(رويترز) - قال كريستوف دو مارجوري الرئيس التنفيذي لشركة النفط الفرنسية الكبرى توتال يوم الاثنين ان الارتفاع الحاد في أسعار النفط ليس في مصلحة أحد وان هناك حاجة الى اتخاذ قرارات صارمة لخفض الاستهلاك وسد الطلب المتزايد.

وقال دو مارجوري للصحفيين على هامش اجتماع عن الطاقة في العاصمة القطرية "هناك مشكلة عرض وطلب وهذا هو السبب في ارتفاع السعر حتى وان كانت المضاربة تبالغ في السعر."

واضاف قائلا "بالقطع نحن لا نعتبر هذا نبأ سارا للدول المنتجة ولا للشركات ولا المستهلكين. انه يتحرك بسرعة كبيرة للغاية."

وتراجع النفط الى 125 دولارا للبرميل يوم الاثنين بعدما تجاوز 126 دولارا الاسبوع الماضي مُسجلا مستوى قياسيا جديدا.

وقال ان هناك معروضا كافيا من النفط بالسوق ولكنها تتأثر بمخاطر نقص المعروض في المستقبل مما يدفع الاسعار للصعود.

واضاف "أعتقد حقا أنه قد حان الوقت لاتخاذ قرارات بشأن ما يمكننا فعله لخفض الاستهلاك من ناحية ومواجهة الطلب الاضافي على الطاقة من البلدان الصاعدة من ناحية أخرى."

ورأى أن المشكلات السياسية في كثير من البلدان المنتجة تسهم في ارتفاع الاسعار.
وقال "يتراجع وصول القطاع الى احتياطيات جديدة ... نواجه بعض الارتباك عندما نجد أن مشروعات تتأجل أو تتوقف أو تواجه مشكلات سياسية.

"عندما تضيف ذلك كله .. ستجد أنه يؤثر على القدرة على تلبية الطلب
وكان دو مارجوري يتحدث خلال افتتاح منشأة للغاز وخط أنابيب تابعين لشركة دولفين للطاقة في أول مشروع للغاز عبر الحدود بمنطقة الخليج العربية.

وتمتلك شركة مبادلة للتنمية المملوكة لحكومة أبوظبي 51 بالمئة من دولفين بينما تمتلك توتال واوكسيدنتال الامريكية الحصة المتبقية مناصفة.

وقال ان الشركة لا تتوقع قرارا بشأن حقل غاز جنوب فارس الايراني على المدى القريب وأوضح أن توتال مهتمة بايران "على المدى الطويل."

وجاءت تصريحات دو مارجوري بعد أن قالت رويال داتش شل يوم السبت انها انسحبت من مشروع الغاز الايراني بعد ان تعرضت لضغوط من مشرعين امريكيين منزعجين من برنامج ايران النووي.

ووقعت توتال مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية الايرانية المملوكة للدولة لتطوير المرحلة 11 من حقل جنوب فارس.

وقالت ايران انها تريد من توتال أن تعلن التزامها بالاتفاق بحلول منتصف العام الحالي في الوقت الذي حثت فيه الحكومة الفرنسية التي تشعر بالقلق بشأن برنامج ايران النووي توتال على عدم الاستثمار في ايران.

وصرح دو مارجوري "في المدى القصير سيكون من الصعب التوصل الى وضع يربح فيه الطرفان. ابلغناهم بأننا مهتمون في المدى البعيد."

وقال انه لا يزال يتعين على توتال وايران مناقشة بنود العقد لان التكاليف زادت.
واضاف "لا يزال لا يوجد ما نوقعه

وقالت توتال ان اعلانا سيصدر "قريبا جدا" بشأن مصفاتها الجديدة في السعودية. وامتنع دو مارجوري عن قول ما اذا كان المشروع سيمضي قدما لكنه قال ان توتال والسعودية "متفائلتان" بشأن التقدم بخصوص المشروع.

وكانت توتال وقعت مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم اتفاقا في عام 2006 لبناء مصفاة بطاقة 400 ألف برميل يوميا في منطقة جبيل.

وقال دو مارجوري ان تكاليف مشروعات الطاقة تتزايد في أنحاء العالم بما في ذلك مشروع جبيل لكنه امتنع عن الادلاء بتقديرات جديدة بشأن تكلفة انشاء المصفاة.

وتقول مصادر بقطاع النفط ان التكلفة ارتفعت الى أكثر من عشرة مليارات دولار من تقديرات أولية بنحو ستة مليارات دولار في عام 2006.

وصرح دو مارجوري اليوم بأن شركته تعمل مع شركة النفط الحكومية السعودية أرامكو لكبح جماح الزيادة في التكلفة. وأضاف أنه سيتم الاعلان عن تقديرات جديدة بخصوص التكلفة لدى الاعلان عن المشروع