الاقتصادية - دعا الشيخ صالح كامل رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية المشرعين في العالمين الإسلامي والغربي إلى الاستفادة من النتائج والآثار الضارة التي تخلفها المضاربة في الأسعار بكل أشكالها على الاقتصاد العالمي وتسببها في عدد من الانهيارات المالية إضافة إلى عدم إضافتها أي جديد في حياة الناس.

كما أهاب كامل بالعلماء المسلمين إلى إبراز الجوانب العملية ذات الفائدة للناس، والدعوة للالتزام بها وتطبيقها عوضاً عن المحاولات التي يبذلها البعض في لي أعناق النصوص والأحكام الشرعية لمجاراة ما يحدث في الأسواق الغربية، مطالباً رجال الأعمال بإخضاع كافة تعاملاتهم لأحكام الشريعة ومقاصدها ومصلحة الناس.

وفي تعليقه على قرار المجلس الفيدرالي الأمريكي والسلطات البريطانية بإيقاف "التعاملات على المكشوف" لفترة محددة قد يتم تمديدها، أكد صالح كامل أن هذا القرار يأتي متوافقاً مع منهج الاقتصاد السماوي الإسلامي والمسيحي واليهودي.

وأشار رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية إلى أن أحكام الشريعة الإسلامية قد منعت "بيع الإنسان لما لا يملك" وهو ما يعرف حالياً بـ "البيع على المكشوف"، كما منع الإسلام "بيع ما لم يقبض" فلابد من انتقال ملكية المبيع فعلياً وليس ورقياً حتى يكون محل التعامل سلعاً حقيقية يتم تداولها بشكل فعلي، وليست مجرد تعاملات وهمية تزيد من الضغوط التضخمية على الاقتصاد وبالتالي تؤدي إلى انهيارات كبيرة في الأسواق المالية والنظام المصرفي العالمي.

ولفت كامل إلى أن هذا المنع هو أمر تشريعي رباني استهدف حماية الاقتصاد وضمان استقراره وعدم تعريضه لهزات قوية تضر بالمنتجين والقوى الاقتصادية الفاعلة، منوهاً إلى أن عددا من رجال الأعمال والعلماء والمسؤولين في الأسواق الغربية قد نبهوا إلى خطورة هذه التعاملات التي تتم على المكشوف وعلى معاملات المشتقات التي تطور حجمها من 100 تريليون دولار عام 1998 إلى 330 تريليون عام 2005.

واستشهد الشيخ صالح بحديث أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي قاصداً المتعاملين بالمكشوف بقوله "هؤلاء لا يضيفون شيئاً للعرض ولا يشجعون الطلب على الاستهلاك، كما أنهم لا يحققون أي غرض نافع، بل يجازفون على منتجات وهمية، القمح الذي يتجرون فيه يسمى (قمح الريح) ولا غرو فهو غير مرئي وغير محسوس، ولا يلمس أثره إلا في الآثار المدمرة التي يلحقها بالقطاع الزراعي في البلاد".

كذلك قول رئيس لجنة المصارف في الكونجرس الأمريكي هنري جونزالس عن التعامل على المكشوف "يمكن أن تطلق عليه ما شئت ولكنه في كتابي يسمى قماراً".

وذكر صالح كامل أن ورن بافيت رجل الأعمال وثاني أغنى أغنياء العالم عبّر عن نقده واستيائه بقوله "المشتقات المالية قنابل موقوتة للمتعاملين بها وللاقتصاد عموماً، وهي أسلحة مالية للدمار الشامل".

وأوضح رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية أن قرار إيقاف البيع على المكشوف ولو لفترة مؤقتة يعد قراراً استراتيجياً يأتي بعد انتقادات عنيفة وجهها العلماء الحائزون على جائزة نوبل في الاقتصاد، كما وجهت انتقادات من المشرعين ورجال الاقتصاد، ويأتي ذلك مع توجهات الاقتصاد الإسلامي في مجال الأسواق المالية.