** المال والسلطة في صين الحزب الشيوعي ** تقرير مهم

[رمضان غنيم]

المال والسلطة في صين الحزب الشيوعي

ادى النمو الاقتصادي الهائل في الصين الى تكوين عدد كبير من الشركات، الا ان معظمها مملوك للدولة. ويسعى الحزب الشيوعي الان، في اطار خطته لتحديث البلاد، الى استقطاب رجال الاعمال لكن المشكلة هي تزايد اتهامات الحزب بالفساد.

في بلدة ليوزهو التي تبعد 1200 ميل غرب بكين قرب الحدود الصينية مع فيتنام، اقام المسؤولون في القرية حفلا لمديري جنرال موتورز والصحفيين للاحتفال باستثمارات الشركة في مصنع محركات في شركة وولينج التي كانت مملوكة للدولة، وهي اكبر مصنع للحافلات الصغيرة.
كان في مقدمة المحتفلين اكبر مسؤول في ليوزهو، الذي اثنى على استثمار جنرال موتورز واعرب عن امله في ان ياتي المزيد من الشركات الدولية للاستثمار في اقليم جوانجزي بما يساعد في تحسين مستوى معيشة سكانه.
اما ضيف شرف الحفل فكان مسؤول الحزب الشيوعي في الاقليم، الذي يسعى للاستحواذ على نصيب من اكبر من قطاع صناعة السيارات المتنامي في الصين.
واحرز نصرا في سبتمبر ايلول عندما سمت الحكومة ليوزهو واحدة من اربعة "مراكز ثانوية مستهدفة" لانتاج قطع غيار السيارات، وهي شريحة سريعة النمو من قطاع صناعة السيارات الصيني.

راسمالية موجهة

تتمثل في صناعة السيارات كل نقاط القوة ونقاط الضعف في الراسمالية الصينية الموجهة من قبل الدولة.
وتنمو صناعة السيارات في الصين بسرعة تجعلها تتجاوز نظيرتها الامريكية ربما في غضون عشر سنوات لتصبح اكبر مصنع للسيارات في العالم، وتتقاطر الشركات الكبرى على الاستثمار فيها.

الا ان اي شركة عالمية تحتاج الى شريك صيني يكون له النصيب الاكبر في الاستثمار المشترك، وفي الاغلب تكون الشركة الصينية مملوكة للدولة.

وفي شنغهاي كانت جنرال موتورز محظوظة بشراكتها مع شركة شنغهاي للسيارات، اكبر شركة للسيارات في الصين.
ولان الشركة كانت مملوكة لحكومة شنغهاي الاقليمية فلم تواجه اي صعوبة في العثور على مواقع جديدة للتوسع في اعمالها في منطقة بودونج الجديدة. كما انها لم تواجه صعوبة في العثور على موردين، فالحكومة تملك شركة قطع الغيار الخاصة بها.
كما لعبت الحكومة ايضا دورا اساسيا في دعم مستثمر اخر في شركة شنغهاي للسيارات، هو فولكسفاجن، عبر توفير اسواقها له. فكل العشرين الف تاكسي تابع للبلدية في شنغهاي من ماركة فولكسفاجن ومصنعة محليا.

في مقابل المساعدة، تريد الحكومة من شركات السيارات الاجنبية ان تشارك الشركات الحكومية تكنولوجياتها الحديثة، بما يساعد الاخيرة على تحسين خطوط الانتاج وادخال معدات جديدة في السيارات.
ولا يساور جنرال موتورز اي ندم حول شراكتها مع شركات تديرها الدولة ويتحكم فيها الحزب.
يقول رئيس جنرال موتورز، ريك واجونر، ان المدراء الصينيين يتمتعون بالمهنية العالية وان شركته استفادت من دعم الحزب في تعبيد الطريق امامها لتنتج في الصين.

توسع لا محدود

تنطبق العلاقة بين الشركات العالمية الاجنبية ومسؤولي الحزب المحليين بشكل اكبر على رجال الاعمال الصينيين في الخارج، الذين يستحثون على الاستثمار في بلدهم.
فالقدر الاكبر من الرواج العقاري في شنغهاي يرجع الى المستثمرين الصينيين من هونج كونج، الذين اقاموا مراكز تسوق كبيرة وناطحات سحاب غيرت شكل المدينة.
وبما ان الحكومة الصينية تملك كل الاراضي في المدينة، تحصل شركات البناء والعقارات على حق امتياز يعرض في مزاد لاعلى سعر.
تذهب عائدات البيع للحكومة المحلية، التي تستخدمها في اقامة البنية الاساسية من طرق وموانئ ومطارات و12 خط مترو انفاق، مما غير شكل المدينة تماما.
وحتى وقت قريب، كان من السهل على الحكومة ان تخلي اي اراض تريدها للتنمية، وتنقل الالاف من سكان شنغهاي الى مساكن جديدة خارج الحدود الاقليمية.
كما ان سيطرتها على نظام التخطيط كان يعني انه لا يوجد هناك تضارب ولا تاخير في تصاريح البناء.
وكان من مصلحة الحكومة، اعتمادا على توسع شنغهاي، ان تحصل على اعلى عائد من قيمة ارض الموقع ببناء ابراج سكنية للاغنياء او مجمعات مكاتب ادارية.

حملة مضادة

الا ان ذلك النظام شجع على الفساد. وتم تشجيع رجال الاعمال على الانضمام للحزب حيث تتم كثير من الصفقات غير القانونية.
ففي سبتمبر ايلول الماضي اقيل امين اللجنة الاقليمية لشنغهاي في الحزب الشيوعي، شين ليانجيو، من منصبه بسبب الفساد.
واتهم بتحويل اموال من صندوق المعاشات في شنغهاي، وقيمته 1.2 مليار دولار، لتمويل مشروعات بناء عبر شركات وهمية يسيطر عليها هو وحلفاؤه التجاريين.
وكان اسم تشين ورد في فضيحة عقارية عام 2003 اسفرت عن سجن مقاول البناء الشهير زو زينجاي، الذي كان يوما رقم 11 بين اثرى اثرياء الصين.
تعد اقالة تشين ومحاكمته جزءا من حملة واسعة تشنها الحكومة الصينية للقضاء على الاعتقاد الشائع بانتشار الفساد بين مسؤولي الحزب.
وشملت الحملة تجريس المسؤولين الفاسدين الذي يقتنون عشيقات وينفقون ببذخ على شراء سلع اجنبية ورحلات للخارج.
ويخشى الحزب ان ينال الفساد من شرعيته، في وقت يعاني الكثيرون من تبعات التغيرات الاقتصادية رغم النمو الاقتصادي السريع.
فالفجوة بين الاغنياء والفقراء في ازدياد، فيما يتراجع توفير الدولة للمعاشات والرعاية الصحية.
الا ان الحملة مرتبطة بصراع على السلطة داخل الحزب، اذ كان تشين عضوا في المكتب السياسي من حلفاء الزعيم السابق جيانج زيمين الذي دعم بقوة توجه شنغهاي نحو النمو الاقتصادي السريع.

نمو غير متوازن

وخلف فضائح الفساد توجد مشكلة اكبر للراسمالية الصينية التي توجهها الدولة، هي التنافس بين مناطق النمو الاقتصادي، وعدم قدرة الحكومة المركزية على وقف التوسع الزائد عن الحد.
كانت الشركة الرئيسية في شنغهاي تقليديا هي شركة باوستيل المملوكة للدولة، والتي اصبحت الان خامس اكبر شركة حديد في العالم وتمد صناعة السيارات في شنغهاي بمستلزماتها الاساسية من المواد الخام.
وانطلقت باوستيل في برنامج توسع هائل، مثلها مثل شركات صينية اخرى، عبر شراء شركات اخرى وتسجيل بعض اسهمها في بورصة هونج كونج.
ولدى الشركة خطط لمضاعفة انتاجها من الصلب مجددا، بشراء شركات خام الحديد من البرازيل وبناء مصنع جديد في شينزن، ذلك الاقليم المجاور لهونج كونج الاخذ في النمو.
يدعم الحزب في شنغهاي تلك الخطط، ويرتبط الحزب بعلاقات وثيقة مع رئيس باوستيل المنخرط في عضوية الحزب كذلك.
الا ان مضاعفة الصين انتاجها من الصلب ادى الى وفرة هائلة في المعروض منه في السوق العالمي، وتساؤلات حول امكانية الاستمرار في التوسع اللامحدود.
ويستوعب الاقتصادي الصين سريع النمو كل ما ينتج من صلب حاليا، رغم جهود الحكومة المركزية لتهدئة النمو عبر رفع اسعار الفائدة.
لكن اذا تباطأ النمو فسيكون الضرر على حسابات باوستيل والعاملين فيها كبيرا جدا. ومن ثم ستتعرض كفاءة الحزب في ادارة الاقتصاد للتشكيك، حتى وان كانت ادارة تتم بنصائح من رجال الاعمال.

----------------------------------

[وليد الحلو]

عاش و الله حبيبى تقرير ولا أحلى

ودى و تقديرى

[رمضان غنيم]

عاش و الله حبيبى تقرير ولا أحلى

ودى و تقديرى

السلام عليكم

بارك الله فيك يا غالي
وانت احلي مليون مرة

تحياتي ،،،