إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ فَجَرَ وَإِذَا فَجَرَ كَفَرَ وَإِذَا كَفَرَ دَخَلَ النَّارَ


(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شُعَيْبٌ ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَطَّانُ ، نا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ حُيَيٍّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَبْلِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا عَمَلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : " الصِّدْقُ ، وَإِذَا صَدَقَ الْعَبْدُ بَرَّ وَإِذَا بَرَّ آمَنَ وَإِذَا آمَنَ دَخَلَ الْجَنَّةَ " . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَمَلُ أَهْلِ النَّارِ ؟ فَقَالَ : " الْكَذِبُ ، وَإِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ فَجَرَ وَإِذَا فَجَرَ كَفَرَ وَإِذَا كَفَرَ دَخَلَ النَّارَ " .

الكذب وما أدراك ما الكذب آفة عظيمة طمت وعمت بين الشعوب والناس منهم من يتفنن في إخراج كذباته ومنهم من أصبح لا يستطيع العيش من دون هذه الآفة .
اخي الحبيب أختي الفاضلة إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إالى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار، ولوتأملنا مجتمعنا الذي نعيش في وسطه الآن لوجدنا أن هذه الخصلة الذميمة والصفة القبيحة أصبحت تنتشر إنتشار النار في الهشيم بين النساء في المجالس، والرجال ، و بين الصغار، والكبار، وبين الخاصة، والعامة ،وبين التجار، والباعة ،والمشترين، وأهل الفن الذين يفتنون الناس بكذبهم ، انتشر هذا الوباء والداء بين الإعلاميين فمنهم من يدب الرعب في قلوب الناس لمجرد كذب ينقل بين الناس بلا تثبت من القناة الفلانية ،أو وكالة الأنباء الفلانية ،ومنهم من يكذب مع الكذبة ألف كذبه ليسقط فلانآ من الناس ،اوليتصدر المجلس الفلاني ،
قال تعالى :- { لعنة الله على الكاذبين } ( آل عمران 61 )
بل أن هذه الخصلة الذميمة والصفة القبيحة إنتشرت بين فئة من الناس يكذبون على الله وهذا أعظم الكذب قال تعالى: { قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } (هود 69) وقال تعالى: - {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون }(النحل105)
وقال تعالى :- { ويل لكل أفاك أثيم } (الجاثية 7)
وهناك فئة من الناس أخرى يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي الكريم يحذرمن شناعة هذا الفعل ويتوعد فاعله متعمدآ بالعذاب قائلا عليه الصلاة والسلام :-
( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) حديث متواتر
و عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ : إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابًا) [ البخاري 6094، ومسلم 2607)




أن من الناس ناسآ يتقصد الكذب ليضحك الناس ( النكت ) وهذا من الكذب الذي يكتب في الصحيفة وجاء فيه الوعيد الشديد قال صلى الله عليه وسلم :- (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له) رواه الترمذي وأبو داوود والامام أحمد وابن ماجه وقال الألباني حديث حسن .

فالتهاون فى الكذب عنوان الرذيله فالكذبة الواحدة ربما تجر وراءها عشرات الكذب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وفي الباب عن أبي بكر الصديق وعمر وعبد الله بن الشخير وابن عمر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح