الرحم نوعان :
رحم محرم , ورحم غير محرم .
وضابط الرحم المحرم : كل شخصين بينهما رابطة لو فُرض أحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يحل لهما أن يتناكحا كالآباء والأمهات والأخوة والأخوات والأجداد والجدات وإن علوا , والأولاد وأولادهم وإن نزلوا , والأعمام والعمات والأخوال والخالات , ومن عدا هؤلاء من الأرحام , فلا تتحقق فيهم المحرمية , كبنات الأعمام وبنات الأخوال , فهؤلاء رحم غير محرم . أنظر : [ بدائع الصنائع للكاساني 5/122 , الفروق للقرافي 1/147 , الآداب الشرعية لابن مفلح 1/507 , فتاوى ابن تيمية 29/282 ] .
من تطلب صلته من الأرحام ؟ هل الرحم المحرم فقط أم الرحم المحرم وغير المحرم ؟
للعلماء في المسألة قولان : أرجحهما أن صلة الأرحام واجبة بحق الرحم المحرم دون غيره , وهو قول للحنفية وهو قول لأبي الخطاب من الحنابلة . أنظر : [ البحر الرائق لابن نجيم 8/508 , الآداب الشرعية لابن مفلح 1/507 ] .
أدلة الفقهاء على حرمة قطع الرحم :
1- قوله سبحانه وتعالى : { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام } . [ سورة النساء : 1 ] .
2- قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) . [ أخرجه لبخاري , فتح الباري 10/2445 ] .
3- قوله سبحانه وتعالى : { والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار } . [ سورة الرعد : 25 ] .
بم تحصل الصلة ؟
تحصل صلة الأرحام بأمور عديدة منها :
1- الزيارة والمعاونة وقضاء الحوائج والسلام , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( بلوا أرحامكم ولو بالسلام ) . أنظر : [ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي 8/152 ] .
2- كما تحصل بالكتابة إن كان غائباً , نصّ على ذلك الحنفية والمالكية والشافعية , وهذا في غير الأبوين , أما بحق الأبوين فلا تكفي الكتابة إن هما طلبا حضوره , وفي زماننا يمكن أن يكون في حق غير الأبوين الاتصال بالهاتف أو الخليوي لوناً من ألوان صلة الأرحام .
3- بذل المال للأقارب , فإنه يعتبر صلة لهم , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الصدقة على المسكين صدقة , وعلى ذي الرحم ثنتان : صدقة وصلة ) . [ رواه الترمذي 3/38 ] .
والله تعالى أعلم