(رويترز) - بدا الكونجرس على وشك التوصل الى اتفاق لتبني خطة تتكلف 700 مليار دولار لانقاذ النظام المالي الامريكي بينما دعا الرئيس جورج بوش الى عقد اجتماع طاريء يوم الخميس للاتفاق على التفاصيل.

ومن شأن التحرك لابرام اتفاق أن يبث الهدوء في الاسواق الامريكية التي ظلت تتقلب على أحر من الجمر يوم الاربعاء مع استمرار المفاوضات. وسعى المستثمرون وراء السيولة المالية والاصول التي تمثل ملاذا امنا مما دفع أسعار الفائدة قصيرة الاجل الى النزول الى اقل من الصفر لبعض الوقت.

وقال مصرفيون ان البنوك تكدس أكواما من السيولة المالية حيث تخشى أنه اذا أقرضت بنوكا اخرى أموالا فقد لا تستردها.

وتراجعت معظم أسواق الاسهم الاسيوية وهبط الدولار الامريكي أمام العملات الرئيسية يوم الخميس مع استمرار المخاوف بشأن توقيت وحجم خطة الانقاذ والقلق من تفاقم الازمة المالية.

ولم يكشف بوش تفاصيل تذكر عن جوانب الخطة المرتقبة ولكنه حذر من كارثة اقتصادية وشيكة ما لم يتحرك الكونجرس بسرعة لتمويل خطة الانقاذ التي تتكلف 700 مليار دولار والتي ستكون أكبر من اجمالي تكلفة حرب العراق.

وقال بوش انه دعا الى اجتماع طاريء مع المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة باراك اوباما والمرشح الجمهوري جون مكين واعضاء الكونجرس للتفاوض على اتفاق.

وبعد لحظات من اعلان بوش يوم الاربعاء قال النائب الديمقراطي بارني فرانك ان الكونجرس سيوافق على خطة الانقاذ.

واضاف ان هناك اتفاقا بين مجلسي النواب والشيوخ على ما ينبغي ان تتضمنه الخطة وان اجتماعا سيعقد في الساعة العاشرة صباحا مع الجمهوريين.

واستغل بوش خطابه التلفزيوني لابلاغ الامريكيين أنه ليس هناك خيار يذكر سوى تبني خطة الانقاذ الهائلة التي قد تكلف كل رجل وأمرأة وطفل في امريكا 2300 دولار
وقال "أنا أؤمن أن الشركات التي تأخذ قرارات سيئة ينبغي تركها تواجه الافلاس. في الظروف العادية كنت سأتبع هذا المسار ولكن هذه ليست ظروفا عادية."

واستشهد بأن السوق لا تعمل كما ينبغي وبفقدان الثقة على نطاق واسع وتعرض قطاعات مالية رئيسية لخطر التوقف عن العمل تماما.

وقال بوش ان مزيدا من المتاعب المالية قد يؤدي الى انهيار مزيد من البنوك وهبوط أسواق الاسهم بشكل أكبر واغلاق شركات ومؤسسات وضياع وظائف وتراجع قيمة المساكن.

ومضى قائلا "وفي نهاية الامر فقد تتعرض بلادنا لكساد طويل ومؤلم. اخواني المواطنين.. يتعين علينا ألا ندع هذا يحدث."

وغطت الخلافات والمساومات بشأن خطة الانقاذ على قرار المستثمر الامريكي الشهير وارين بافيت استثمار خمسة مليارات دولار في مجموعة جولدمان ساكس التي تتحول الى بنك تقليدي لحماية نفسها من الازمة. واغلقت أسهم جولدمان مرتفعة 6.4 بالمئة.

وفي وقت سابق قال ماكين أنه سيقطع حملته الانتخابية للعودة الى واشنطن من أجل المساعدة في التوصل الى اتفاق واعرب عن رغبته في الغاء مناظرة مع منافسه الديمقراطي يوم الجمعة.

لكن اوباما قال ان الاولى من بين سلسلة مناظرات بين المرشحين يجب أن تمضي قدما.
واضاف أنه أبلغ زعماء الكونجرس الذين يحاولون التوصل الى اتفاق بشأن خطة الانقاذ انه مستعد للذهاب الى واشنطن اذا كان ذلك سيساعد.

وفي وقت لاحق اصدر مكين واوباما بيانا مشتركا وصفا فيه خطة بوش بأنها "معيبة" ولكن حثا اعضاء الكونجرس على التوصل الى حل

وقال الاثنان في البيان المشترك انه أيا كانت الكيفية التي بدأ بها الامر فانه يتعين على الجميع العمل على حلها واستعادة الثقة في الاقتصاد الامريكي لان الوظائف والمدخرات ورخاء الشعب الامريكي أصبحت كلها مهددة.

واضافا انه حان الوقت لان يتكاتف الحزبان من اجل مصلحة الشعب الامريكي.
وفي برلين قال وزير المالية الالماني بير شتاينبروك ان الولايات المتحدة ستفقد مكانتها كقوة عظمى في النظام المالي العالمي ويجب أن تعمل مع شركائها للاتفاق على قواعد عالمية أقوى لتنظيم الاسواق.

وفي كلمة أمام مجلس النواب الالماني يوم الخميس قال شتاينبروك ان الازمة المالية ستترك "اثارا عميقة" واقترح ثمانية اجراءات لمواجهة الازمة من بينها فرض حظر على عمليات البيع على المكشوف بغرض المضاربة وزيادة رأس المال الالزامي للبنوك للحد من مخاطر الائتمان.

وقال الوزير للبرلمان "العالم لن يعود أبدا الى ما كان عليه قبل الازمة. ستفقد الولايات المتحدة مكانتها كقوة عظمى في النظام المالي العالمي... وول ستريت لن تعود أبدا الى ما كانت عليه