حددت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء «ناسا» العملية التي يبدو أنها لعبت دورًا رئيسيًا في تحويل بيئة كوكب المريخ من دافئة رطبة داعمة للحياة، إلى أخرى قاحلة باردة.

وقالت الوكالة، في بيان تلقت «المصري اليوم» نسخة منه، إن مهمة استكشاف الغلاف الجوي للمريخ «مافن» كشفت أن الرياح الشمسية «جردت» الكوكب الأحمر من غازاته، وساهمت في تآكل الغلاف الجوي، إذ إن الرياح الشمسية تسببت في خسارة الكوكب كميات كبيرة من الغازات تُعادل 100 جرام في الثانية الواحدة، وهو ما أدى إلى فقدان الغلاف الجوي، ما ساهم في تغيير مناخ المريخ إلى الأبد.
تتكون الرياح الشمسية من مجموعة من الجسيمات، مثل البروتونات والإلكترونات، التي تتدفق من الشمس بسرعة تزيد على مليون ميل في الساعة الواحدة، تلك الجسميات كانت تتدفق في الماضي خلال الغلاف الجوي للمريخ، مولدة شحنات كهربائية قامت بتأيين جزيئات الغاز المكون للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، فهربت تلك الجزيئات إلى الفضاء الخارجي، بتسارع جعل المريخ يفقد غازاته في الفضاء.
كثافة الغلاف الجوي للمريخ أقل بـ99% من نظيره على الأرض، ما يعني أن الكوكب لا يستطيع الاحتفاظ بدرجات الحرارة، وهو ما ساهم في برودة الطقس على سطح الكوكب الأحمر، إلا أن الوضع لم يكن كذلك قبل 3.5 مليار سنة.
وقالت الدراسة، التي نُشرت اليوم في مجلة الأبحاث الجيوفيزيقية، إن الرياح الشمسية والأشعة فوق البنفسجية ساهمت في تأيين غازات الكوكب –أى إكسابها شًحنة كهربائية مكنتها من الهروب- في ثلاثة أماكن مختلفة؛ منطقتي القطبين، وذيل الكوكب، الذي هرب منه نحو 75 % من إجمالى الغازات الهاربة من الغلاف الجوي للمريخ، وقال الباحثون إن تلك المناطق تحمل ملامح تُشير إلى وجود مياه وفيرة على سطحها، مثل الوديان المنحوتة من الأنهار والرواسب المعدنية، والتى لا يمكن أن تتشكل إلا في حالة وجود مياه سائلة على سطح المريخ.
في الماضي، كان طقس المريخ دافئا بما يكفي لدعم الماء السائل، وهو أحد العناصر الرئيسية لدعم الحياة، على عكس جو الكوكب الأحمر الآن، والذي لا يمكنه دعم أي مظاهر للحياة، حسب «جون جرونسفيلد» رائد الفضاء المخضرم والمدير المساعد لبعثة ناسا للعلوم في واشنطن، والذي يؤكد أن الاكتشاف الجديد سيساهم في كشف غموض ديناميات وتطور الأغلفة الجوية للكواكب المختلفة.