قال مسؤولون في الحزب الديمقراطي الأميركي بينهم المرشح لانتخابات الرئاسة باراك أوباما إن اتفاقا سيتم التوصل إليه بنهاية المطاف بين الكونغرس والبيت الأبيض حول خطة قيمتها 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المالي.

وقال أوباما بعد اجتماع تاريخي الخميس مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض ضمه والمرشح جون ماكين وقادة الكونغرس من الحزبين أعتقد أننا سنتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق.

لكنه استدرك قائلا في مقابلة مع محطة CNN "أعتقد أنه ستكون هناك حاجة إلى مناقشات بين الرئيس ووزير الخزانة هنري بولسون والجمهوريين في مجلس النواب وربما الجمهوريين في مجلس الشيوخ لمعرفة ما هي الإضافات التي يريدونها بالضبط لإنجاح هذا الشيء".

واعتبر أوباما أن فرض العمل والنمو الاقتصادي ومعاشات التقاعد وأسواق المال ستكون في خطر بدون خطة الإنقاذ.

وتهدف الخطة إلى شراء الديون الهالكة التي تقض مضاجع السوق المالية الأميركية وهددت بانهياره، وتعود في معظمها إلى السياسة الخاطئة للرهونات العقارية التي اعتمدها المضاربون الماليون في وول ستريت.

بدوره قال جيم مانلي المتحدث باسم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد إن كثيرا من المسائل لا تزال عالقة"، موضحا ان النواب "يعالجونها".


في المقابل قال المرشح الجمهوري ماكين إن بعض أعضاء الكونغرس لديهم "مخاوف مشروعة" حيال الثمن الكبير الذي سيدفعه دافع الضرائب، مضيفا أن هؤلاء النقاد منتبهون أيضا لحقيقة الأزمة التي تواجهها البلاد.

وأثناءالاجتماع أعرب بوش عن الأمل في "التوصل سريعا إلى اتفاق" بينما قال رئيس لجنة المصارف في مجلس النواب كريستوفر دود لدى مغادرته اجتماع البيت الأبيض إن العمل على خطة الإنقاذ سيستغرق وقتا يتجاوز موعد يوم الجمعة المحدد سلفا.

شرائح

وقال عضو ديمقراطي بارز بمجلس الشيوخ الأميركي إن الخطة ستوزع على شرائح قيمة الأولى منها 250 مليار دولار.

وأوضح السيناتور تشارلز شومر من نيويورك أن "المال سيأتي موزعا بنظام الشرائح،250 مليار دولار دفعة أولى و100 مليار دولار أخرى عندما يصدق الرئيس على استمرار هذا الظرف الطارئ و350 مليار دولار في مايو/ أيار 2009".

وأضاف شومر أن مشروع القانون الخاص بتنفيذ البرنامج الذي تقترحه وزارة الخزانة سيضمن حصول الحكومة على صكوك لشراء أسهم في الشركات المشاركة وذلك لحماية دافعي الضرائب.
وكانت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي أعلنت في وقت سابق أن البيت الأبيض وافق على المبادئ الأساسية الأربعة التي طالب أعضاء الكونغرس الديمقراطيون بإضافتها إلى خطة الإنقاذ المالية.

وقالت بيلوسي إنه منذ "الخميس الماضي، بدا واضحا للإدارة أن المبادئ الأربعة التي نتحدث عنها هي التساهل مع أصحاب العقارات المعنية بالأزمة, والشفافية، والعدالة وتعويض رؤساء الشركات المالية".

وأضافت أن بوش وافق على هذه المبادئ مساء الأربعاء "ما يعني تحقيق تقدم".




انتعاش الأسواق

واستهلت أسواق الأسهم الأميركية تعاملات الخميس بارتفاع ملموس مدعومة بتقارير عن قرب تمرير خطة الإنقاذ المالي.

كما أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع حاد محققة أول مكاسبها في أربع جلسات حيث طغى تجدد التفاؤل حيال خطة الإنقاذ الأميركية على بيانات اقتصادية ضعيفة.

هبوط سوق المساكن
لكن تقريرا حكوميا أميركيا أظهر أن مبيعات المنازل الجديدة التي تضم أسرة واحدة في الولايات المتحدة هبطت في أغسطس/ آب إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 17 عاما في حين انخفضت أسعارها إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات.

وبلغ معدل المبيعات السنوي 460 ألف وحدة منخفضا 11.5% عن يوليو/ تموز وبعيدا عن مستوى 510 آلاف وحدة الذي توقعه الاقتصاديون.

وبلغ متوسط سعر المسكن الجديد 221900 ألف دولار بانخفاض 5.5% عن يوليو/ تموز، وهو أدنى سعر منذ بلغ 211600 في سبتمبر/ أيلول 2004.

وتعد مبيعات المنازل في أغسطس/ آب الأبطأ منذ بلغت 401 ألف في يناير/ كانون الثاني 1991.

ويعد سوق المساكن أحد المؤشرات الرئيسة على حالة الاقتصاد الأميركي.