الاقتصادية - قالت مصادر مطلعة إن بنك باركليز البريطاني سيرفع على الأرجح رأسماله من خلال إتاحة الفرصة لمستثمريه الحاليين لشراء أسهم ممتازة أو أدوات أخرى قبل أن يلجأ إلى الأموال الحكومية.

وستتيح بريطانيا رؤوس أموال تصل إلى 50 مليار جنيه إسترليني (86 مليار دولار) لبنوكها، ولكن قالت إن البنوك ليست ملزمة باستخدام الأموال الحكومية وبوسعها زيادة رأسمالها بطرقها الخاصة.

وقالت المصادر أمس الخميس إن "باركليز" سيلجأ غالبا إلى العرض الحكومي كملاذ أخير، ولكنه سيعرض أولا أسهما ممتازة على المستثمرين الحاليين بشروط مماثلة لما ستحصل عليه الحكومة. ولم تتحدد بعد شروط الاقتراح الحكومي وخطط كل بنك على حدة.

وفي وقت سابق من هذا العام جمع باركليز 4.5 مليار جنيه إسترليني جاء معظمها من عدة مستثمرين كبار في الخارج، وليس عن طريق بيع أسهم بشكل تقليدي في إصدار خاص للمساهمين. وبعد ذلك أصبح كبار المساهمين في البنك هم هيئة الاستثمار القطرية، وبنك التنمية الصيني المملوك للدولة ومؤسسة تيماسيك في سنغافورة، وبنك سوميتومو ميتسوي الياباني.

وكانت مصادر بريطانية قد أكدت في وقت سابق أن بنك باركليز طلب من جهاز قطر للاستثمار زيادة أسهمه في البنك لتمويل عملية شراء بنك ليمان براذرز فيما قال مصدر في جهاز قطر للاستثمار إنه لم يقرر بعد خطوة الشراء.

وحسب المصادر، فإن مباحثات تدور بين جهاز قطر للاستثمار ومجموعة من الشركاء الأساسيين وآخرين لبحث زيادة أسهمهما في البنك لتمويل شراء بنك ليمان، لكن مصدرا قطريا أكد حينها أن الجهاز لم يبحث بعد زيادة حصته في بنك باركليز بعد أن وافق البنك البريطاني على دفع 1.75 مليار دولار لشراء بعض أجزاء من بنك ليمان براذرز المنهار.

وقال متحدث باسم بنك باركليز إن بعض مساهميه أعربوا عن رغبتهم في زيادة حصصهم في البنك في إطار دعمهم للخطة وإن مجلس الإدارة يتوقع أن تؤدي هذه المحادثات إلى جمع رأسمال إضافي لا يقل عن مليار دولار لكنه رفض الإفصاح عن الشركاء الذين تم التباحث معهم مكتفيا بالقول إنهم شركاء مقربون وبينهم بعض الشركاء في البنك وممن يمتلكون حصصا كبيرة في البنك.

وبرز بنك باركليز كمشتر محتمل لبعض أصول بنك الاستثمار الأمريكي المنهار ليمان براذرز فيما اتسع نطاق أزمة البنوك العالمية، وهو ما دعا الجميع لتأكيد أن قطر ستبرز كمستثمر رئيس في قطاع البنوك، حيث أكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر أن الدوحة تعتزم استثمار ما يقرب من 15 مليار دولار في قطاع البنوك في أوروبا وأمريكا.

وكان البنك البريطاني قد انسحب في مطلع الأسبوع من محادثات طارئة تهدف لإنقاذ "ليمان" وتحول لدراسة شراء أعمال السمسرة لـ "ليمان براذرز" في الولايات المتحدة بما في ذلك الأسهم والدخل الثابت وأنشطة استشارات الاندماج والاستحواذ وغيرها. وبينت المصادر أن المحادثات تشمل بصفة أساسية العمليات الرئيسة في الولايات المتحدة التي يعمل فيها بين ثمانية وعشرة آلاف موظف، وقد تضم أيضا بعض الأنشطة العالمية.