كلمتين في تصريح رئيس الفيدرالي جيروم باول هزت الأسواق المالية !

[Elhadi_Bouazizi]

• هزت تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول الأسواق المالية ، بعد أن قال إن تخفيض سعر الفائدة الأول منذ عقد من لا يعني أن صناع السياسة النقدية سيتبعون نهج منتظم لخفض الأسعار.
• باول وصف هذا التخفيض بأنه "تعديل منتصف الدورة" و بأنه الخطوة الأخيرة في المرحلة الانتقالية للسياسة النقدية الذي بدأ مع رفع الفائدة الأخير في نهاية العام الماضي.
• الأسواق كانت تتوقع على نطاق واسع أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي متشائمًا للغاية في نظرته المستقبلية وبدلاً من ذلك سمعت تعليقًا أكثر تشددًا من باول.

مؤشرات الأسهم شهدت تراجعات قوية ، وارتفعت عائدات سندات الخزينة الأمريكية ، أما الدولار الأمريكي فقد ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عامين بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحفي إلى أن صناع السياسة النقدية لا يخططون للبدء في دورة جديدة لخفض أسعار الفائدة، بعد أن خفض الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء.

الأسواق كانت في حالة ترقب ، مع توقعات بأن يقوم الفيدرالي بتخفيض الفائدة حتى ثلاثة مرات قبل نهاية العام الجاري وأن يقوم البنك بانتهاج سياسة تيسيرية ، رغم أن الاقتصاد يظهر علامات إيجابية واضحة.
لذلك الاحتياطي الفيدرالي كان يواجه مهمة غير عادية تتمثل في شرح سبب خفض أسعار الفائدة في ظل البيانات الاقتصادية أقوى.

المتداولون (في أسواق الأسهم خاصة) أصيبوا بخيبة أمل بعد صدور محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي ، الذي جاء بنبرة حيادية أكثر منها تيسيرية ، ولكن عندما قال باول في وقت لاحق خلال مؤتمر صحفي أن الإجراء الأخير للمجلس الاحتياطي الفيدرالي كان مجرد "طبظ في منتصف دورة السياسة النقدية" صدمت الأسواق.

وقال المحلل "بان جيفري" من شركة BMO للدخل الثابت: "أعتقد أن هذا يعني أنه لن يكون هناك بالضرورة المزيد من التخفيضات ، ربما تخفيض اضافي، ولكن ليس مؤشراً على المزيد من التخفيضات المتتالية".
باول أوضح في وقت لاحق خلال مؤتمره الصحفي ، أنه كان يقصد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يشرع في دورة طويلة لخفض أسعار الفائدة ، كما في حالة الركود.

كما وصف باول المرحلة الانتقالية للسياسة النقدية الفيدرالية الذي بدأت بعد رفع أسعار الفائدة للمرة الأخيرة في ديسمبر/كانون الأول ، ثم كان هناك توقف مؤقت قبل التحرك الأخير لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. و في الوقت الراهن يتراوح معدل أسعار الأموال الفيدرالية بين 2 إلى 2.25%.

وقال باول: "اسمحوا لي أن أكون واضحا: ما قلته هو ، أننا لسنا في بداية سلسلة طويلة من عمليات تخفيضات الفائدة".
وأضاف: "لم أقل أنها مجرد عملية تخفيض واحدة أو أي شيء من هذا القبيل. عندما نفكر في دورات خفض الفائدة ، فإنها تستمر لفترة طويلة و اللجنة لا ترى ذلك، نحن لا نرى أننا وصلنا إلى هذا الوضع. سنفعل ذلك إذا رأينا ضعفًا اقتصاديًا حقيقيًا وكنا نعتقد أن

سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية يحتاج إلى خفض كبير، هذا ما لا نراه الآن. "
وقال "وارد مكارثي" ، كبير الاقتصاديين في جيفريز Jefferies ، إن باول لم يقدم حجة قوية للتخفيض حيث قال عن مشاكل الصراع التجاري "الملتهبة" بأنها الآن "هادئة".

من جهة أخرى التخفيض الأخير قوبل بالرفض من قبل اثنين من أعضاء لجنة الفيدرالي ، الأول هو رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن "إريك روزنغرن"، و الثاني هو ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي "إستير جورج".
"الموقف غير واضح بشكل جيد" أضاف مكارثي: "لقد كان بيان السياسة غامضًا وبصراحة ( باول) لم يفعل أي شيء لتوضيحه،يبدو أنه غير واثق تماما".

في رأيي إنهم قلقون بشأن مخاطر السلبية ( خاصة التوترات العالمية الاقتصادية و السياسية)، نظرًا لأنهم اتخذوا بالفعل الخطوة [لتخفيض أسعار الفائدة] ، ومن المحتمل أن يتخذوا خطوة أخرى ، لكن تعليقات رئيس الفيدرالي والمعارضة الموجود داخل المجلس تشير إلى أن هذه ليست بداية لدورة تخفيض كبيرة وهذا ما ضغط على الأسواق.

الرئيس دونالد ترامب غرّد في وقت لاحق أنه يشعر بخيبة أمل لمستوى خفض أسعار الفائدة وقال "بول خذلنا" ، لكنه أضاف على الأقل أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أنهى برنامج التشديد النقدي.
ردت فعل سوق السندات كانت مشوشة ، فيما ينتظر المحللون و المتداولون أن يقوم مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بتوضيح الرسالة في الأيام المقبلة.

وقال "مارك كابانا" المحلل الاستراتيجي في بنك أوف أمريكا ميريل لينش: "لقد كانت رسالة مربكة ومشوشة للغاية ، ولا أعتقد أن باول قدم اتجاهًا واضحًا لما سيكون عليه مسار سياسة التيسير للمجلس الاحتياطي الفيدرالي ، وأعتقد أن هذا هو سبب تفاعل السوق بشكل سلبي".
مؤشر داو جونز انخفض بما يصل إلى 478 نقطة، قبل أن ينهي التداولات بتراجع 333 نقطة في أسوأ يوم له منذ مايو/آيار الماضي . فيما ارتفع العائد على سندات الخزانة لمدة عامين ، و المؤشر الذي يعتبر كمؤشر عاكس لسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي ، في رحلة إلى ما فوق 1.95 ظھ من المستوى المنخفض عند 1.79 ظھ قبل بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

المقال من ترجمتي: المقال اصلي هنا

[muhamed.kandeel]

سلمت يداك اخى الحبيب على هذا المقال