عندما نشغل جهاز التدفئة تقل رطوبة الهواء وتجف الأغشية المخاطية، وتنشرح الفيروسات بهجةً وسعادةً بجفاف الهواء، لأن هذا يسهل عليها دخول الجسم، الذي يصبح أكثر قابلية للتعرض للأمراض. وحينها يكون استنشاق بخار الماء الساخن أو البخار الممزوج بالزيوت العطرية الطيارة هو المخرج، فهو يقارع جفاف الجيوب الأنفية والأغشية المخاطية والمجاري التنفسية، ويحافظ عليها رطبة، وبالتالي يساعد على مكافحة الفيروسات.


وهنا بعض نصائح الخبراء حول استنشاق الأبخرة كوسيلة للحماية من الفيروسات، خاصة عند الإصابة بالزكام والسعال والتهابات المجاري التنفسية، فمن أجل تزويد الأغشية المخاطية الجافة بما يكفي من الرطوبة، ثبت أن الاستنشاق المعروف والمنتشر بين الناس هو طريقة فعالة. المبدأ سهل جداً، فمن خلال استنشاق الأبخرة الدافئة، يتم نقل البخار الساخن إلى الأغشية المخاطية. وهنا نتعرف أيضاً على طرق الاستنشاق الصحيحة، حسب موقع بايريشيس فيرنزيهِن وموقع غيزوندهايت الإلكترونيين الألمانيين.
وأسهل طريقة لترطيب المجاري التنفسية هي استنشاق الماء الساخن من إناء، بحيث يضع الشخص منشفة فوق رأسه لحصر الأبخرة. وهنا ينبغي الانتباه إلى ثبوت الإناء على الأرض، لتفادي انسكاب الماء ولتجنب الحروق، لكن بخار الماء الناتج عن الغليان له قطرات كبيرة نسبياً. وبالتالي لا يصل إلا إلى منطقة الأنف الأمامية وإلى الجزء العلوي من الحلق فقط.
ومن أجل الوصول إلى الجيوب الأنفية والشُّعَب الهوائية، ينبغي توفّر قطرات بخارية دقيقة وصغيرة الحجم، والأفضل هنا استنشاق أبخرة معينة ومناسبة كالزيوت العطرية الطيارة. وتوجد بخاخات بإمكان الإنسان أن يحملها في جيبه وأن يستخدمها في الاستنشاق قصير المدى وللعلاج أيضا. وهي تحتوي على زيوت متطايرة مرطِّبة، وهي طريقة عملية بشكل خاص للمطربين ولذوي المِهَن التي تتعلَّق بالكلام مثل مقدِّمي البرامج والأخبار وقارئي التقارير في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
وتوجد أجهزة كهربائية متنوعة ومختلفة تولِّد قطرات بخارية صغيرة الحجم يمكنها الوصول إلى الجيوب الأنفية والشُّعَب الهوائية، خاصةً في حال كانت الإصابة بفيروسات الجيوب الأنفية والشعب الهوائية قائمة. وبإمكان هذه الأجهزة أن تولّد نوعاً من الضغط يقوم بإيصال القطرات البخارية الصغيرة إلى القنوات الضيقة في حالة كانت الجيوب الأنفية الضيقة ملتهبة بشكل مزمن أو إذا كان قد تم إجراء عملية جراحية لها أيضاً.
ومن الملاحَظ كثيراً أن بعض الناس يضيفون الملح إلى الماء الساخن، لكن الملح غير مناسب. صحيح أن بلورات الملح تنحل وتذوب في المياه، لكنها لا تتبخر ولا تصعَد مع البخار، وذلك لأنها ثقيلة، ولذلك من الأفضل استخدام الزيوت العطرية المتطايرة في الماء، فالزيوت العطرية الطيّارة تتداخل مع بخار الماء وتصعد معه إلى الأنف، وتتقبلها الأغشية المخاطية بشكل أفضل.
وللزيوت العطرية المتطايرة منافع مختلفة، ومن أمثلة هذه الزيوت:
- زيت لافينديل وزيت الكافور، وهما يعملان على جعل المخاط أكثر سيولة.
- زيت الثيميان يعمل كبلسم أو كمهدِّئ للأغشية المخاطية المتهيجة، وله تأثير علاجي ضد السعال.
- زيت النعناع يقلل من الالتهابات.
وينبغي هنا التنبيه إلى أهمية التعامل مع الزيوت العطرية المتطايرة بشكل حذر، فتكفي إضافة ثلاث قطرات إلى خَمس منها فقط في كل لتر من الماء، لأن الاستخدام المكثف لهذه الزيوت قد يؤدي إلى السعال ويهيِّج العينين، كما ينبغي إبعاد الأطفال عن الماء الساخن، كي لا تصيبهم حروق. أما تكرارية الاستنشاق فهي حسب خبراء الصحة من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم الواحد لمدة عشر دقائق في كل مرة. وإذا لم تهمد الأعراض ولم تخف فلابد من الذهاب إلى الطبيب.