بعض الناس يعتقدون أن الأسهم هي الطريق السريع للثراء فيذهب إلى السوق بكل مدخراته و يضعها في سهم ما و يخسر كل ذلك المال، لماذا يحصل ذلك يا ترى؟ هل المشكلة في الأسهم هل الأسهم استثمار خطر؟ حقيقة الأمر أن الأسهم مثل غيرها من الإستثمارات الأخرى يمكنها أن تجعلك غنياً بالمثل كما يمكنها أن تجعلك فقيراً، و لكن القضية الكبرى هي التعامل مع هذه الأسهم كاستثمار و ليس مقامرة. و قد يدور السؤال المعتاد هنا، ما الفرق بين الاستثمار و المقامرة و التداول؟ و ما هي أنواع التداول؟ و هل يعتبر المستثمرون التداول عملاً من الأعمال؟ هذه الأسئلة الكثيرة و غيرها الكثير الكثير ينطبق على أغلب الإستثمارات، لأن المستثمر عندما يكون على دراية كاملة بما يفعل يبتعد عن العواطف التي تقوده لأن يغامر بكل ما يملك و بالتالي لا يسمح لنفسه بأن يستمر في لعبة الإستثمار وقتاً كافيا يمكنه من الدراسة التعلم من السوق و من الأخطاء الداخلية التي قد يقع بها بنفسه و التي لا يدرك وقتها أنها أخطاء قد تودي باستثماره. كثير من الناس عندما يبدأ في الأسهم يربح في بداية الأمر، و بالتالي يتسلل الطمع إلى نفسه ما يجعله يخاطر بكميات كبيرة لا تسمح أي نظم لقوانين ادارة المال باجتيازها لضمان الإستمرارية التي تمكن من الربح على المدى الطويل، فالكل يبحث عن الطريقة السحرية للربح السريع في السوق، و الحقيقة المرة أن السوق يمر بمراحل و تدراجات يصعب على المبتدئ أن يدركها بشكل جيد و يتجه لأن يشتري بسبب الطمع و الإرتفاع و يبيع في وقت الشراء ما يوقعه في خسائر متلاحقة.

90% من الناس المبتدئين الذين يتداولون في الأسواق و البورصات يخسرون و لا يتابعون الطريق و لكن طالما أنه يوجد من يربح في السوق هنالك طريقة للربح في السوق و البورصة و لكن يجب عليك أن تجدها بزيادة ثقافتك عن كيفية عمل الأسواق و من خلال الدورات المتخصصة في التحليل الفني و التحليل الأساسي فالإستثمار في الأسهم ليس خطراً و لكن الخطورة في المتداولين بالضبط كما هو الحال في قيادة السيارة و سر المخاطرة يكمن في السائق، فإما أن يكون السائق سائق خطر أو أن يكون سائقاً متزناً يقود سيارته بكل هدوء إلى الهدف. هنالك فرق كبير بين الاستثمار و المقامرة لأن للإستثمار قواعداً يمكن للخشص من خلال الدراسة و الخبرة أن يستند عليها في اتخاذ القرار و المحافظة على أسس إدارة المال لتحقيق الربح و تحمل الخسارة القليلة. أما أغلب المقامرين لا يهتمون بذلك و يعتمدون على الحظ، و الغريب في الأمر ان كثير من المتداولين يتداولون في البورصات بطرق المقامرة و ينتهون للدفع للمتداولين المتعلمين الذي يحققون الربح المنتظم من خلال التداول أو الإستثمار في البورصات.
التداول عبارة عن شراء جزء من أسهم الشركة فإذا كنت متداولاً طويل الأمد فيجد عليك أن تشتري في الوقت الذي يكون سعر السهم مناسبا إذا ما قورن بالربح الذي يحققه هذا السهم بشكل سنوي. و تحتفظ بالسهم لتحصيل الأرباح و الغريب في الأمر أن الكثير من الناس يشتري الأسهم في الأوقات الخاطئة و لا يحسب للربح المحقق شيئاً كأن تشتري منزلاً يحقق لك 1% عائد سنوي بسعر عالٍ و الصحيح أن تشتري هذا المنزل فقط إذا كان دخله السنوي في حالة التأجير 10% على أقل تقدير لتسترد رأس مالك في عشرة سنوات و هو العمر الإفتراضي لهذا المنزل، أما النوع الثاني هو ما يسمى المضاربة و الذي قد تختلف أهدافه على حسب المتداولين فمنهم المتداول اليومي و منهم الشهري و منهم طويل المدى أيضاً و الذين يعتمدون في أغلب الأحيان على ما يسمى بالتحليل الفني و الذي يعد علم بحد ذاته. و المهم فيما تقدم ان تعلم أهمية السيطرة على العواطف أثناء أي عمل لأن العواطف قد تخونك و تؤدي بك إلى أوهام و خيال حتى انك تظن نفسك أنك تقوم بالشيء الصحيح. لنبين هذا المثال هنا لنفترض أنك اشتريت سهماً ما بقيمة 10 دولارات و نزل السعر إلى 9 دولارات أولاً و تخلصت منه عند ذلك السعر، بعد ذلك استمر السعر في النزول إلى أن وصل 7 دولارات هل ستكون سعيداً بهذا الخروج؟ بالطبع نعم لأنك لو استمريت في الصفقة لخسرت أكثر من ذلك. و لنقل أنك في نفس المثال اشتريت عند سعر 10 دولارات و ارتفع السهم إلى 11 ثم قمت باجراء عملية البيع عند هذه النقطة و استمر السعر في الصعود إلى أن وصل إلى 13 دولاراً. هل ستكون مستاءً من ذلك؟ بالطبع نعم لأنه كان بإمكانك أن تربح المزيد. تمعن في المثالين و ستتضح لك أمو مخادعة العاطفة لك ففي الصفقة الأولى كنت خاسراً و لكنك كنت فرحاً، و في الصفقة الثانية كنت رابحاً و لكنك كنت مستاءً. هذه هي خدعة العواطف لذلك يجب ان تضع نفسك دائماً في الذكاء العاطفي الذي يمكنك من السيطرة على مشاعرك و بالتالي التأني و اتخاذ القرارات الصحيحة بفطنة و ذكاء. أغلب متداولي البورصات و الأسهم للأسف لا يتعاملون مع التداول كعمل تجب إدارته و تعلمه بالشكل الصحيح حتى يتحول إلى عمل ناجح يحقق لك أرباحاً جيدة عبر المدى الطويل.
منقول

http://www.bezat.net