دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعد أسبوع التداول الذي انتهى الخميس، الأسوأ في تاريخ أسواق المال العربية، التي نزفت بشدة وفقدت المليارات من قيمتها، لتصل خسائر البورصات الخليجية وحدها في ذلك الأسبوع نحو 155 مليار دولار أمريكي تبخرت وسط هلع المتعاملين.

وفقدت تلك الأسواق، حتى يوم الأربعاء نحو 180 مليار دولار قبل أن تعود الخميس وتعوض جزءا من تلك الخسائر، وتغلق مرتفعة، وسط تطمينات وتدخلات حكومية رفعت من معنويات المتعاملين وجعلتهم يقبلون على الشراء.

وربما كانت سوق الأسهم السعودية الأكثر تضررا من الأزمة، بعد أن انهار مؤشرها مسجلا خسارات ضخمة، ما جعله يفقد خلال الأسبوع نحو 1300 نقطة من قيمته، مختتما الاسبوع عند مستوى 6160 نقطة.

والخسائر الحادة تلك فقدها مؤشر أكبر بورصة عربية في ثلاثا جلسات تداول فقط، إذ كانت السوق السعودية مغلقة لعطلة العيد واستأنفت التداول يوم الاثنين، الذي فقدت خلاله نحو عشرة في المائة من قيمتها.

ومنذ بداية العام الجاري، فقدت الأسهم السعودية أكثر من 44 في المائة من قيمتها، ما يعني أن مئات المليارات من الريالات السعودية "طارت" في هواء التشاؤم الذي ساد أجواء التعاملات وحكم طبيعة الاستثمار بالأسهم السعودية.

وفي ثاني أكبر بورصة عربية، وهي الأقل تضررا، فقد المؤشر الكويتي خلال تعاملات الأسبوع 934 نقطة، ليستقر عند مستوى 11905 نقاط، ومان من الممكن أن تكون الخسائر أكبر لولا أن تداولات الخميس حملت للسوق ارتفاعا جيدا أضاف للمؤشر نحو 433 نقطة.

ويأتي الارتفاع الكويتي بعد تدخل هيئة الاستثمار الحكومية التي أوعزت إلى الشركات التي تساهم فيها بضخ سيولة في السوق، ما زاد من ثقة المتعاملين بسلامة سوق المال وجعلهم يقبلون على الشراء.

أما الأسهم الإماراتية، والتي نزفت بشدة في بورصتي دبي وابوظبي، ففقدت خلال الأسبوع نحو 130 مليار درهم من قيمتها وتداعت مؤشراتها بشدة، بسبب انفتاح الاقتصاد الإماراتي أكثر من غيره على الاقتصاد العالمي.

ورغم أن مسؤولين إماراتيين أكدوا أن أسواقهم "محصنة تجاه الأزمة العالمية،" طوال الأسبوع، إلا أن استجابة الأسواق جاءت محدودة، لتحقق ارتفاعا فقط يوم الخميس، بعد أن أعلن المركزي الإماراتي خفض الفائدة نصف نقطة متبعا خطي الولايات المتحدة.

واستطاعت الأسهم الإماراتية تعويض نحو 10.4 مليارات درهم من خسائر الأسبوع، بعدما حققت بورصت دبي وأبوظبي ارتفاعا بنحو 3.7 في المائة، و0.8 في المائة على التوالي.

أسهم قطر لم تكن محظوظة أيضا خلال الأسبوع، إذ خسر المؤشر العام لسوق الدوحة للأوراق المالية نحو 1741 نقطة، من الأحد وحتى الخميس، بعد أن قلص الخسائر تلك في آخر يوم تداول له مرتفعا بنحو 1.9 في المائة ليستقر عند مستوى 7573 نقطة.

وفي سوق مسقط، تداعت الأسهم خلال الأسبوع الماضي، وفقد مؤشرها الرئيسي نحو 1297 نقطة من قيمته، بعد أن عوض خلال تعاملات الخميس جزءا لا بأس به من الخسائر، مرتفعا بنحو 8.3 في المائة، ليزيد بذلك 51 نقطة عن إغلاق الأربعاء ويستقر عند مستوى 7178 نقطة.

أما أسهم سوق البحرين، وهي أصغر بورصة خليجية، ففقد مؤشرها نحو 132 نقطة خلال الأسبوع، ليستقر عند مستوى 2330 نقطة.

وعلى الجانب الآخر، كانت الأسهم المصرية أكثر المتضررين عربيا من الأزمة المالية التي عصفت بالعالم، إذ انهار مؤشرها يوم الثلاثاء فاقدا أكثر من 16.4 في المائة من قيمته، وسط موجة بيوع مذعورة استمرت من بدء التعملات وحتى نهاية جلسة التداول.


ومع ارتفاع الخميس، يكون المؤشر الرئيسي لبورصتي القاهرة والإسكندرية (كيس 30) فقد نحو 1392 نقطة من قيمته، ليستقر عند مستوى 5667 نقطة، وهو واحد من أدنى المستويات في تاريخ الأسهم المصرية.

الأسهم الأردنية في بورصة عمان، كانت أفضل أداءا من مثيلاتها، وجاء التراجع فيها تدريجي بعيدا عن الانهيارات الحادة، ورغم ذلك فإن المؤشر الرئيسي للسوق فقد خلال الأسبوع نحو 514 نقطة ليستقر عند مستوى 3562 نقطة.