(رويترز) - رحبت وول ستريت يوم الاثنين باستحواذ الحكومة الأمريكية على عملاقي الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك على أمل أن يقدم متنفسا ولو مؤقتا من المتاعب المتفشية في أسواق الإسكان والائتمان.
لكن كثيرا من المحللين قالوا ان التدخل لانقاذ أكبر شركتين للتمويل العقاري في الولايات المتحدة والذي قد يكون الاعلى تكلفة على الاطلاق انما هو أحد أعراض الحالة المزرية لاسواق رأس المال بعد أكثر من عام على الازمة.
وكان رد الفعل الفوري في سوق الرهن العقاري مرحبا. فقد تراجعت أسعار الفائدة العقارية وسط امال بأن مساندة الحكومة لفاني وفريدي سوف تمكنهما من مواصلة تقديم المال الوفير للقروض السكنية وتعزز سوق الاسكان المتداعية.
وبحسب بنكريت.كوم تراجعت فائدة الرهون العقارية لاجل 30 عاما نحو نصف نقطة مئوية من يوم الجمعة لتصل الى ستة بالمئة.
وعلى صعيد أسواق المال صعدت أسعار الاسهم في أنحاء العالم مع تزايد الامال بأن تقدم خطة الخزانة الامريكية للسيطرة على الشركتين - اللتين تضمنان معا نحو نصف الرهون العقارية الامريكية البالغة 12 تريليون دولار - دعما مؤقتا على الاقل لاسواق المال المضطربة.
لكن أسهم شركتي الرهن العقاري تراجعت في حين ارتفعت أسعار سنداتهما مع مراهنة المستثمرين على أن الخطوة ستضع حملة الاسهم العادية في ذيل الاولويات لكنها ستضمن سنداتهم بصورة كاملة.
وقال جان هاتزيوس الاقتصادي لدى جولدمان ساكس "اعلان الخزانة أنها ستضع المؤسستين اللتين ترعاهما الحكومة تحت الحراسة وتشتري أوراقهما المالية المعززة برهون عقارية خطوة ايجابية جدا لسوق الاسكان والاقتصاد عموما."
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الامريكية الكبرى أكثر من اثنين بالمئة لكن أسهم فاني وفريدي تلقت ضربات وخسرت أكثر من 80 في المئة من قيمتها وجرى تداولها بأقل من دولار واحد للسهم.
وتأتي عملية الاستحواذ مع احتدام المخاوف بشأن نضوب مستويات السيولة لدى الشركتين اللتين تأسستا بموجب مرسوم من الكونجرس وتكبدتا معا خسائر بنحو 14 مليار دولار على مدى الفصول الاربعة الاخيرة

وكان كبار حملة سنداتهما بما في ذلك بنوك مركزية أجنبية قد أبدوا قلقا متزايدا. واستقبلت الصين واليابان أكبر مشترين لسندات الشركتين نبأ الاستحواذ بالترحاب وأشادتا بواشنطن لتدخلها من أجل انقاذ عملاقي الرهن العقاري.
لكن محللين نوهوا الى أن هذه ليست الا المحاولة الاحدث ضمن سلسلة عمليات انقاذ لم تحقق أي منها نجاحا دائما.
وقال أشرف العيدي كبير محللي أسواق الصرف الاجنبي لدى سي.ام.سي ماركتس الولايات المتحدة "المد السريع لتدهور سوق المال مع التصاعد المستمر في البطالة استطاع أن يطغى على فعالية هذه التدخلات."
وتكبدت الشركات المالية خسائر وأسقطت أصولا بأكثر من نصف تريليون دولار بسبب أزمتي الرهن العقاري والائتمان