(CNN) -- عاد القلق ليسيطر على أسواق المال العالمية الثلاثاء، مع تحول موجة التفاؤل التي سادت خلال الأيام الماضية، بعد طرح البيت الأبيض خطته لإنقاذ الاقتصاد بضخ 700 مليار دولار، وذلك بسبب مخاوف حول الخطة نفسها، حيث تفاوتت التقديرات بشأن النتائج المتوخاة منها وتأثراتها المرتقبة.

وتراجعت الأسواق الآسيوية بشكل واضح الثلاثاء، بعد إغلاق مماثل في وول ستريت الاثنين، في حين ترنح الدولار أمام اليورو والجنيه الاسترليني والين، مع تفضيل المستثمرين الابتعاد عنه بانتظار اتضاح صورة الاتجاه المرتقب للاقتصاد الأمريكي وخلفه الاقتصاد العالمي.

وأغلق مؤشر هونغ كونغ متراجعاً 3.9 في المائة الثلاثاء، في حين تراجعت السوق الاسترالية في منتصف التداولات بمستوى 1.2 في المائة، وذلك على خلفية تراجع البورصات الأمريكية، حيث انخفض مؤشر ناسداك 4.17 في المائة وداو 3.27 في المائة وS&P 500 بنسبة 3.82 في المائة.

ويسود الغموض تأثيرات خطة البيت الأبيض لإنقاذ الاقتصاد، خاصة وأن الديمقراطيين طلبوا إجراء تعديلات بل الموافقة عليها، ومنها زيادة ملكية الدولة لبعض المؤسسات المالية التي ستنقذها، متجاهلين بذلك طلب الرئيس جورج بوش لهم باعتمادها بأسرع وقت ممكن.

وقال قائد الغالبية الديمقراطية في الكونغرس، هاري ريد: "يريد الرئيس بوش منا تمرير خطته دون بذل جهود في تفنيدها أو تحسينها، وهذا الأمر لن يحصل.

ومن المقرر أن تشهد مساعي اعتماد المشروع دفعة كبيرة الثلاثاء، عندما سيدلي وزير الخزينة، هنري بولسون، ورئيس المصرف الاحتياطي الفيدرالي، بن بيرنانكيه، ومسؤولين آخرين بشهاداتهم حولها أمام النواب.

وبانتظار حسم هذا الملف، تتراجع أسعار الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية بتأثير انحسار حالة التفاؤل حيال مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وتزايد منسوب القلق إزاء احتمال أن تؤدي خطة البيت الأبيض التي تقضي بضخ 700 مليار دولار في الأسواق إلى فائض في السيولة يضر بأسعار صرف العملة الأمريكية.

وانخفض الدولار إلى 105.80 ين، قبل أن يعود فيقلص خسائره ويرتفع إلى 105.48، في حين ارتفع اليورو الاوروبي الى 1.4826 دولار قبل أن يتراجع بعض الشيء إلى 1.4810 دولارا.

وقال أشرف ليدي، خبير العملات لدى CMC: "ازدادت ضغوط بيع الدولار بعدما هدأت هستيريا خطة إنقاذ المؤسسات المالية، وذلك بسبب منع البيع على المكشوف (شورت سلنغ) وحظر الجدل حول هوية المؤسسات التي ستتلقى الدعم وتلك التي ستحرم منه."

وقد دفع تراجع الدولار إلى قفزات قياسية للنفط ، الذي عاد مجدداً ليستخدم من قبل صناديق التحوط كملجأ آمن، وارتفع النفط إلى أكثر من 120 دولارا في نيويورك، بعد أن استقر قبل ذلك على 104.55 دولاراً، ليحقق بذلك مكاسب هي الأكبر له في جلسة واحدة على الإطلاق.