(رويترز) - شهدت أسعار النفط الأمريكي ارتفاعا طفيفا يوم الاثنين مع تحرك الإعصار ايك باتجاه المنصات البحرية لخليج المكسيك والتي لا يزال معظمها متوقفا عن العمل في أعقاب الإعصار جوستاف الذي ضرب المنطقة الأسبوع الماضي.

ومن المرجح أن تنال الضربتان المتتاليتان عميقا من مخزونات الطاقة الامريكية في الاسابيع القادمة مما قد يرفع أسعار الوقود مع توقف ربع انتاج الخام المحلي و15 في المئة من انتاج الغاز الطبيعي تحسبا لنوبة جديدة من الرياح والامواج العاتية.

وارتفعت عقود الخام الامريكي 11 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 106.34 دولار للبرميل عقب تراجعها الى أدنى مستوى في خمسة أشهر عندما سجلت 104.70 دولار. في المقابل هبط مزيج برنت في لندن والمتداول بسعر أقل كثيرا من خام القياس الامريكي 65 سنتا الى 103.44 دولار.

وكانت سوق النفط الامريكية تعرضت لخسائر في وقت سابق من معاملات يوم الاثنين في أعقاب استحواذ الحكومة الامريكية على شركتي التمويل العقاري فاني ماي وفريدي ماك الامر الذي غذى موجة صعود في الدولار الامريكي.

ويميل ارتفاع الدولار الى خفض أسعار السلع الاولية عن طريق اضعاف القدرة الشرائية للمشترين بعملات أخرى.

وقال توم بنتز المحلل لدى بي.ان.بي باريبا في نيويورك "يبدو أن المخاوف بشأن العاصفة تطغى على الدولار."

وبدأت شركتا الطاقة شل أويل وأناداركو وغيرهما اجلاء العمال قبل وصول ايك الذي ضرب كوبا في ساعة متأخرة مساء الاحد ويتخذ مسارا سيقوده الى خليج المكسيك بحلول يوم الثلاثاء ثم الى ساحل الخليج بحلول مطلع الاسبوع القادم.

ويصل ايك بعد ما يزيد قليلا على أسبوع واحد فحسب من عبور الاعصار جوستاف المياه ذاتها متسببا في اغلاق شبه تام لانتاج المنطقة من الطاقة.

وأفادت الحكومة الامريكية يوم الاحد أن حوال 79.4 في المئة من انتاج خليج المكسيك البالغ 1.3 مليون برميل يوميا لايزال متوقفا الى جانب 64.2 في المئة من انتاج الغاز الطبيعي البالغ 7.4 مليار قدم مكعبة يوميا

وحتى صباح الاثنين ظلت ثلاث مصافي تكرير مغلقة بما يمثل نحو 330 ألف برميل يوميا من الانتاج أو 1.8 في المئة من طاقة التكرير الامريكية. وخلال ذروة تأثير جوستاف كانت هناك 15 مصفاة مغلقة.
ويصل وزراء منظمة أوبك الى فيينا لحضور اجتماعهم بشأن سياسة الانتاج المقرر له يوم الثلاثاء حيث من المتوقع ابقاء أهداف الانتاج الرسمية دون تغيير بسبب خطر الاعاصير.

وكان وزير النفط الاكوادوري جالو تشيريبوجا أبلغ الصحفيين يوم الاحد "لا أعتقد أن هناك أي احتمال لان نغير مستويات الانتاج."

ويرى بعض الوزراء أن السوق متخمة بالمعروض بعد شهور من زيادة الانتاج بقيادة السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.

وقال محمد علي خطيبي محافظ ايران لدى منظمة أوبك لرويترز "كخطوة أولى نحتاج الى بعض الانضباط .. بعض الاعضاء ينتجون أكثر من حصتهم."

وتراجعت أسعار النفط تراجعا حادا من أعلى مستوياتها فوق 147 دولارا للبرميل الذي بلغته في منتصف يوليو تموز وسط أدلة متزايدة على أن ارتفاع أسعار الطاقة وتباطوء اقتصادي عالمي ينالان من الطلب على الوقود.

وبحسب أرقام حكومية حديثة خفض ارتفاع أسعار الوقود وأزمة اقتصادية أوسع نطاقا حجم الطلب في الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم الى ما يقل نحو 3.5 في المئة عن العام الماضي.
(شارك في التغطية ايكوكو كاو وماثيو روبنسون في لندن وفاين وونج ونيك تريفيثان في بيرث)
من ريتشارد فالدمانس