الاقتصادية - لم تعد إدارة الرئيس بوش جيدة للغاية في الاتصال مع الجمهور، لكن من المؤكد أنها لم يسبق لها أن شعرت بمثل ما شعرت به الأسبوع الماضي من ثبات الخطى، حين طلبت من الكونغرس الموافقة على صفقة إنقاذ مالي تعرف عالمياً باسم "إنقاذ وول ستريت".

كانت اللعبة السياسية منذ عدة قرون تقوم على إلباس الأمور غير المستساغة لباس التعابير الفخمة. في 1215 ووقع زعيم ضعيف، وعصبة من البارونات اللصوص صفقة دنيئة لاقتسام السلطة أطلقوا عليها اسم "الميثاق الأعظم". وهي الآن مؤسسة للديمقراطية.

بعد نحو 600 سنة من ذلك خرق إمبراطور فرنسي القوانين الوطنية وعمل على تعميد خلافته من خلال "ميثاق نابليون"، بصورة أبعد ما تكون عن التواضع. وحتى في لويزيانا الحديثة التي كانت تابعة لفرنسا في زمن ما، لا يزال ذلك موجوداً في النظم الأساسية.

لكن لم يشهد أي مكان في العالم ازدهار فن إطلاق الأوصاف وتنميقاتها الفخمة كما يشاهد في الولايات المتحدة. فهناك مثلا، "الصفقة الجديدة" التي قدمها فرانكلين روزفيلت، و"المجتمع العظيم" الذي ابتدع تسميته ليندون جونسون. وهي ألقاب فخمة أعطت الأمة الأمريكية شعورا أفضل تجاه سياسات كانت تمثل دواءً مراً للبعض.

كان الجمهوريون خلال الفترات الزمنية الأقرب هم "خيميائيو" الألقاب الفخمة وكانوا يحولون المعادن العادية إلى ذهب سياسي. وتم الترويج لمبادرة رونالد ريجان الدفاعية باسم "حرب النجوم" تيمناً باسم الفيلم الذي لقي إقبالاً جماهيرياً واسع النطاق. أما صاروخه MX الذي كان اسمه الأصلي "المحافظ على السلام" فتم تغييره فيما بعد إلى "صانع السلام" لأنه بدأ أقرب بكثير إلى مظهر "صانع السرعة". وفي 1999، جاء نويت جينجرش بشعار "العقد مع أمريكا" الذي لم يكن بالفعل كذلك، وأصبح أول رئيس مجلس نواب جمهوري منذ 40 سنة.

اعتادت مجموعة بوش أن تكون جيدة للغاية في هذا الأمر، إذ أطلقت على قانونها الخاص بإصلاح التعليم عبارة "عدم ترك أي طفل في الخلف"، وهو شعار لا يمكن التصويت ضده، على الرغم من أنه لم يكن في الحقيقة سوى تعليم من أجل الامتحان. وكان من الصعب بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001، معارضة "القانون الوطني"، على الرغم من كل قيوده على الحريات المدنية التي يفترض به أن يحميها. أما قانون الحدود الآمنة فلم يكن بالفعل سوى إقامة سياج فاصل على الحدود مع المكسيك، وتم تمريره على أساس ذلك، على الرغم من أنه لم يتم إنشاؤه.

الجيش الأمريكي بالذات مغرم بمنح العمليات أسماء فخمة ووطنية، مثل"القضية العادلة" (غزو بنما عام 1989)، و"درع الصحراء"، و"عاصفة الصحراء" (حرب الخليج الأولى).

وكان بعض هذه الأسماء لا يسري بصورة سلسلة على الألسن مثل الإرادة الأكثر إخلاصاً، وإدجار جلاسييه، ونمبل أركر، وكلها عمليات ضد إيران في الثمانينيات.

يبدو أن وزارة الدفاع الأمريكية تستخدم الكمبيوتر لتوليد مثل هذه الأسماء، لكن لابد من موافقة وزير الدفاع عليها جميعاً. وفي 2001 اضطر دونالد رامسفيلد إلى تغيير واحد من تلك الأسماء من "عملية العدالة النهائية"، إذ اعتبر هذا الاسم غير متناغم مع الإسلاميين الحديثين، ليصبح الاسم الجديد "الحرية الدائمة"، وهي العملية التي مازالت مستمرة، ونأمل ألا يكون ذلك إلى الأبد.

هذا التكتيك لا ينجح بصورة دائمة، فضريبة التركات لا تزال قائمة على الرغم من أن الجمهوريين سموها "ضريبة الموت". و"قانون حلم الديمقراطيين" الذي يخول أطفال المهاجرين غير الشرعيين المولودين على الأراضي الأمريكية دفع رسوم جامعية أقل، مازال حلماً.

وانتبه كذلك إلى أن قانون بولسون العلاجي المذعور، على الرغم من صحته، فإنه يمكن ألا يكون قد أبلى بلاءً حسنا.