اتفق النفط والدولار في تعاملات أمس على الهبوط معا إلى مستويات أدنى من المتوقع، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أشهر، بعد يوم عاصف ضرب أسواق المال العالمية إثر إعلان إفلاس بنك ليمان براذرز، رابع أكبر بنوك الاستثمار الأمريكية، بسبب خسائر للرهونات العقارية.

وهبط الدولار مقابل الين في تعاملات أمس مع إحجام المستثمرين عن الصفقات المحفوفة بالمخاطر من جراء هبوط الأسهم، ما فسر بأنها كانت الفرصة الأولى للمستثمرين في طوكيو لإبداء رد فعلهم كاملا على أزمة "ليمان"، لأن الأسواق اليابانية كانت مغلقة يوم الإثنين في عطلة عامة.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

اتفق النفط والدولار في تعاملات الأمس على الهبوط معا إلى مستويات أدنى من المتوقع، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أشهر، بعد يوم عاصف ضرب أسواق المال العالمية على أثر إعلان إفلاس بنك ليمان برذرز رابع أكبر بنوك الاستثمار الأمريكية بسبب خسائر للرهونات العقارية.

وهبط الدولار مقابل الين في تعاملات الأمس مع إحجام المستثمرين عن الصفقات المحفوفة بالمخاطر من جراء هبوط الأسهم، ما فسر على أنها كانت الفرصة الأولى للمستثمرين في طوكيو لإبداء رد فعلهم كاملا على أزمة ليمان،لأن الأسواق اليابانية كانت مغلقة يوم الإثنين في عطلة عامة، فيما هوى النفط أكثر من 37 في المائة من المستوى القياسي المرتفع الذي سجله في تموز (يوليو) عند 147.72 دولار، كما هوى سعر عقود مزيج برنت الخام للتسليم في تشرين الثاني (نوفمبر) 3.36 دولار إلى 90.88 دولار للبرميل في التوقيت نفسه بعد أن هبط في وقت سابق ما يصل إلى 4.44 دولار مسجلا أدنى مستوى له منذ الثامن من شباط ( فبراير) الماضي.

وهنا قال لـ"الاقتصادية" اقتصاديون سعوديون إن العوامل الجديدة والمؤثرة التي طرأت على الأسواق أمس والمتمثلة في انهيار أسواق المال بسبب تعثر أهم بنوك الاستثمار العالمية جراء أزمة الرهن العقاري، أحدثت أثرا نفسيا على المتعاملين في جميع الأسواق ومنها أسواق السلع والعملات.

وأكد سعود الجليدان، اقتصادي سعودي، أن العلاقة التاريخية بين الدولار والنفط عكسية، ولكن اليوم هناك عامل نفسي أهم وهو مستقبل الاقتصاد العالمي، الذي لا يزال غامضا، وأضاف" تداعيات أزمة الرهن العقاري بدأت توسع انتشارها، وهو ما يصيب المتعاملين في أسواق السلع ومنها النفط والدولار بضغوط نفسية".

وتابع الجليدان" أتوقع أن يستمر الضغط على أسعار النفط، كما أتوقع أن يظل الدولار تائها بفعل ما يحيط بالاقتصاد الامريكي، فالأزمة ليست سهلة، على الأقل على المدى القريب".

من ناحيته قال الدكتور عبد الوهاب أبو داهش، مستشار اقتصادي، إن التداعيات المرتبطة بأزمة البنوك الأمريكية، والغموض الذي يكتنفها، باتت هي المحرك الأساسي لكل المتعاملين في كافة الأسواق ومنها بالتأكيد أسواق سعر الصرف والنفط والمعادن.

وقال أبو داهش" الربط بين النفط والدولار بات هامشيا اليوم بفعل تركيز الجميع على حجم الأزمة التي من المؤكد أنها ستطول الاقتصاد العالمي، وربما يكون الأسوأ لم يأت بعد".

وبين أبو داهش أن هناك خروجا جماعيا من الأسواق بسبب صعوبة تقدير حجم المشكلة التي أحدثها القطاع المالي الأمريكي على اقتصاد العالم، مشيرا إلى أنه بات من المؤكد أنها ستطول اقتصاديات أخرى منها الأوروبية والآسوية.

وكان المستثمرون في اليابان قد عادوا أمس من عطلة نهاية الأسبوع الطويلة وفق تقرير "لرويترز" ليبيعوا الدولار، الأمر الذي هوى بالعملة الأمريكية التي كانت قد منيت بالفعل يوم الإثنين بأكبر خسارة لها في يوم واحد مقابل الين منذ تسعة أعوام.

وفي أواخر المعاملات في طوكيو تراجع سعر الدولار 0.2 في المائة إلى 104.45 ين متجها نحو أدنى مستوى له في أربعة أشهر الذي سجله في تموز (يوليو) عند 103.77 ين.

من جهتها، انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في تعاملات الأمس أكثر من أربعة دولارات لتسجل أقل مستوى في سبعة أشهر مواصلة التراجع لليوم الثاني على التوالي بعد أن أثار انهيار بنك ليمان براذرز مخاوف من أن تضر أزمة الائتمان بالاقتصاد وتقوض الطلب على الطاقة.

وقال جوناثان كونافل مدير اسيا في هدسون كابيتال انرجي في تقرير لـ"رويترز" "إذا استمرت أزمة الاقتصاد فإن الطلب سينخفض. هناك حالة فزع نوعا ما في الأسواق".

وانخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف لتسليم تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بما يصل إلى 4.17 دولار إلى 91.97 دولار للبرميل.

يأتي ذلك بعد أن شهدت وول ستريت أمس الأول الإثنين أسوأ يوم منذ إعادة فتح الأسواق عقب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) مع فرار مستثمرين لسلع تعد ملاذا آمنا مثل الذهب.

وكان طلب بنك ليمان براذرز الاستثماري إشهار إفلاسه وموافقة بنك أوف
أمريكا على شراء مؤسسة ميريل لينش ومشاكل شركة التأمين أمريكان إنترناشيونال جروب قد أثارت مخاوف بشأن استقرار القطاع المالي ومستقبل الاقتصاد العالمي.

وقال لاري جريس محلل الطاقة في كيم انج سيكيورتيز في هونج كونح "إذا هوت إيه.آي.جي ستكون سقطة كبيرة. فعلاقة إيه.آي.جي بسعر النفط في الوقت الحالي اكبر من علاقة السعوديين به"