الاقتصادية - تقرير "جدوى" اليومي لأزمة الأسواق
هيمنت أخبار الشركات على العناوين الرئيسية يومي السبت والأحد في الوقت الذي استغلت فيه أسواق الأسهم العالمية عطلة نهاية الأسبوع كي تهضم وتستوعب خطة الإنقاذ المالي الأمريكية التي تمت إجازتها يوم الجمعة. وذلك وفق تقرير أعده بــراد بورلانــــد رئيس الدائرة الاقتصادية في شركة جدوى للاستثمار.

1) فقد تحصلت هايبو ريال استيت القابضة Hypo Real Estate Holding وهي ثاني أكبر شركة للإقراض العقاري في ألمانيا على تمويل طارئ من الحكومة والمصارف وشركات التأمين الألمانية من أجل إنقاذها بلغ 68 مليار دولار أمريكي، وذلك عقب فشل وحدة شركة هايبو في دبلن في تدبير الائتمان اللازم مما أثار المخاوف من أن الشركة موشكة على الانهيار.

2) في الولايات المتحدة تتنافس كل من مجموعتي سيتي جروب Citigroup وويلز فارغو Wells Fargo في المحاكم للحصول على حق الاستحواذ على واكوفيـا Wachovia رابع أكبر بنك أمريكي. وقد تمكنت مجموعة سيتي جروب بالتعاون مع الحكومة الأمريكية من تدبير مبلغ 2.2 مليار دولار للاستحواذ على جزء من أعمال "واكوفيــا" لكن "ويلز فارغو" عرضت 15 مليار دولار للاستحواذ على البنك برمته.

3) وافق بي إن بي باريبـا BNP Paribas أكبر بنك في فرنسا على دفع 19.8 مليار دولار مقابل الاستحواذ على بعض أجزاء شركة فورتيس للمصارف والتأمين البلجيكية، وذلك بعد أن فشلت جهود الحكومة البلجيكية في إنقاذ الشركة.

وكان قادة كل من إنجلترا، ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا قد عقدوا اجتماع قمةً يوم السبت من أجل تنسيق موقف أوروبي موحد للتعامل مع أزمة الائتمان. ورغم عدم الإعلان عن أي خطة فقد عبر القادة عن دعمهم لقطاع الأعمال المصرفية الأوروبي. لكن ردة فعل الأسواق والتقارير الصادرة فسرت الاجتماع بأنه علامة على عدم المقدرة على اتخاذ قرار بصورة عامة. ومن المقرر أن يجتمع وزراء مالية الدول الأوروبية يومي الإثنين والثلاثاء في لوكسمبرج بينما سيجتمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في كافة دول العالم، وكذلك المديرين التنفيذيين للبنوك على مستوى العالم في واشنطن دي سي الأسبوع المقبل في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي سيهيمن على محادثاتها موضوع الأزمة المالية. وستشارك "جدوى للاستثمار" في اجتماعات واشنطن وستوافيكم بآخر المستجدات.

أما حالياً فقد استهلت البورصات العالمية تداولات يوم الإثنين بالتراجع الحاد بلا استثناء، فقد تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودي تاسي بواقع 10 في المائة عند افتتاح أول جلسة تداول بعد أسبوع عطلة العيد، حيث هبطت أسعار كل الأسهم المدرجة بالحد الأقصى للخسارة البالغ 10 في المائة. كما تراجعت كل الأسواق الآسيوية والأوروبية في حدود 4 – 6 في المائة. وقد أغلقت بورصة لندن على تراجع بلغ 5.4 في المائة بينما تراجعت بورصتا كل من طوكيو وسيئول بنحو 4.3 في المائة. كما تراجع اليورو إلى 1.35 مقابل الدولار عاكساً الأخبار السلبية الصادرة من أوروبا. ويبدو أن الأسواق الأمريكية ستفتتح جلساتها على تراجع هي الأخرى يوم الإثنين.

وتأتي أهمية يوم الإثنين في أنه أول جلسة تداول للأسواق العالمية عقب صدور تفاصيل قانون خطة الإنقاذ المالي الأمريكية. وقد افتتحت كل الأسواق متراجعة بصورة كبيرة مقتفية أثر موجة البيع في الأسواق الأمريكية عقب إجازة خطة الإنقاذ يوم الجمعة بالتضافر مع الأخبار السلبية حول البنوك في كل أوروبا.

التداعيـــات
لا يبدو أن ثمة سوق في مأمن من موجة البيع من أجل السيولة التي تجتاح الأسواق العالمية في ظل استمرار المخاوف حول سلامة النظام المصرفي العالمي. ومن الواضح أن هبوط سوق الأسهم في السعودية ما هو إلا استجابة للتراجع في الأسواق العالمية لكنه يتأثر أيضاً بالمخاوف حيال مشكلات القطاع المصرفي الأوروبي ومن تضرر أسعار وإيرادات النفط من تباطؤ الاقتصاد العالمي. وقد هبطت أسعار النفط إلى ما دون مستوى 90 دولارا للبرميل يوم الإثنين.