(رويترز) - برز بنك باركليز كمشتر محتمل لبعض اصول بنك الاستثمار الامريكي المنهار ليمان براذرز فيما اتسع نطاق أزمة القطاع المالي في ظل مخاوف من أن تكون شركة التأمين أمريكان انترناشيونال جروب (ايه.اي.جي) الضحية التالية.

وقالت مصادر مطلعة على الوضع ان بنك باركليز البريطاني يجري محادثات لشراء العمليات الرئيسية للبنك الاستثماري للسماسرة والمتعاملين. وكان البنك البريطاني قد انسحب في مطلع الاسبوع من محادثات طارئة تهدف لانقاذ ليمان.

وتنامت مخاوف من ان تصبح ايه.اي.جي وهي من أكبر شركات التأمين على مستوى العالم الضحية التالية اثر خفض تصنيفها الائتماني لتعصف باسواق الاسهم التي هوت يوم الاثنين بالفعل اثر طلب بنك ليمان براذرز الحماية من الدائنين.

وانخفضت مؤشرات الاسهم الاوروبية الرئيسية بين 1.4 و2.2 في المئة في المعاملات الصباحية. ونزل مؤشر داو جونز لاسهم البنوك الاوروبية ثلاثة بالمئة يوم الثلاثاء وانخفض بنك يو.بي.اس 9.6 في المئة واتش.بي.او.اس 11.5 في المئة وباركليز 2.9 في المئة.

وهوت البورصات الآسيوية والتي كان معظمها مغلقا يوم الاثنين في عطلة فيما يستوعب مستثمرون الاحداث الدرامية التى شهدتها وول ستريت في مطلع الاسبوع ومن ضمنها موافقة ميريل لينش على صفقة بيعها لبنك اوف امريكا بقيمة 50 مليار دولار.

وهوت اسهم ايه.اي.جي. 61 في المئة يوم الاثنين. وقال مسؤول مطلع على الوضع يوم الاثنين ان مجلس الاحتياطي الاتحادي استعان ببنك مورجان ستانلي للنظر في البدائل المتاحة للشركة.
وفقدت أسهم ايه.اي.جي. 92 في المئة من قيمتها هذا العام.

وكان بنك باركليز قد انسحب من محادثات محمومة في مطلع الاسبوع لانقاذ ليمان بعدما احجمت السلطات الامريكية عن ضمان التزامات تعاملات بنك ليمان. وقالت مصادر انه يدرس حاليا شراء اعمال السمسرة لليمان براذرز في الولايات المتحدة بما في ذلك الاسهم والدخل الثابت وانشطة استشارات الاندماج والاستحواذ وغيرها.

وتابعت المصادر أن المحادثات تشمل بصفة أساسية العمليات الرئيسية في الولايات المتحدة التي يعمل بها بين ثمانية وعشرة الاف موظف وقد تضم ايضا بعض الانشطة العالمية. وأضافت ان ابرام الصفقة سينقذ الاف الوظائف والكثير من انشطة الاستثمار الرئيسية للبنك

وقالت المصادر ان المحادثات تكتسب الحاحا نظرا لضرورة التوصل لاتفاق قبل ان يتخلي العاملون والعملاء عن البنك مما يضر باسمه التجاري.

غير ان الاسواق تركز على خفض التصنيف الائتماني لايه.اي.جي. مما قد يضطر الشركة لتقديم ضمانات اضافية وابطال عقود تأمين ويحتمل أن يثير ذلك سلسلة من ردود الفعل تهدد بقاءها في حد ذاته.

وقالت لورين تان مديرة أبحاث اسيا في وكالة ستاندر اند بورز للتصنيف الائتماني في سنغافورة "لن يقتصر التأثير المحتمل على جانب اعادة التامين فحسب بل على المؤسسات التي ربما تمتلك سندات لايه.اي.جي."

وتابعت "سيكون تأثير (انهيار ايه.اي.جي.) أكبر بكثير من انهيار بنك مثل ليمان او بير (ستيرنز) او حتى واتشوفيا او واشنطن ميوتيوال في الولايات المتحدة. فانتشار ايه.اي.جي. على الساحة العالمية أكبر. حجم قاعدة العملاء ضخم."

وفي محاولة اخرى لحل مشاكل وول ستريت قال مصدر مطلع على الوضع ان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) طلب من جي.بي مورجان تشيس وجولدمان ساكس بحث امكانية ترتيب قروض تتراوح بين 70 مليار و75 مليار دولار لدعم الشركة بالاضافة لخيارات مالية اخرى.

ولجأت ايه.اي.جي. لمجلس الاحتياطي الاتحادي في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين بعد فشل محادثات مع عدة شركات لشرائها. كما أعلنت الشركة أنها تدرس بيع أصول