تواجه شركة التأمين الأميركية أميركان إنترناشونال غروب (إيهايغي) وهي من أكبر شركات التأمين في العالم، مخاطر جسيمة بعد الأزمة التي ما زالت تعصف بالاقتصاد الأميركي إثر الإعلان عن إفلاس ليمان براذرز الاستثماري وفرض بيع بنك ميريل لينش المنافس، في أكبر صدمة للقطاع المالي منذ الكساد الكبير عام 1929.

واستأجر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بنك مورغان ستاني الاستثماري ليراجع الخيارات لشركة إيهايغي للتأمين التي فقدت حوالي 90% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري.


وبحث المجلس إمكانية ترتيب قروض تتراوح بين سبعين و75 مليار دولار لدعم الشركةبالإضافة لخيارات مالية أخرى، وتحول إلى غولدمان ساكس وجيبي مورغان المستشار المالي للشركة لبحث مجموعة من الخيارات مشيرا إلى أن التسهيلالائتماني الذي سيكون قرضا مجمعا من عدد من البنوك هو مجرد أحد الخيارات التي تم بحثها.

وكشف الاحتياطي الاتحادي عن خطته لزيادة قروضه للبنوك والمؤسسات المالية، وتوسيع نطاق المؤسسات والشركات التي يمكنها الاستفادة من هذه التسهيلات.

وقال رئيس البنك الاتحادي بن برنانكي إنه يناقش مع مشاركين بالسوق نقاط الضعف والهشاشة بالسوق بعد انهيار مؤسسة مالية كبرى، والردود المناسبة من قبل القطاعين الرسمي والخاص على ذلك.

وجاءت هذه المواقف في ظل مخاوف متزايدة من حصول انهيار مالي عالمي نتيجة الأزمة الاقتصادية الأميركية.

وذكر مارك بادو المحلل الإستراتيجي في كانتور فيتزغيرالد آند كو في سان فرانسيسكو أن "القلق بالنسبة لبنك أوف أميركا يتمثل في الدين الذي يكتسبه" مضيفا أن هناك خشية من أن يكون البنك قد قضم قطعة أكبر من قدرته.

ومع سقوط المزيد من الضحايا الجدد والأكبر للأزمة المتزايدة، قال مجلس الاحتياطي الاتحادي للمرة الأولى إنه سيقبل أسهما مقابل قروض نقدية.




صندوق طوارئ
وكانت عشرة من أكبر بنوك العالم قد اتفقت على إنشاء صندوق طواريء بحجم سبعين مليار دولار، على أن يكون باستطاعة أي منهم الحصول على ما يصل ثلث هذا المبلغ.

وفي الأسواق المالية كان سهم بنك أوف أميركا الأكثر تراجعا أمس رغم أن البنك سيتجاوز منافسه سيتي غروب، ليصبح أكبر بنك في البلاد من حيث الأصول من خلال الاستحواذ المقرر على ميريل لينش.

وأغلق أمس مؤشر داو جونز الصناعي منخفضا بنسبة 4.4%، في حين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 4.7%. وانخفضت أسهم ليمان بنسبة 95% إلى 18 سنتا.

من جانب آخر ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ليمان الذي كان يبعث على الفخر سابقا يتحرك لبيع 100% من وحدته لإدارة الاستثمار، ولديه قائمة من المشترين المحتملين وبينهم شركات للاستثمار الخاص مثل بين كابيتال وهيلمان آند فريدمان وكليتون دوبليير آند رايس.