أمأزق هو في تصريحات اعضاء المركزي المتناقضة احيانا، والمصححة احيانا اخرى ؟
"كريستيان نويه " رئيس المركزي الفرنسي سارع اليوم الى توضيح كلام الامس . قال انه لم يقصد ان الفائدة الى ارتفاع، فهي قد تنخفض.

" جان كلود يونكر" رئيس المجموعة الاوروبية سارع اليوم الى تخفيف وقع كلام كل من " نويه " و " ميرش " ليوم امس ( وكانت تصريحاتهما قد اعتبرت مسؤولة عن كسر ال 1.6000 للمرة الاولى ) ، هو ذكر ببيان السبعة واعتبر ان ما يحدث غير مفهوم ومقلق معطيا كلامه نبرة تحذيرية .

هل يصح اعتبار تصريحات يوم الثلاثاء خطأ في التوقيت؟ ام انها متعمدة وفي الوقت المناسب ؟
لو ان تصريحات من هذا القبيل اتت باسعار لليورو تصحيحية الى مستوى ال 1.5500 لكانت بريئة جدا ، ولكان مفعولها الدافع للارتفاع غير ذي خطر. لكن ان تاتي واليورو يدق باب ال 1.6000 فتشجعه على ذلك، فهي تستحق التدقيق والنظر . لماذا هذه التصريحات؟ وما الجدوى منها؟

في جواب على تساؤلات من هذا القبيل لا بد من العودة بالذاكرة قليلا الى الوراء وتفحص محتوى البيان الاخير للمركزي الاوروبي، حيث اطلق نداء ملحا للنقابات بعدم الالحاح على زيادة الاجور حتى لا تتحول هذه الزيادات مجددا الى ارتفاع بالاسعار اضافي، وتكون اللعبة الدائرية قد انطلقت بحيث يصعب وقفها . رفع للاجور ينتج عنه ارتفاع للاسعار،
تتم مواجهته برفع للفائدة، يتسبب في تباطؤ اقتصادي وفقدان لفرص عمل . اليست هذه هي الخطوات الاولى نحو الركود الاقتصادي؟

التصريحات اذا تصدر عن المركزي الاوروبي وتتوجه بجزء منها الى السوق، وبآخر الى الاوساط السياسية الاوروبية، وبجزء ايضا الى السلطات النقابية المدعوة الى التفهم والتروي.

ان هذا الواقع لا يمنع المركزي الاوروبي ايضا ان يكون شديد الحرص في ظروف كهذه ، وما من شيء يضر بقدر ما تفعله التهديدات برفع الفائدة في الوقت الحالي ، حتى ولو كان السوق - وبصورة مؤكدة - لم يأخذ الامر على محمل الجد .

من جهة أخرى رفع الفائدة سيكون بهدف كبح جماح التضخم . التضخم الحالي مصدره الاول ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء . السؤال المشروع هو : هل السلاح الذي يهدد به المركزي - رفع الفائدة - كفيل بكبح جماح التضخم المتأتي من اسعار النفط ؟ ان ذلك غير منطقي ورفع الفائدة لن يؤدي الا الى تعقيد الامور اكثر، لان الحد من التضخم يجب ان يكون عن طريق الحد من ارتفاع اسعار الطاقة ولربما عن طريق عمل دولي منسق .

ارباب المركزي الاوروبي يدركون ذلك جيدا . تدخلاتهم الكلامية بتصريحات نارية، تهدف دوما الى تبليغ احد ما رسالة ما، ولكن حظها بالتنفيذ والتحول الى واقع ضئيل جدا.

ان اسعار اليورو الحالية مضافة الى التراجع المنتظر في النمو الاقتصادي الاوروبي ، عاملان مانعان بقوة لرفع الفائدة ، حتى ولو استمر التضخم بالارتفاع .

المركزي الاوروبي يستطيع الامتناع عن تخفيض الفائدة ، حتى نهاية العام، ولكنه لن يجرؤ ابدا على رفعها.

وهل يعني هذا ان اليورو بلغ القمة التي ما بعدها قمة؟
ارتفاع اليورو يعود بجزء كبير منه الى الفارق بمستوى الفوائد، ولكن الفوائد ليست المسبب الوحيد لارتفاعه. تعديه ال 1.6000 في الاشهر القليلة القادمة قد يحدث، حتى ولو ان الفائدة ثبتت على ال 4.0% الى نهاية السنة الحالية.