قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك خطرًا كبيرًا يُهدد الصحة العامة في العالم، نتيجة اللبس في فهم الناس لأساليب تناول المضادات الحيوية .



جاء ذلك من خلال الدعوة للحرص في تناول المضادات الحيوية في إطار الأسبوع العالمي للمضادات الحيوية والذى ينتهي اليوم، 22 نوفمبر.
وجاء في بيان المنظمة، أن سوء استخدام المضادات الحيوية والإفراط في تناولها يزيد من فرص ظهور البكتيريا المقاومة لها.

وأشار البيان إلى أن ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين شملهم المسح في 12 بلداً والبالغ عددهم نحو 10000 شخص يعلمون أن مقاومة المضادات الحيوية من القضايا التي قد تؤثر عليهم وعلى عائلاتهم، ولكنهم لا يعلمون على وجه التحديد كيف تؤثر عليهم وما يمكنهم القيام به للتصدي لهذه المشكلة.
وقال المنظمة إن 64% ممن شملهم المسح يعتقدون أن المضادات الحيوية قد تستخدم في علاج نزلات البرد والانفلونزا، على الرغم من أنها لا تؤثر على الفيروسات، ويعتقد ما يقرب من ثلث الأشخاص (32%) ممن شملهم المسح أنه يتعين عليهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية عندما يشعرون بتحسن بدلا من استكمال دورة العلاج الكاملة وفقا للتوجيهات الطبية.
وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة للمنظمة عند إطلاق نتائج المسح إن ارتفاع المقاومة للمضادات الحيوية يمثل أزمة صحية عالمية، وإن الحكومات تدرك الآن أنها تمثل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العمومية في وقتنا هذا، فقد وصلت إلى مستويات خطيرة في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تحد من قدرتنا على علاج الأمراض المعدية وتقوض الكثير من فرص التقدم في مجال الطب.
وأعرب الدكتور كيجي فوكودا، الممثل الخاص للمديرة العامة في مجال مقاومة مضادات الميكروبات عن أمله في التعاون من الحكومات والسلطات الصحية للحد من مقاومة المضادات الحيوية.
وحسب البيان، شمل المسح المتعدد البلدان 14 سؤالا بشأن استخدام المضادات الحيوية، والمعارف المتعلقة بالمضادات الحيوية ومقاومتها، واعتمد على إجراء مزيج من المقابلات سواء عبر الانترنت أو وجها لوجه. وقد تم إجراؤها في 12 بلدا ألا وهي: بربادوس، الصين، مصر، الهند، اندونيسيا، المكسيك، نيجيريا، الاتحاد الروسي، صربيا، جنوب أفريقيا، السودان وفيت نام. وعلى الرغم من أن هذا المسح لا يدعي الشمولية، بيد أنه سيساعد هو وسائر المسوحات الأخرى المنظمة وشركاؤها في تحديد الفجوات الرئيسية في فهم الجمهور لهذه المشكلة والمفاهيم المغلوطة حول كيفية استخدام المضادات الحيوية بغية معالجة هذه القضية من خلال الحملة.
وجاءت نتائج البحث كالتالى:
(76%) من أجابوا على المسح يعتقدون أن مقاومة المضادات الحيوية تحدث عندما يصبح الجسم مقاوماً للمضادات الحيوية. وفي الواقع تصبح البكتيريا- وليس البشر أو الحيوانات- مقاومة للمضادات الحيوية ويتسبب انتشارها في أنواع العدوى التي يصعب علاجها.
فيما يعتقد (66%) من أجابوا على المسح أن الأفراد لا يتعرضون لخطر العدوى المقاومة للأدوية عندما يتناولون المضادات الحيوية بالشكل الموصوف لهم شخصيا. فما يقرب من نصف من شملهم المسح (44%) يعتقدون أن مقاومة المضادات الحيوية تمثل مشكلة فقط لمن يتناولون المضادات الحيوية بصورة منتظمة. وفي الواقع، فإن أي شخص، في أي عمر، وفي أي بلد قد يصاب بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية.
ومن النتائج الأخرى الرئيسية للمسح أن ما يقرب من (73%) من أجابوا عليه يرون ضرورة إعطاء المزارعين قدر أقل من المضادات الحيوية للحيوانات المنتجة للغذاء، (57%) من أجابوا على المسح يشعرون بأنه يتعذر عليهم القيام بالكثير مما يمكنهم القيام بها لوقف مقاومة المضادات الحيوية، في حين يرى ما يقرب من (64%) من أجابوا على المسح أن الخبراء في مجال الطب سيحلون المشكلة قبل أن تشتد وخامة.
وفي مصر، ذكر (76%) من أجابوا على المسح أنهم قد تناولوا مضادات حيوية خلال الأشهر الستة الماضية، وقال 72% أن المضادات الحيوية قد وصفت أو قدمت لهم من خلال طبيب أو ممرضة، فيما يعتقد 55% ممن أجابوا على المسح خطأ أن عليهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية عند تحسن حالتهم، بدلا من استكمال دورة العلاج كاملة وفقا للتوجيهات. ويعتقد أكثر من ثلاثة أرباع (76%) من أجابوا على المسح خطأ انه يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد والانفلونزا، وسمع أقل من ربع (22%) من أجابوا على المسح عن مصطلح «مقاومة المضادات الحيوية» – وهي نسبة أقل من مثيلتها في أي من البلدان الأخرى التي شملها المسح.