شهد عام 2015 عددًا من الإنجازات العلمية والتقنية شديدة التميز والتخصص، فمن اكتشاف كوكب بلوتو لأول مرة؛ مرورًا بالكشف عن سر المريخ، وصولاً إلى إماطة اللثام عن أسرار لطالما لم يعرفها العلماء عن العقل البشري، ما جعل العام عام «العلم» بامتياز.. ومن ضمن الاكتشافات العلمية لهذا العام التالى:


يناير: تمديد عمل المحطة الفضائية الدولية
اعتمد البيت الأبيض خطة لتمديد عمل المحطة الفضائية الدولية حتى عام 2024 على الأقل، بعد أن كان الموعد السابق لانتهاء العمليات والمهام والتجارب في 2020، وقال رئيس وكالة ناسا «تشارلز بولدين» في يناير الماضي إن ذلك القرار سفسح المجال لمواصلة الأبحاث لفترة أخرى في المحطة التي تكلف انشائها نحو 100 مليار دولار أمريكي.


فبراير: نمو الدماغ أكسب البشر الذكاء المنطقى
كشفت دراسة علمية نشرها معهد ماكس بلانك في فبراير الماضي إن البشر والقردة العُليا انفصلوا تطوريًا قبل نحو 5 ملايين سنة، فقد انبثق جين جديد في أدمغة البشر ساهم في استنساخ مجموعات من الخلايا الجذعية في قاعدة الدماغ، وهو ما أدي إلى زيادة عدد الخلايا العصبية في القشرة المخية لدى البشر، ما ساهم في تطور ذكائهم المنطقي ليصل إلى ما هو عليه الآن.
مارس: مادة مُظلمة في قلب الشمس
قال علماء من جامعة «دورهام» البريطانية إن وجود مادة مظلمة داخلالشمسربما يكون حقيقيًا، وأشارت نظرية جديدة، نشرها موقع «ساينس ديلى» مارس الماضي، إلى أن الباحثين لاحظوا أثناء رصدهم الشمس جسيمات غامضة يتم امتصاصها بشكل مباشر في مركز الجرم، الذي يُعتبر السبب الأول لنشأة الحياة على كوكب الأرض، ويعتقد باحثو «دورهام» أن جسيمات المادة المظلمة ربما تقوم بامتصاص الطاقة الحرارية وإعادة نثرها في أماكن بعينها، وهو ما يقلل من درجة الحرارة المركزية ويساعد على خفض معدلات الاندماج النووى في قلب الشمس، وبالتالى فإن الشمس تعوض ذلك النُقصان بضخ مزيد من الهيدروجين، الأمر الذي يُسبب في خفض مستويات الضغوط على سطح الشمس.
أبريل: أول صورة بالألوان لكوكب بلوتو
التقطت مركبة الفضاء «نيوهورايزون» أول صورة ملونة للكوكب القزم «بلوتو» الذي يبعد عن الأرض بنحو 7500 مليون كيلومتروأفرجت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء «ناسا» عن الصورة التي تم التقاطها في التاسع من إبريل الماضى من قبل «نيوهورايزون» والتى تمكنت من تصويرها بينما كانت على مسافة تبعد عن الأرض بأكثر من 120 مليون كيلومتر.


مايو: شمس صناعية بأياد هندية
قطع علماء الشرق شوطًا كبيرًا ربما يُساهم في تعزيز عمليات الاعتماد على الطاقات النظيفة، والتخلى عن الوقود الأحفورى التقليدى المُلوث للبيئة، فقد تمكن علماء هنود من معهد «توكوماك إس إس تى- 1» من ابتكار شمس اصطناعية من البلازما، قادرة على مد العالم بطاقة بديلة، غير ملوثة للبيئة، بأسلوب يتفق وطريقة توليد الشمس للطاقة، يعتمد الابتكار الجديد على استخراج البلازما الساخنة من الهيدروجين، ثم الاحتفاظ بها باستخدام مغناطيس بقدرة عالية على توصيل الكهرباء، وبحسب مدير الوحدة الهندية «ديراج بورا» فإن ذلك الاختراع يُمثل تجربة هامة تؤيد إمكانية توليد طاقة تشبه طاقة الشمس داخل المختبرات.
.يونيو: الطائرة الشمسية تصل إلى نقظة اللاعودة
وأعلن فريق الطائرة الشمسية «سولار أمبلس 2» في يونيو الماضي أن الطائرة التي تعتمد على 17 خلية شمسية، وصلت لنقطة اللاعودة في تمام الساعة الرابعة وثلاث دقائق بتوقيت مصر، من صباح اليوم، 29 يونيو، حيث سيضطر «أندرية» لإكمال الرحلة إلى هاواى، الرحلة، التي قطع فيها الطيار السويسري مسافة تُقدر بـ7900 كيلومتر، بدأت في 9 مارس الماضي، من مطار البطين بمدينة أبوظبي الإمارتية، ووصلت بنجاح إلى مدينة هاواي الأمريكية في أول تجربة ناجحة للطيران المتواصل لأيام متعددة اعتماداً على الطاقة الشمسية.
يوليو: اكتشاف جسيم جديد للمادة
أعلن علماء مركز سيرن للأبحاث النووية الأوربية اكتشاف جسيم جديد للمادة، يُعرف باسم الكواركات الخُماسية، وأفادت المعلومات المُستقاة من التجارب داخل المُصادم الهيدروني على وجود جسيم يُعرف بالكواركات الخُماسية، وهي جسيمات أولية دون ذرية لها كتلة وأبعادها صفرية وتشكل أحد مكونات المادة طبقا للنظريات الفيزيائية، وتعيش لفترة لا تتجاوز مليار تريليون من الثانية.


أغسطس: توربينات أفقية لتوليد الطاقة
تمكنت الشركة البريطانية «كيبلر للطاقة» من إيجاد حلاً رخيصًا وفعالاً عبر تنفيذ فكرة مُثيرة وجديرة بالاهتمام، سياج طويل من توربينات المياه الضحلة توضع قبالة السواحل من شأنها امتصاص قوة المد والجزر وتوليد الكهرباءفي الماضى كانت إحدى العقبات الرئيسية لتوليد الطاقات من البحار هي أماكن وضع التوربينات، فيجب أن تبعد مئات الأمتار عن الشواطئ، وهو ما يُصعِّب عمليات صيانتها ويُزيد من تكاليف إنتاج طاقتها، إلا أن الشركة البريطانية تعتقد أنها وجدت حلاً لتلك العقبات، باستخدام توربينات أفقية المحور مُصممة خصيصًا لوضعها على أعماق ضحلة تحت الماء تصل إلى نحو 30 متراً فقط، تلك المولدات تشكل بنفسها الجدار الذي يصد الأمواج دون الحاجة لبناء المصدات، وتدور شفراتها الخفيفة نسبيًا والمصنوعة من ألياف الكربون في تزامن عبر امتصاص قوى المد والجزر، لتنتج كهرباء بكفاءة عالية وتكلفة زهيدة.
سبتمبر: ناسا تكشف سر المريخ
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أنها وجدت أدلة على وجود مياه متدفقة على سطح المريخ، وهو الاكتشاف، الذي سيعني احتمالية وجود حياة على هذا الكوكب، واستندت الدلائل على التحليلات الطيفية، التي قامت بها الوكالة عن طريق الاستطلاعات المتتابعة للمركبات والمسابير الفضائية.


أكتوبر: لب الأرض تشكل قبل مليار عام
قال فريق علمي دولي أكتوبر الماضي إن اللب المعدني الداخلي للأرض تشكل من مليار عام، ويقع اللب الداخلى للأرض على مسافة 5155 كيلومترا من السطح، ويتكون من مواد صلبة كالنيكل والحديد، وله درجة انصهار عالية ويصل سمكه إلى نحو 216 كيلومترا، وتقترح الدراسة أن متوسط معدل نمو النواة الداخلية الصلبة للأرض- والتى يطلق عليها العلماء قلب الأرض- يزيد قليلاً على 1 مليمتر كل عام، وأشارت الدراسة إلى أن تلك النواة مدعومة بواسطة الحديد السائل الذي يدور حولها، والذي يقوم بتوليد المجال المغناطيسي للكوكب حتى الآن.
تحطم رقم قياسي في الفضاء:
حطم رائد الفضاء الأمريكي «سكوت كيلي» رقمًا قياسيًا أخر في 29 أكتوبر 2015، إذ مضى على وجوده في المحطة الفضائية الدولية 216 يوماً متصلة، وهو ما سيكسر الرقم السابق لرائد الفضاء «مايكل لوبير اليجريا» والذي قضى 215 يوماً متصلاً على متن المحطة في عام .2006


نوفمبر: الرياح الشمسية سبب تحول المريخ
حددت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء «ناسا» العملية التي يبدو أنها لعبت دورًا رئيسيًا في تحويل بيئة كوكب المريخ من دافئة رطبة داعمة للحياة، إلى أخرى قاحلة باردة، وقالت الوكالةإن مهمة استكشاف الغلاف الجوي للمريخ «مافن» كشفت أن الرياح الشمسية «جردت» الكوكب الأحمر من غازاته، وساهمت في تآكل الغلاف الجوي، إذ إن الرياح الشمسية تسببت في خسارة الكوكب كميات كبيرة من الغازات تُعادل 100 جرام في الثانية الواحدة، وهو ما أدى إلى فقدان الغلاف الجوي، ما ساهم في تغيير مناخ المريخ إلى الأبد.
ديسمبر: الفئران تكشف سر الحياة دون ألم
يُعرَف العلماء الألم على أنه شعور يتسبب في إزعاج الجهاز العصبى المركزى، ويرى معظم العلماء أن الآلام مهمة لتشخيص المشاكل المرضية وتفادى الحوادث العرضية، فدون ألم ربما لا يعرف الشخص مواطن الداء، وهو ما قد يُشكل تهديدًا جديًا على الحياة والسلامة، ويقول الدكتور «جون وود»، كبير مُعدى الدراسة، المنشورة في مجلة «نيتشر»، إن الاكتشاف الجديد ربما يُمهد الطريق لاستخدام طُرق جديدة لعلاج الألم المُزمن، وتطوير عقاقير فعالة، لا تعتمد على الأفيونات التي تُسبب الإدمان، والتى تُشكل خطرًا داهما على الصحة العامة ربما يفوق الشعور بالألم ذاته.