· ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
· خلقت النار لاذابة القلوب القاسية.
· أبعد القلوب من الله القلب القاسي.
· اذا قسا القلب قحطت العين.
· قسوة القلب من أربعة أشياء اذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة. كما أن البدن اذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب, فكذلك القلب اذا مرض بالشهوات لم ينفع فيه المواعظ.
· من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته.
· القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.
· القلوب آنية الله في أرضه, فأحبها اليه أرقها وأصلبها وأصفاها.
· شغلوا قلوبهم بالدنيا, ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة ورجعت الى أصحابها بغرائب الحكم وطرف الفوائد.
· اذا غذي القلب بالتذكر, وسقي بالتفكّر, ونقي من الدغل, ورأى العجائب وألهم الحكمة.
· ليس كل من تحلى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من أهلها, بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى. وأما من قتل قلبه فأحيى الهوى, فالمعرفة والحكمة عارية على لسانه.
· خراب القلب من الزمن والغفلة, وعمارته من الخشية والذكر.
· اذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة بين أهل تلك الدعوة, واذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها تلك الموائد.
· الشوق الى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا.
· من وطّن قلبه عند ربه, سكن واستراح, من أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق.
· لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا الا كما يدخل الجمل في سم الابرة.
· اذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته, واستخلصه لعبادته, فشغل همه به, ولسانه بذكره, وجوارحه بخدمته.


[56] مرض القلب
القلب يمرض كما يمرض البدن, وشفاؤه في التوبة والحميّة, ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر, ويعرى كما يعرى الجسم, وزينته التقوى, ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن, وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والانابة والخدمة.
ايّاك والغفلة عمن جعل لحياتك أجلا ولأيامك وأنفاسك أمدا ومن كل سواه بد ولا بد لك منه.

[57] ترك الاختيار
من ترك الاختيار والتدبير في طلب زيادة دنيا أو جاه أو في خوف نقصان أو في التخلص من عدو, توكلا على الله وثقة بتدبيره له وحسن اختياره له, فألقى كنفه بين يديه, وسلم الأمر اليه, ورضي بما يقضيه له, استراح من الهموم والغموم والأحزان.
ومن أبى الا تدبيره لنفسه, وقع في النكد والنصب وسوء الحال والتعب, فلا عيش يصفو, ولا قلب يفرح, ولا عمل يزكو, ولا أمل يقوم, ولا راحة تدوم.
والله سبحانه سهّل لخلقه السبيل اليه وحجبهم عنه بالتدبير, فمن رضي بتدبير الله له, وسكن الى اختياره, وسلّم لحكمه, أزال ذلك الحجاب, فأفضى القلب الى ربه, واطمأن اليه وسكن.
[58] المتوكل لا يسأل غير الله ولا يرد على الله ولا يدخر مع الله
· من شغل بنفسه شغل عن غيره, ومن شغل بربه شغل عن نفسه.
· الاخلاص هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله.
· الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام.
· الناس في الدنيا معذّبون على قدر هممهم بها.
· للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها: ثلاثة سافلة, وثلاثة عالية.


فالسافلة: دنيا تتزين له, ونفس تحدثه, وعدو يوسوس له. فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول بها.
والثلاثة العالية: علم يتبين له, وعقل يرشده, واه يعبده. والقلوب جوّالة في هذه المواطن.


· اتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد, فان اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة وقصدا, وطول الأمل ينسي الآخرة, ويصد عن الاستعداد لها.
· لا يشم عبد رائحة الصدق ويداهن نفسه, أو يداهن غيره.
· اذا أراد الله بعبد خيرا جعله معترفا بذنبه, ممسكا عن ذنب غيره, جوّادا بما عنده, زاهدا فيما عند غيره, محتملا لأذى غيره, وان أراد به شرا عكس ذلك عليه.



· الهمّة العليّة لا تزال حائمة حول ثلاثة أشياء:


تعرف لصفة من الصفات العليا تزداد بمعرفتها محبة وارادة.
وملاحظة لمنة تزداد بتذكره توبة وخشية. فاذا تعلّقت الهمّة بسوى هذه الثلاثة جالت في أودية الوساوس والخطرات.

· من عشق الدنيا نظرت الى قدرها عند فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلّته. ومن أعرض عنها نظرت الى كبر قدره فخدمته وذلّت له.
· انما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادّة وسير الليل, فاذا حاد المسافر عن الطريق, ونام الليل كله, فمتى يصل الى مقصده؟

[65] عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها
علم لا يعمل به, وعمل لا اخلاص فيه ولا اقتداء, ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا, ولا يقدمه أمامه الى الآخرة, وقلب فارغ من محبة الله والشوق اليه والأنس به, وبدن معطل من طاعته وخدمته, ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب, وامتثال أوامره, ووقت معطل عن استدراك فارط, أو اغتنام بر وقربة, وفكر يجول فيما لا ينفع, وخدمة من لا تقربك خدمته الى الله, ولا تعود عليك بصلاح دنياك وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله, وهوأسير في قبضته, ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, سعي ضائع.


وأعظم هذه الاضاعات اضاعتان هما أصل كل اضاعة: اضاعة القلب واضاعة الوقت, فاضاعة القلب من ايثار الدنيا على الآخرة, واضاعة الوقت من طول الأمل, فاجتكع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل, والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء, والله المستعان.

العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها الى الله ليقضيها له ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والاعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات, ولكن اذا مات القلب لم يشعر بمعصيته.



اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بماعلمتنا أنك وحدك العليم ,,,اللهم آمين ,,,