تقرير يضع ثلاثة سيناريوهات لإتجاهات أسعار النفط خلال 2007
محيط/ كريم فؤاد: توقع معهد اليابان لاقتصاديات الطاقة حدوث تغيرات مثيرة في أسعار النفط الخام وسوق النفط العالمية في العام الحالي 2007 بحيث يتراوح سعر برميل النفط مابين 60 و65 دولارا بتأثير عوامل عديدة أهمها المخاطر الجيوسياسية مثل زيادة التوتر الدولي بسبب البرنامج النووي الايراني وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال البروفسور كين كوياما مدير قسم أبحاث الصناعة والاستراتيجية في تقرير المعهد السنوي عن حركة الأسعار والعرض والطلب أن العوامل الأخرى وراء ارتفاع أسعار النفط تتضمن تدفق أموال الاستثمار في سوق أسهم النفط الخام ..مشيرا الى ان تغير هذه العوامل تعني سيناريوهات ثلاثة لقوالب الأسعار المتوقعة هذه السنة .

ووضع التقرير ثلاثة سيناريوهات لأسعار النفط المتوقعة في عام 2007 أولها "الحالة المرجعية" التي تحددها عوامل متمثلة في زيادة الطلب العالمي على النفط بحوالي 1.4 مليون برميل يوميا عن العام 2006 ثم أن يزداد انتاج النفط في دول غير أوبك حوالي 1.6 مليون برميل يوميا، والعامل الثاني أن تظهر حالة عدم أمان امداد النفط بشكل متقطع في الدول المنتجة للنفط ولكن لن تبلغ حد الأزمة، والعامل الثالث أن تستمر أموال الاستثمار بالتدفق الى سوق أسهم النفط الخام.

وفي هذه الحالة سينخفض الطلب على نفط خام أوبك في 2007 بحوالي 400 ألف برميل يوميا عن العام 2006 ليصل إلى 28.5 مليون برميل يوميا أقل من المستوى الحالي عند 29 مليون برميل يوميا في نوفمبر 2006.

وبينما يتواصل ازدياد قدرة انتاج النفط في منظمة أوبك فانه من المرجح أن يزداد فائض القدرة الانتاجية للمنظمة "ضامن امداد مهم للسوق العالمية" وستقترن هذه التطورات بمستويات مرتفعة من المخزون النفطي في الوقت الحاضر لتؤدي الى تهدئة ميزان العرض والطلب بشكل معتدل استنادا الى التقرير .

وأشار التقرير الذي أوردته وذكرت وكالة أنباء الإمارات ان أسعار النفط الخام ستبقى رقميا عند مستوياتها المرتفعة الحالية في سوق النفط العالمية في العام 2007 بموجب السيناريو الأول بحيث سيتراوح متوسط سعر خام"دبليو تي اي" للعام 2007 في الحالة المرجعية بين 60 الى 65 دولار للبرميل.

وقدم التقرير سيناريو ثان هو "حالة السعر المرتفع" ممثلا بعوامل أولها أن يسجل الطلب العالمي على النفط في العام 2007 زيادة ثابتة من 1.6 مليون برميل يوميا عن العام السابق .. وثانيا أن يزداد انتاج النفط الخام من خارج أوبك ولكن فقط بحوالي مليون برميل يوميا..

والعامل الثالث أن تظهر مخاطر وحالة عدم أمان امداد في بعض الدول المنتجة للنفط لتؤثر على السوق ثم تتدفق أموال استثمارية هائلة الى سوق سهم النفط .

وحسب التقرير فانه في هذه الحالة فان توازنا أشد في العرض والطلب وغيابا متوقعا لتطورات في فائض قدرة انتاج النفط سيبقيان سوق النفط العالمية عرضة لتغيرات العرض والطلب والصدمات الخارجية..ولذلك سيحدث ارتفاع آخر في أسعار النفط الخام بسبب عدم أمان الامداد في الدول المنتجة للنفط وتدفق أموال الاستثمار في سوق الأسهم.

وذكر التقرير ان متوسط سعر خام "دبليو تي اي" سيتراوح بين 70 الى 75 دولار للبرميل ..مشيرا الى انه في حال ظهر أي انقطاع جدي جدا في الامداد فقد يكون المتوسط أعلى بحوالي خمسة دولارات 75 الى 85 دولار للبرميل .

أما السيناريو الثالث حسب التقرير فهو "حالة السعر المنخفض" والمتمثلة في ان يسجل الطلب العالمي على النفط في 2007 زيادة معتدلة من 2ر1 مليون برميل يوميا عن العام السابق ..وثانيا أن يزداد انتاج النفط الخام في دول من خارج أوبك بكمية جوهرية من مليوني برميل يوميا ..وثالثا أن تكون حالة عدم أمان الامداد محدودة تقريبا في بعض الدول المنتجة للنفط ..وفي هذه الحالة سيهدأ ميزان العرض والطلب على النفط مما يجبر أوبك على تخفيض جوهري في الانتاج الأمر الذي يؤدي الى زيادة جوهرية في فائض قدرة انتاج أوبك.

وأوضح التقرير انه نتيجة لذلك سيزداد الضغط على أسعار النفط الخام لتنخفض وسيكون معدل سعر خام" دبليو تي اي " للعام 2007 بين 50 الى 55 دولار للبرميل.

وخلص التقرير الى ان السيناريو الأول هو الأكثر ترجيحا بمعدل سعر بين 60 و 65 دولارا للبرميل ثم سيناريو "حالة السعر المرتفع" ثم "حالة السعر المنخفض" وهو الاحتمال الأخير.

وعلى صعيد اتجاهات السوق البترولي فيبدو أن هناك بوادر استجابة من أسواق النفط العالمية لمحاولات وقف نزيف الخسائر الذي منيت به الأسعار، خاصة في ضوء تزايد التوقعات الايجابية بشأن التزام جميع الدول المنتجة بقراري خفض الإنتاج التي أقرتهما "أوبك" بمقدار 500 ألف برميل والمقرر بدء سريانها مطلع فبراير المقبل ذلك إضافة إلى قرار الخفض الذي بدأ سريانه نوفمبر الماضي بمقدار 1.2 مليون برميل.

وظهرت تلك البوادر في ظل الانتعاش النسبي الذي شهدته الأسعار مع نهاية الأسبوع بعد الانخفاضات الحادة التي سجلت خلال أول أسبوعين من العام الحالي والتي وصلت إلى نحو 10% في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى أن مستويات الطلب العالمي على النفط الخام مازالت مستقرة رغم الانكماش المسجل على مستوى السوق الأمريكية بفضل موسم الشتاء الدافئ نسبيا بصورة غير معتادة هذا العام.

وكما أشارت صحيفة الفيننشيال تايمز عبر موقعها على الإنترنت فقد ارتفع سعر الخام برنت لتعاقدات شهر فبراير بمقدار 61 سنت ليبلغ سعر البرميل 52.31 دولار وذلك بعد الهبوط الذي كان قد شهده سعر التعاقد منخفضا عن مستوى الـ 52 دولارا مسجلا أدنى مستوى له منذ نحو 19 شهرا.

كما ارتفع سعر تعاقدات شهر فبراير للخام الأمريكي بمقدار 33 سنت ليبلغ سعر البرميل 52.21 دولار للبرميل، غير أن سعر التعاقد كان قد انخفض بنحو 7.2% على مدى تعاملات الأسبوع و14.5% منذ بداية العام .

ومن جانبه قال النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله العطية اليوم ان التدهور السريع لأسعار النفط يرجع إلى الأحوال الجوية الدافئة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ما ادى الى عدم استهلاك المخزون النفطي الكبير لدى الدول الواقعة في تلك المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن العطية قوله انه تم التباحث في أسباب تدهور الأسعار خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الحالي لمنظمة "أويك" وزير البترول الاماراتي محمد الهاملي "الذي عبر عن قلقه المتزايد من ذلك التدهور".

واضاف العطية ان الشتاء هذه السنة في الدول الصناعية كان دافئا جدا وهذا ما لم يحدث من قبل ما ادى الى توفير حوالي 30 في المائة من المخزون الشتوى مقارنة بالعام الماضي خاصة في الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر اكبر مستهلك للبترول في العالم.

واوضح العطية ان "عدم استهلاك هذه النسبة من المخزون ادى الى ضغوط كبيرة على السوق اتخذت شكل تكدس في المعروض البترولي وانخفاض في الاسعار بشكل كبير ومتواصل".

تاريخ التحديث : 1/13/2007 6:33:26 PM