كشفت دراسة علمية حديثة عن سبب انتشار الإصابة بالتليف الرئوي مجهول المصدر الذى يعتبر أحد مسببات الوفاة في صعيد مصر.



وقالت الدراسة إن المرض الصدري، الذى يُعد السبب الثاني الأكثر شيوعاً للقبول في أقسام الصدر بمستشفيات الصعيد، ناجم عن تعرض المُصابين لمستويات عالية جدًا من الغبار والجسيمات الدقيقة الناتجة عن المبيدات الزراعية، الحبوب والأعلاف الحيوانية، علاوة على تربية الحيوانات داخل المنازل.
يُعد مرض التليف الرئوي مجهول المصدر أحد مسببات الموت، إذ ينجم عنه فشل في أداء الرئتين، الأمر الذى قد يُسبب الوفاة، وأكدت الدراسة أن التوسع في صناعة الدواجن خلال الـ25 سنة الماضية –والتى توفر البروتين الحيواني للمصريين بنسبة 55 %- ساهم في رفع عدد المُصابين بمرض التليف الرئوي مجهول المصدر، بسبب استنشاقهم للهواء الملوث المُحمل بفضلات الحيوانات علاوة على طُرق التسويق المحلى غير الصحية والذبح في المنازل وافتقار المزارع الكبيرة لنظم الإنتاج الصحية وعدم اهتمام الفلاحين بالأمان البيولوجي.
لا تتعدى نسب الإصابة بالمرض في الخارج 6 حالات لكل 100 ألف شخص ويكون معظمهم من الرجال فوق الـ60 عاماً، أما في مصر؛ فقد تم الإبلاغ عن معدلات أعلى بكثير؛ لم يتم حسابها بدقة بعد بسبب عدم وفرة البيانات الحكومية، معظمهم من النساء اللائى تتراوح أعمارهم بين الثلاثين وحتى الأربعين عاماً، وهو الأمر الذى يجعل أنماط الإصابة بالمرض في مصر مختلفة كليًا عن الخارج بصورة يصفها الدكتور علاء رشاد» مُعد الدراسة والطبيب بمستشفيات جنوب الوادي الجامعية بالصعيد.
ويقول «رشاد» إن هناك العديد من العوامل التحريضية التى تُسبب الإصابة بالمرض الذى يفتك بأهالى صعيد مصر، تقع على رأسها الجزيئات الغبارية الناجمة عن تلوث الهواء بالمبيدات الزراعية ومخلفات حيوانات المنازل، ويُشير «راشد» إلى أن الدراسة شملت 568 مريضًا، بمعدل 191 من الذكور، 377 من الإناث، واستمرت لمدة خمس سنوات كاملة، واعتمدت على الفحوص الاكلينيكية للمرضى باستخدام الأشعة المقطعية عالية الكفاءة.

«السجلات الطبية غير وافية بسبب قلة المعلومات» يقول الدكتور «علاء رشاد» مشيرًا إلى ضعف الاهتمام الحكومي بالمرض قائلا: «يجب على الدولة القيام بمسح شامل يوفر بيانات علمية بأعداد المرضى وأماكن تواجدهم وطبيعة أعمالهم للوقوف على الطريق الصحيح للقضاء على التليف الرئوى مجهول المصدر».