ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلا عن مسؤولين عرب وأوروبيين وأمريكيين سابقين وحاليين أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، واصلت الاتصالات السرية مع عناصر في نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لعدة سنوات في محاولة فاشلة للحدّ من العنف وحمل بشار على التخلي عن السلطة.
وقالت الصحيفة، الخميس، نقلا عن هؤلاء المسؤولين، إن الولايات المتحدة بحثت في وقت مبكر عن تصدعات في النظام يمكن استغلالها لتشجيع انقلاب عسكري ولكنها لم تجد إلا القليل منها.
وعلى عكس القناة الخلفية السرية التي لجأ إليها البيت الأبيض في التعامل مع إيران، فإن المسعى الأمريكي بشأن سوريا لم يكتسب زخما وكانت الاتصالات محدودة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الاتصالات مع النظام السوري كانت متقطعة وتركزت على قضايا معينة، وأحيانا كان مسؤولون بارزون من الجانبين يتحدثون على نحو مباشر وفي أحيان أخرى كانوا يرسلون رسائل عبر وسطاء مثل روسيا وإيران المتحالفتين مع الأسد.
وأضافوا أن الأسد حاول في أوقات مختلفة التواصل مع الإدارة الأمريكية ليقول لها إنه يتعين عليها أن تتحد معه لمحاربة الإرهاب.
وتابعوا أنه في عام 2011، وفي الوقت الذي بدأ فيه النظام يقوم بحملة قمع ضد الاحتجاجات وبدأ الجنود في الانشقاق عن الجيش، حدد مسؤولو الاستخبارات الأمريكية ضباطا من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تشكل أقلية، يمكن أن يقودوا تغييرا للنظام.
وقال مسؤول أمريكي بارز سابق «سياسة البيت الأبيض في عام 2011 كانت الوصول إلى نقطة تحول في سوريا من خلال إيجاد تصدعات في النظام وتقديم حوافز لأشخاص لحملهم على التخلي عن الأسد».
وأضافوا أنه عندما كانت تريد واشنطن إبلاغ دمشق بالمكان الذي ينتشر فيه المقاتلون السوريون الذين تدربهم الولايات المتحدة لقتال داعش حتى لا يتم استهدافهم عن طريق الخطأ، كانت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانتا باور، ترسل نائبا لها لنظيرها السوري بشار جعفري.
وأشارت الصحيفة إلى قيام ستيف سيمون، مسؤول بارز بالبيت الأبيض والذي استقال في عام 2014 بزيارة دمشق والتقى بالأسد هذا الربيع غير أن سيمون قال إنه قام بذلك بمبادرة شخصية.
وعرض سيمون على الأسد الخطوات التي يمكن أن يتخذها النظام لإبداء حسن النوايا تجاه المجتمع الدولي ومنها وقف القصف بالبراميل المتفجرة ومزيد من القتال ضد داعش وليس ضد المناهضين للنظام والتعاون مع جهود الأمم المتحدة لتحقيق وقف محلي لإطلاق النار، بحسب مسؤولين على علم بالاجتماع.
ورد الأسد بالعبارات المعتادة وهي التركيز في قتاله على الإرهاب، وأبدى بعض الانفتاح لوقف إطلاق نار محلي بشروط الحكومة.
يذكر أن الولايات المتحدة تستبعد أي دور للأسد في مستقبل سوريا، فيما تقول روسيا إن مستقبل البلاد يحدده الشعب السوري.