(رويترز) - أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة أن الاقتصاد الامريكي نما بمعدل أقل من التقديرات السابقة خلال الربع الثاني من العام اذ رفع المستهلكون انفاقهم بدرجة أقل كما قلصت الشركات بعض استثماراتها في علامة على أن الثقة تتراجع حتى قبل تفاقم اضطرابات أسواق المال.

وقالت وزارة التجارة الامريكية يوم الجمعة ان الناتج المحلي الاجمالي أي مجمل الانتاج من السلع والخدمات داخل الحدود الامريكية نما بنسبة 2.8 في المئة في الربع الثاني بدلا من التقدير السابق الذي صدر قبل شهر وهو 3.3 في المئة.

وجاء الدليل الجديد على تراجع النشاط الاقتصادي وسط تشوش في واشنطن بشأن ما اذا كان من الممكن اقرار خطة حكومية قيمتها 700 مليار دولار من المال العام لانقاذ المؤسسات المالية.

وقد حذر الرئيس جورج بوش من أن البلاد تواجه كسادا مؤلما اذا لم تتم الموافقة على الخطة.

ورغم أن النمو الاقتصادي أعلى منه في الربع الاول الذي بلغ 0.9 في المئة فان الاقتصاديون الذي استطلعت رويترز اراءهم توقعوا أن يظل تقدير النمو في الربع الثاني من العام دون تغيير.

ويمثل الانخفاض علامة على أن الاضطرابات التي اجتاحت وول ستريت بدأت بالفعل تمتد الى المستهلكين والشركات الصغيرة في الربع الثاني.

ونما انفاق المستهلكين الذي يمثل ثلثي النشاط الاقتصادي في البلاد بنسبة 1.2 في المئة وفق أحدث البيانات بدلا من التقدير السابق 1.7 في المئة لاسباب منها تراجع حاد في الانفاق على السلع المعمرة مثل السيارات.

ويتوقع المحللون استمرار انفاق المستهلكين على هذا المنوال في الاشهر المقبلة مع تزايد أعداد المنضمين الى صفوف البطالة والشكوك في قدرة الاقتصاد على البقاء بعيدا عن الكساد.

كما أظهرت البيانات أن قلق الشركات بدأ يتزايد بشأن الاحتمالات الاقتصادية في الربع الثاني اذ انكمش انفاق الشركات على المعدات وبرامج الكمبيوتر بنسبة خمسة في المئة بدلا 3.2 في المئة فقط في التقدير السابق ليسجل أكبر انخفاض منذ بداية عام 2002.