الميزان التجارى فى سوق الفوركس

[Hossam_G]

الساده أعضاء المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يُعد الميزان التجارى واحد من أهم المؤشرات الاقتصادية التى يتم من خلاله حساب معدل نمو الاقتصاد لدولة ما كما أنه يمثل جزء من الحساب الجارى عند حساب الناتج المحلى الإجمالى، ويوضح ما إذا كانت اقتصاد الدولة يتحرك بإيجابية أو العكس، والمقصود بالميزان التجارى هو الفارق بين القيمة النقدية لمعدل الصادرات والواردات فى فترة زمنية محددة، وفي حالة إذا كان الميزان التجارى إيجابي أى أن معدل الصادرات أعلى من الواردات فهذا يسمى بالفائض التجارى وإذا تجاوزت معدل الواردات على معدل الصادرات فهذا يسمى بالعجز التجاري، وسواء حقق الميزان التجاري عجزًأ أو فائضًا لدولة ما فهذا يعكس حالة العملة المحلية لهذه الدولة.

علاقة سعر صرف العملة بالميزان التجارى

إن العلاقة بين ارتفاع سعر صرف العملة المحلية و فائض الميزان التجارى علاقة طردية، فعندما يحدث فائض فى الميزان التجارى فهذا يعني تدفق الاستثمارات الخارجية إلى داخل البلاد وزيادة حجم العملات الواردة للبلاد والتي تستبدل بالمحلية مما ينتج عنه تراجع فى سعر صرف العملة الأجنبية وارتفاع سعر صرف العملة المحلية، وعلى النقيض عندما يحدث عجز فى الميزان التجارى فإن العملة المحلية تستبدل بأجنبية لإجراء تسويات دولية مما ينتج عنه ارتفاع المعروض من العملة الوطنية وتراجع سعر صرفها وارتفاع قيمة الدول الأخرى التي يوجد العجز بين الدولتين.

وفى الحقيقة يقوم مكتب الإحصاءات الأمريكية بالإعلان شهريًا عن أرقام الميزان التجارى يوم الخميس الثالث من كل شهر.

الحساب الجاري

إن المقصود بالحساب الجارى هى حجم الأموال المتدفقة الصادرة والواردة لدولة ما فى فترة زمنية محددة وتشمل معدل الصادرات والواردات وحاصل الاستثمارات فى البلاد الأجنبية و الدخل من الاستثمار الأجنبي إلى جانب التدفقات المالية والمساعدات، ومن خلال هذا المؤشر يمكن حساب معدل النشاط الاقتصادي الأجنبي داخل الدولة، ويعكس فائض الحساب الجاري أو عجزه وضع العملة المحلية للدولة، ويتم تقييم الحساب الجارى كل ثلاثة أشهر فى يوم محدد بمنتصف الشهر.

علاقة سعر صرف العملة بالحساب التجارى

إن العلاقة التي تربط الحساب الجارى بسعر صرف العملة هى علاقة طردية فعندما يحدث فائض فترتفع سعر صرف العملة والعكس، وبالرغم من هذا لكل قاعدة شواذ فعلى سبيل المثال: فى عام 2007 ارتفع عجز الحساب التجارى فى الولايات المتحدة إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي وهذا يعني ارتفاع معدل الواردات بشكل كبير عن معدل الصادرات وعلى الرغم من هذا لم يحدث تراجع بالاقتصاد الأمريكي وظل متماسكًا فما هو السبب وراء ذلك: فى الحقيقة الذى يمول العجز الأمريكي هي القروض الأجنبية ومؤسسات مالية عالمية مما ينتج عنه تدفق مالى كبير للولايات المتحدة كل عام.

تقييم الحسابات الجارية لدول العالم وعجز الحساب الجاري الأمريكي

إذا قمنا بحساب مجموع الحسابات الجارية لكل دول العالم فنجد أنها تساوى صفر حيث أن فائض الحساب الجاري لدولة ما يسد عجز الحساب الجاري لدولة أخرى، فعلى سبيل المثال: إن الحساب الجارى للصين ودول جنوب شرق آسيا إيجابى بالمقارنة بالولايات المتحدة، وذلك بسبب السياسة التجارية التي تتبعها الصين والتى تعتمد على الإبقاء على سعر صرف عملتها اليوان أمام الدولار الأمريكى دون تغيير وبالتالى تحصل على ميزة تنافسية كبيرة على المستوى العالمى وتجعل من معدل صادراتها مرتفعة، هذا بالإضافة إلى فائض الميزان التجاري للصين يكسبها ميزات استثمارية كبرى على مستوى عالمى.

ومن جهة أخرى نجد أن الصين تستثمر فى الأسهم والسندات الأمريكية حيث أنه الأكثر سيولة مما يقوي ويدعم من سعر صرف الدولار الأمريكى ويزيد من معدلات الإنفاق الحكومي والاستثمار فى البلاد.

إن أغلبية المحللين الاقتصاديين يروا أن العجز فى الحساب الجارى لا يأتى من فراغ، ولكن نجد أن إمكانيات نمو الاقتصاد الأمريكي تُقيد هذا العجز من خلال فوائد الديون والقروض للمستثمرين الأجانب.

ولهذا فإن كبرى البنوك المركزية فى العالم تسعى لتخفيض احتياطاتها من الدولار الأمريكي وتقوم بتحويله إلى عملة أكثر استقرارا على المدى البعيد، وفي هذا الإطار أعلنت دول أخرى عن تحويلها لجزء من احتياطها الدولارى إلى عملات أخرى معللة هذا بتنويع المحافظ الاستثمارية.

[mohammedgaber]

معلومات اقتصادية في غاية الاهمية اخي هيثم
تسلم ايدك