ اجراءات مبكرة تتعلق بالشفافية والمعايير الدولية للقواعد الرقابية والمراقبة العابرة للحدود ونظام للانذار المبكر بهدف استعادة الثقة.

وعلى الرغم من الازمة اتفق الاتحاد الاوروبي على الالتزام بموعد نهائي في ديسمبر كانون الاول المقبل لتبني تشريع طموح لمكافحة التغيرات المناخية.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو سيسافران للقاء الرئيس الامريكي جورج بوش يوم السبت المقبل للمساعدة في التحضير للقمة التي ستقرر "إعادة تأسيس الرأسمالية."

وبعد الحصول على مساندة اقتصادات كبرى أخرى منها الولايات المتحدة للقمة تحول اهتمام زعماء الاتحاد للاثر المحتمل لازمة الائتمان على اقتصاداتهم.

واظهر استطلاع يوم الخميس لآراء اقتصاديين أجرته رويترز أن 34 من 41 اقتصادي من المشاركين يعتقدون ان منطقة اليورو دخلت بالفعل في مرحلة كساد قال اغلبهم انها ستستمر ما بين ستة أشهر وعام.

وقال ساركوزي "بالطبع نحن نرى الازمة الاقتصادية هنا والسؤال الذي أطرحه هو.. اذا تمكنا من التوصل الى حلول منسقة للازمة المالية ألا يمكننا كذلك ايجاد حلول منسقة للازمة الاقتصادية.." وتعهد بان فرنسا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي ستأخذ مبادرات فيما يتعلق بذلك.

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان حالة عدم التيقن في الاسواق قد تستمر حتى تستكمل اجراءات انقاذ البنوك وتحقيق الاستقرار في القطاع المالي على مستوى العالم. وافاد البيان الختامي للقمة "خارج القطاع المالي فان القمة تؤكد تصميمها على اتخاذ الخطوات اللازمة لدعم النمو والوظائف."

وأضاف "وتدعو القمة المفوضية الاوروبية لتقديم اقتراحات مناسبة قبل نهاية هذا العام اساس لحماية القدرة التنافسية للصناعة الاوروبية."

وقال ساركوزي انه طلب من المفوضية بحث ما اذا كان قطاع صناعة السيارات الاوروبي يحتاج لمساعدة نظرا لمطالبته بانتاج سيارات غير ملوثة للبيئة في وقت كانت الولايات المتحدة تقدم فيه قروضا رخيصة لاكبر ثلاث شركات سيارات أمريكية.

وقال جان كلود يونكر رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو ورئيس وزراء لوكسمبورج انه لا مجال لاي برنامج دعم أوروبي ينتهك قواعد ميزانية الاتحاد. وقال دبلوماسيون ان بريطانيا أصرت على حذف الاشارة للحاجة للتصدي لتباطؤ النمو وانكماش الاستثمارات.

وابدى الزعماء تضامنهم مع ايسلندا الاكثر تضررا من الازمة المالية التي تهدد آلاف المدخرين الاوروبيين وحثت المجتمع الدولي على تقديم الدعم.

ودعا البيان لاول مرة لنظام مراقبة مالية منسق على مستوى الاتحاد الاوروبي وتأسيس خلية لمعالجة الازمات للمساعدة في ادارة الازمة المالية.

وكخطوة أولى قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل للصحفيين ان محافظي البنوك المركزية الوطنية سيجتمعون مرة كل شهر على الاقل لتبادل المعلومات بشأن الرقابة المالية.

وسيشارك رئيس البنك المركزي الاوروبي ورئيس الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبي ورئيس مجموعة اليورو في خلية ادارة الازمة المالية.

وواصلت الاسواق العالمية تراجعها يوم الخميس على الرغم من ابداء السلطات على مستوى العالم استعدادها لاتخاذ المزيد من الاجراءات لدعم البنوك المتعثرة.

وارجع ساركوزي التراجع الى بيع صناديق تحوط لاصولها وقلق المستثمرين من الوضع الاقتصادي الضعيف.

وضم براون صوته لدعوة ساركوزي عقد قمة دولية لاعادة تشكيل صندوق النقد الدولي باعتباره حجر الزاوية للرقابة العالمية على الاسواق

وقال بيان القمة ان زعماء الاتحاد وافقوا بالاجماع على خطة انقاذ قيمتها 2.2 تريليون يورو (ثلاثة تريليونات دولار) للبنوك في منطقة اليورو كان قد اتفق عليها في باريس يوم الاحد الماضي