أعلن الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، الخميس، الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام على روح حسين آيت أحمد، أحد رموز «ثورة التحرير» ضد الاستعمار الفرنسي، وأقدم معارض سياسي في البلاد، التي توفي، الأربعاء، في مدينة لوزان السويسرية، عن عمر يناهز 89 عامًا.



وجاء في بيان للرئاسة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية: «قرر رئيس الجمهورية، عبدالعزيز بوتفليقة، حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام عبر كامل التراب الوطني ابتداء من الجمعة إثر وفاة المجاهد حسين آيت أحمد أحد أبرز قادة ثورة الفاتح نوفمبر 1954(ضد الاستعمار الفرنسي)».
ولم يوضح بيان الرئاسة ما سيتضمنه «الحداد الوطني» من فعاليات مثل تنكيس للأعلام أو غيرها.
ونعت أغلب الأحزاب السياسية والشخصيات الجزائرية من الموالاة والمعارضة آيت أحمد الذي اعتبرته «رمزا للنضال من أجل تحرر الجزائر ونذر نفسه لخدمة بلاده بعد استقلالها رغم كونه معارضا».
وانخرط آيت أحمد، الذي يعيش في منفى إرادي بسويسرا منذ سنوات، في النضال السياسي وعمره 16 عامًا، ضمن حزب الشعب الجزائري، ثم أسس برفقة مناضلين، جبهة التحرير الوطني، التي فجرت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954.
واعتقلته السلطات الفرنسية عام 1956، ليطلق سراحه عام 1962، بعد استقلال البلاد ليدخل بعدها في خلافات مع رفقاء النضال السابقين على غرار أحمد بن بلة أول رئيس جزائري، حيث أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية عام 1963، ليزج به في السجن الذي فر منه عام 1966، وغادر نحو أوروبا وواصل المعارضة السياسية من هناك.عاد حسين آيت أحمد، إلى الجزائر عام 1989، بعد إقرار التعددية السياسية، قبل أن يعود إلى منفاه الإرادي بسويسرا، بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد بو ضياف عام 1992، لكنه بقي يشرف على حزبه من هناك ليترشح عام 1999 للرئاسة، لكنه انسحب في آخر لحظة بدعوى وجود نية لدى النظام لتزويرها لصالح الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة.وقرر حسين آيت أحمد في مايو 2013، الانسحاب من الحياة السياسية، وقيادة حزبه جبهة القوى الاشتراكية خلال المؤتمر الخامس للحزب، الذي أبقى عليه رئيسًا شرفيًا، وانتخب قيادة له.