بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21}الروم 21
وقال تعالي ايضا:
{ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ { 72 }النحل 72
بهذه الايات الكريمة أبدأ بعون الله وتوفيقه في الولوج في احد المواضيع المهمة والتي تمس كل المسلمين وكل البيوت وكل الاسر وبالتالي كل المجتمع وأخيرا كل الامة الاسلامية
وعامتا كل البشرية ...
وهذا الموضوع هو الزواج بأدق تفاصيله من بداية الخطبة حتي انجاب الذرية ...فأن كان الزواج طيبا وناجحا اثمر علي ذرية صالحة ، في سلوكها وفي تقوتها وفي ارتباطها بالله سبحانه وتعالي وبالتالي نعرف ماعلينا وما لنا من حقوق وواجبات
حتي يتسني لنا بعدها في ان نقرر في من اجاد الزواج وأحترمه وقدر قدسيته وعمل علي إنجاحه وربح في هذه الدنيا زوجا وزوجه وربح ايضاً ذرية صالحة تكون بذرة طيبة وإضافة قوية لدعم المجتمع ....
او في من لم يجيد الزواج ولا احترام هذا الرابط المقدس ، سوي في الاسلام او في اي شريعة أخري ، فنتج عن ذلك استهتار للقيم والتي من أجلها جعل الله سبحانه وتعالي الزواج لعمارة الارض
بالصالحين وليس بعمارتها بالاشقياء والايتمام....
أحيانا اليتيم ليس من فقد الاب او الام بالموت ... فهذا نوع من اليتم مقبول ومعروف ولا إعتراض عليه لانه من نتاج سنة الله في خلقه وهي الحياة والموت وبالتالي الرضي والقبول به ، يعتبر من الاساسيات التي يجب ان تتوفر في المؤمن ...
اما اليتم الاخر وهو ليس بوفاة لا الاب ولا الام بالموت ...
بل بما هو اشنع وهو الطلاق والفراق وتشتت الأسر ..
فاليتيم بالموت يعرف مسبقا انه يتميم وبالتالي يحصن نفسه ويبني مستقبله علي اساس متين متاكد منه...وهو الاعتماد علي النفس بدل ان يعتمد علي من فقد سوي الاب او الام ...
اما اليتيم بالطلاق والفراق بين الاب والام ...تراه دائما قلقاً شارد الذهن متبلد في التفكير ، تعصف به امواج الدنيا والحياة يمينا وشمالاً ....فلا يستطيع ان يقرر في هل يحب اباه الذي ساهم في تشرده ويستمر في طاعته ...؟
اما يحب امه ويستمر في بِرها والتي ساهمت بطريقة ما في حرمانه من الحياة الطبيعية المثالية والاسرة المليئة بدفء الترابط والتحابب ....؟
من هنا اخوتي الكرام يصل الابن او البنت في مرحلة من المراحل ان يُغضب الله تعالي ...فكيف يكون ذلك ....؟
يكون ببساطة انه انحاز لطرف دون غيره من الاخر ...
فالبنت عادتا تنحاز لأمها وتكره اباها ، الذي ساهم في تشتت الاسرة ...حتي وإن كانت امها هي السبب في إحداث المشاكل وعدم فهم الحقوق والواجبات المترتبة عليها تجاه زوجها ...فتستحي ان تتكلم فيها او تحاول حتي نقاشها ...فتفضل الطلاق والانفصال وتشرد الابناء علي ذكرها والعمل علي إصلاحها ....
والابن من ناحية اخري يميل الي ابيه ، لانه رجل وذو مطالب معضمها مادي بحت ، فلا يجد الا ابيه ، فيبادر بالالتصا ق بأبيه وترك امه ، وهنا تكمن الخطورة وهي إغضاب الله سبحان وتعالي ورفض ما جاء به من آيات كريمة تُفرض طاعة الوالدين فقال تعالي:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {24} رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا {25} الاسراء23 ، 24 ، 25
فينسي هذا الابن وهذه البنت هذه اللآيات الكريمة ، فيبدأ الكُره والحقد علي من كان السبب في حياتهما ، فالبنت تكره والدها
والابن يكره والدته ، ويبذل كل طرف جهده في تنصيب نفسه محاميا وقانونيا ومُشرع للطرف الذي يميل اليه ...
فنجد البنت تُنصب نفسها محامية لتدافع عن امها ضد أبيها
فتصل بها احيانا لمرحلة الاهانات الشخصية وعدم احترام من اوصي الله بطاعته ...
لهذه الاسباب والكوارث اردت ان اتكلم عن موضوع الاسرة
وشرح بالتفصيل اساسيات تكوين الاسرة وتبيان كل المعوقات والمشاكل والتي من شأنها ان تكون السبب الرئيسي في إفساد الزواج ( النكاح ) ....فقبل ان نطرح المشاكل ونسعي لحلها
اردت ان نتعلم اولا حقوق وواجبات كل من الطرفين الزوجة والزوج ونعلمهما كيف يتعايشان ويعلمان حدود علاقتهما مع بعض طبقا لما قرره الله سبحانه وتعالي وما جاء به الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، في تفاصيل الزواج بدء من الخطبة حتي وصل للمعاشرة الزوجية الخاصة ...
فذكر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم هذه الامور ، هي من شانها ان نقف امامها قليلاً ، ولا نخجل ولانستحي من تعلمها
ومعرفتها والعمل بها ....
لأنها لم تأتي إعتباطاً او من نافلة القول ان يتكلم فيها ويشرحها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، ويحرص علي ايضاحها
الا لمعرفته بان المدخل لأنشاء أسرة طيبة لابد من تتعلم كيف يتعايش الزوج مع زوجته وكيف تكون المودة والرحمة بينهما ..
فعليلاً وليس قولاً فقط ...فشرح ووضح وبين كل شيء ..
فكيف نأتي نحن ونتحجج بالصلاح والتقوة ولا نعرفها ولانسأل عنها إن جهلنا كنهتها أو فائدتها ....؟
فبأمكان كل الناس في اوقات فراغهم ان يزوروا قاعات المحاكم ليروا بأم أعينهم أسباب الطلاق والانفصال ...ماهي ...؟
فرأيي الشخصي ، كما يزور الأنسان المستشفيات ليري بأم عينه المرضي سوي بالحوادث او بامراض سريرية اخري ...
ليتعلم وليعرف ان نعمة الصحة مهمة وواجبه المحافظة عليها
لأنه رأي المريض كيف يتألم ويتأوه من شدة الألم ...
كذلك قاعات المحاكم يري كيف ان مشاكل الانفصال والطلاق بين الازواج ....وكيف ان الابناء ملتصق كل طرف بالطرف الاخر
وينظرون الي بعضهم نظرت عداء .....ويتمني كل طرف ان يخسر الطرف الاخر القضية ولا يربحها ....
أليس هذا من شأنه إغضاب الله سبحانه وتعالي ....؟
فقبل كل شيء اخوتي الكرام ، وجب علينا ان نحاول مرة اخري في اصلاح ذات البين بين الازواج الذي دخلوا هذا المعترك ...
من ناحية ، ومن ناحيةاخري اعطاء فرصة للذين يطمحون لتكوين اسرة جديدة ، سوي البنت او الشاب ...
وذلك لمعرفة ماعليهم وما لهم ، حتي يتبينوا عندها نوع المشاكل وكيفية حلها والعمل علي إذلالها ......
لذلك إخوتي الكرام سنعرف بأذن الله في هذا الموضوع والذي جعلته علي اجزاء كل مايختص بالزواج اي النكاح ...
سوي من بداياته او وسطه او ختامه بتكوين اسرة وأبناء.. .
وسنتعرض بالتفصيل لكل مايحتاجه الزوج او الزوجة من معرفة
شرعية لكيفية التعامل في حياتهما سوي العامة او الخاصة ..
فجهل معضم الازواج سوي المرأة او الرجل لحقوق وواجبات كل طرف ادي للاسف الشديد ، إلي أزدحام قاعات المحاكم بقضايا ..
طلاق وإنفصال ....وإذلال للاب وللام وللأبناء ...
وكان السبب فيها امور لو تمت معالجتها من بداياتها لما حصل ذلك فنبدأ بتتبع الخطوات الاولي التمهيدية في تكوين الاسرة المثالي الصحيح ،
كما علمّنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم......

وقد استعنت بالله اولا وببعض اهل العلم في هذا المجال
من كتب السيرة النبوية وسيرة زوجاته صلي الله عليه وسلم وكتب فقه المرأة المسلمة وشروحات لعلمائنا الافاضل في مجال الاسرة فأن وفقت في ما أصبوا إليه من توضيح وتبيان هذا الامر فمن تيسير الله لي ذلك ، وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ،
والله ورسوله برئ مما قلت ومما كتبت ...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي أشرف مخلوقات الله
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
الزواج
والزواج كما عرّفه المشرع هو:
عقد بين الرجل و المرأة يُبيح استمتاع كل
منهما بالآخر،بالاضافة لأهمية هذاالعقد مال للطرفين من حقوق و واجبات، ماله وماعليه، والقصد من الزواج هو حفظ النوع الانسان من الانقراض والعمل على استمراريته......
اما حكمته فهي :
اي الاصل فى الزواج انه مندوبُ اليه؟، فهو سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وسنة الانبياء قبله وتأكيد على ذلك فى قوله تعالى :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الرعد 38
وايضاً فى قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {50} الاحزاب أية 50
وايضاً فى قوله تعالى :(فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء } النساء أية 3
وقد خص النبى (صلى الله عليه وسلم)على النكاح وندب اليه، فقد جاء فى صحيح السنة :
(يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه؟ بالصوم فإنه له وجاء؟) رواه البخارى
وقد جاء قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) هذا...
رداً على مجموعة من الصحابة والذين إنقطعوا العبادة ، وتركوا الزواج ، فقال ما قال ، وذلك ليصحح لهم الامر ويبينه ان الزواج أفضل من التفرغ للعبادة ...
فهذا هو اخوتى الكرام
الاصل فى الزواج او النكاح لعامة الناس قد يصل الى ان يصبح الزواج واجباً ، وذلك إذا كان قادراً على تكاليفة ويخشى بتركه الوقوع فى الزناء و المراذل ...
وقد يصبح عندة فى حقه حراماً، وذلك إذا ترتب عليه الضرر بالمرأة ، مثل :
1)عدم الانفاق عليها
2)الانفاق عليها من حرام
3)او ضربها والاساءة اليها من غير سبب
فى هذه الحالة يترك الرجل الزواج إن كان لا يخشى على نفسه من الوقوع فى الزنا ،
وقد يصبح مباحاً لمن كان لايولد ،اى لايستطيع الانجاب ،اى العقيم بعيب....
وقد قال العلماء وجب على احد الزوجين إن أكتشف علته ، على انه لا يجب الا يخبر الطرف الثانى قبل الزواج ،وصحبتهم؟
فى ذلك ، ترك الامر لله لعل الله يرزقهم بعد الزواج، فكم من حالات يعرف الرجل انه عقيم ومع ذلك تزوج ، فنصحه الاطباء بالعلاج بعد الزواج ، فتمت معالجته وانجب بعد ذلك ،..
فرأى العلماء الا يقطع احد الطرفين الامل فى الله وقد يكون الزواج مباحاً ايضاً من لا يولد له ولا إرب ( رغبة ) له في النساء ، مثال علي ذلك :
الشيخ الكبير في السن ، أو المريض ....
وقد يكون مكروها ،...
وذلك في من لايشتهي النساء ، ولا يرجوا نسلاً ،ويعرف أنه إذا تزوج سينقطع عن عبادة أعتاد عليها ، من صيام أو حج ، أو طلب علم ، او جهاد ....الي اخره ...
والمرأة في ذلك كالرجل ، قد يكون النكاح في حقها ....
( 1 ) واجباً ،...
إذا خافت الزنا ، بتركه ، وهي قادرة علي القيام بحق الزواج ...
( 2 ) وقد يكون حراماً في حقها...
، إذا لم تخشي الزناء ، وبأنها ليست متاكدة في أنها لاتضمن عدم وقوعها في الزنا ، وعلمت في نفسها أنها لاتستطيع القيام بحق الزوج ...
ونأتي اخوتي لحكمة مشروعية الزواج
أي الحكمة من تشريع النكاح وهي :
( 1 ) فالغرض الاصلي والحكم الاول من مشروعية النكاح ، هو التناسل ، والتكاثر ، وبقاء النوع الانساني ، في بناء منتظم تكون أساسياته هو الاسرة ، وحفظ الانساب ، حيث يعرف كل واحد حقوقه وواجباته ، فينشأ من ذلك المجتمع الصالح ..
( 2 ) قضاء الشهوة علي وجه شرعي ومشروع ، وذلك ليرغب كل من كان سوي طائعاً لله أو عاصي له ...
فالطائع يتزوج ليعمر الكون بعبادة الله ..
والعاصي يتزوج لقضاء شهوة ، أيضاً علي وجه مشروع مُقنن مرتبط بقانون الزواج ، وبذلك يمتنع عن قضاء شهوته بطرق غير مشروعة ، مثل الزنا...
ولا شك في ان الزواج له مصالح اخري مهمة ، منها الاستقرار النفسي والعاطفي لكل من الطرفين الرجل والمرأة ...ويكون ذلك بالنكاح الشرعي بينهما ، والذي يحتوي علي رباط الزواج المقدس ، فينشأ عنه المودة والرحمة والالفة والحب وشفقه وتعاون .....مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالي :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} الروم 21 ......
شروط النكاح ( الزواج )
ونأتي لشروط النكاح أو الزواج ليتحقق المراد منه بين الرجل
( الزوج ) والمراة ( الزوجة ) فاول هذه الشروط هي :
( 1 ) الكفاءة
والكفاءة هي معناها اللغوي ، المماثلة والمقاربة ...
وهذه تعبتر من ضمن الشروط الواجب توفرها للطرفين والغرض منها هو لخدمة النكاح الشرعي ( الزواج ) ، والمفترض ان لا يُبخس حقها أي لايهتم بها ....
فأهميتها تكمن في معرفة كل طرف بظروف الطرف الاخر من جميع النواحي ، اما عدم الاهتمام بها سيسبب العديد من المشاكل قد تُفسد الزواج بل وتنهيه في اسوء صورة ، وهذه الكفاءة ، كما قلنا انها المماثلة والمقاربة في النكاح وهي:
مماثلة الخاطب للمرأة المخطوبة في
( 1 ) التدين
( 2 ) السلامة من العيوب
( 3 ) الامراض البدنية
وهذه يوجد فيها خيار للطرفين إمّا القبول أو الرفض ....
والدليل علي وجوب مراعاة الكفاءة في الزواج ، قوله تعالي :
{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {26}.النور 26
والمعني أن الزاني غير كفؤ للعفيفة ، ولا تليق به ، فالتي تكافئه الا الخبيثة مثله او الزانية ، أو أخس ( أحط قدراً ) ...
وهي المشركة ، وقد جاء هذا الامر علي سبيل التنفير والتوبيخ ....وفي السُنة المطهرة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث اي حاتم المُزني قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
إذا جاءكم من ترضون دينه ، وخُلقه فانكحوة ، الا تفعلوا ، تكن فتنة في الارض وفساد ، قالوا يارسول الله :
وإن كان فيه ....؟
قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فانكحوه ...
( ثلا ثة مرات ) ..( رواه الترمذي) ...

وفي حديث السيدة الفاضلة عائشة
( رضي الله عنها ) أنها قالت: أن فتاة دخلت عليها ، فقالت :
إن أبي زوّجني إبن أخيه ليرفع به خِسته ،وأنا كارهة ، فقالت لها:
اجلسي حتي يأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم ....
وهنا لمحة اود ان اقولها وهي انها قالت لها اجلسي حتي يأتي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ليجيبك ...
ولم تقل لها انا لها هاتي ماعندك وأنا اجيبك ..كما يحدث عندنا في عصرنا هذا الكل يفتي والكل يلوك كلمات قال الله وقال الرسول وهو لايعرف حتي كيف يزيل جنابته وهو في الصحراء .....
علي كل حال ، فلما جاء الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فاخبرته ، فأرسل إلي أبيها ، فدعاه ، فجعل الامر إليها ،
( اي خيرها في الزواج من الرجل او رفضة ) ...فقالت هذه الفتاة

يارسول الله قد أجزت ماصنع ابي ، ولكن أردت ان أعلم النساء من الامر شيء (رواه النسائي )
ونلاحظ اخوتي الاحباء أن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، قد خيرها في ان تقبل او ترفض ، ولم يجبرها لفعل امر لاتريده ...حتي وإن كان رسول ونبي مُرسل ....
هنا اخوتي نقول للذين يتشدقون ليلاً نهاراً بالصراخ بأسم حرية المرأة ، ودفعها في مجالات تكون سلعة للذي يدفع ..
.فأول مايطالبون به لها هو التعري ...
ليس حُبا فيها وتقديرها وإضفاء الحيا عليها ، بل ليستمتع هو بمفاتنها ...فلوا أصرت علي الستر والحجاب الشرعي لحاربها ايما حرب لأنها منعته من النظر لما لا يحق له النظر إليه .......بالاضافة لتحسيسها بطرق خسيسة بأنها مظلومة ومقهورة والاسلام يسوق فيها كما تُساق الانعام...
ولكنهم جهلوا الاسلام علي حقيقته والحبيب صلي الله عليه وسلم علي تشريعه وتقديره للمرأة ،...
فعندما جاءته هذه المرأة تطالب في حقها من أن أبيها فرض عليها زوجا لا تكافئه في الاخلاق ، ولكنه ذو مقام رفيع في القبيلةفأراد أبيها ، ان يصاهره ليرفع به خسته
فقال لها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم لها انت معك حق فأن اردتي فأتركي مافعل ابوك ولاتتزوجي من الرجل الذي اختاره لك ، وأن أردتي البقاء فأنت حُرة ....
اخوتي فلم يقل لها ويجبرها علي فعل لاتريده مع انه نبي مُرسل ..بل خيّرها ...
حتي إن كان قرار فيه ظلم من الوالدين أنفسهم ...
من هنا نفهم ان الاسلام جعل لها شخصية مستقلة ، في حدود ماتراه مناسب لها ...
فهل آن الاوان للمتشدقين بأسم حرية المرأة ان يدركوا ان الاسلام اعطي للمرأة الكثير من الكرامة والكثير من الحقوق ومنها حرية الاختيار والفعل ماتشاء تحت ضوابط شرعية .....؟
ولكن لايُفهم من كلامي هذا ان تعصي البنت كل قرارات والديها وتضرب بهم عرض الحائط وتفعل ماتريد ... ابداً
، فهي التي شُرفت بتكريمها في حق القبول او الرفض ، فالمرأة السالفة الذكر ، عندما إشتكت للفاضلة عائشة ( رضي الله عنها ) بعد أن عرفت أن لها الخيار في القبول او الرفض
قالت: بل اقبل مافعل ابي ...ولكني اردت ان أعلم النساء ....
وعن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )انه قال :
لاتكرهوا فتياتكم علي الذميم ، فأنهم يُحببن من ذلك ماتحبون

اما الصفات التي تتطلب الكفاءة
فهي ان يكون الزوج كفؤاً ومماثلاً للمرأة في :
( 1 ) الدين
والمراد بالدين ، هو الاسلام مع السلامة من الفسق ...ولايُشترط مساواتة لها في الصلاح ....
والمعني المساواة في الدين ....اي الاثنين دينهما هو الاسلام ، ولايُشترط تساوي الصلاح فيما بينهم ....فكل واحد بدرجةالصلاح عنده ...
فالمهم هو الخلو من الفِسق ، فالفاسق ليس كفؤاً للمتدينة الصالحة فلا تتزوج مسلمة من كافر ولا عفيفة من فاجر .....
والمراد بالفاسق :
هو المرتكب لكبيرة من المعاصي ، أُعلمت مجاهرته للمعاصي ، مثل تارك الصلاة ، أو الزكاة أو شارب الخمر، او الزاني ، أو المقامر ، والذي كسبه من حرام ، ومن كان كثير الحلف بالطلاق

لان الغالب علي أمره أنه كثير الحنث وعدم اللامبالات ...
والدليل علي اعتداد الدين وأهتمامه بالكفاءة في الدين ، قوله تعالي:
(وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ.) النور26
وأيضا قوله تعلي :
(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ)السجدة18
فكيف يتم العمل بهذه والنقطة وتأكيدها...
نقول هذا من واجب الاباء وأولياء الامور:
فلايجوز للأب ان يزوج إبنته من فاسق
،سكير ، ولا لتارك صلاة ،ولا من يطعمها من مال حرام ، ولا لمن يكثر الحلف بالطلاق....

لأن ذلك يؤدي إلي تشتيت الاسرة وفِراقهما لبعض ، أو البقاء معها بالحرام....
ولاينبغي في هذه الحالة لأهل الاصلاح والخير حضور مثل هذه العقود...
فأن حدث ووقع الامر بطريقة ما وتم الزواج ...نأتي هنا للزوجة نفسها ونسئلها إن لم تكن راضية ، وأُجبرت علي ذلك ، فمن حقها هنا ان ترفع أمرها الي القاضي ليخلصها منه....
فيجب علي القاضي أو الحكم فسخ النكاح ، بشرط إن كان الزوج فاسقاً بيّن الفُسق (أي معروف بفسقه ) ويخاف علي الزوجة منه
وذلك لحق الله سبحانه وتعالي،حفاظا علي النفوس ، فأذا كان فاسقاً فقد قيل عنه أن النكاح فاسد ، ويجب فسخه ،قبل الدخول وبعده ..وقيل النكاح صحيح....
فقد إتفق العلماء علي قاعدة صحيحة:
مخالطة الفاسق ممنوعة ،
وهجره واجب شرعي،
ناهيك بما يحدثه الزوج الفاسق من ضرر علي الزوجة والاولاد ، بتأثيره السيئ علي سلوكهم ، وما قد ينقله لهم من امراض معدية.....
( 2 )السلامة من العيوب
والسلامة من العيوب ، فهي توجب الاختيار لأحد الزوجين وهي تقريباً ثلاثة عشر عيباً ..
أربعة عيوب مشتركة بين الزوج والزوجة وهي
الجنون والجذام والبرص والعضيظة ...
وأربعة عيوب خاصة بالرجال هي:
الجّب ،الخِصاء ، والاعتراض ، والعُنّة ...
وخمسة عيوب خاصة بالمرأة وهي :
الرتق ، والقرن ، والعفل ، والأفضاء ، والبخر .....
اخوتي الكرام لنعرف مامعني هذه الاسماء:
العذيطة
هي خروج الغائط عند الجماع
الجّبُ
هي قطع الذكر مع الانثيين
والخِصاء
هي سل وقطع الخصيتين
والعُنة
هي صِغر حجم الذكر جداً
والقرن
شيء مثل العظم يبرز في فرج المرأة
والرتق
إنسداد المهبل
والعفل
لحم يبرز في فرج المرأة
والافظاء
إختلاط مجري البول مع المهبل
فهذه العيوب التي قد تُلحق الضرر بين الزوجين ولاتحصل بينهما المعاشرة الشرعية الصحيحة ، والمبنية علي المودة والرحمة والحب ، فأذا وجد هذه العيوب عند الزوج أو الزوجة ، يظهر التنافر بينهم حتي وإن لم يجاهر طرف للطرف الاخر بما يحس

اي المقصد الشرعي والذي هو تواد وتراحم وحب وأُلفة ، تكون ناقصة وأحيانا معدومة في وجود هذه العيوب ..لأنه حصل تنافر وإشمئزار ...ويغلب علي الطرفين في هذه الحالة هي المجاملة والنفاق لبعضهم بعض ، ...وبهذه الطريقة لايحصل النكاح الشرعي وبناءالاسرة ...
أما الصفات التي لايُعتد بها في الكفاءة
هي الكفاءة بالنسب ، الغني ، ولا المهنة ، أو الحرفة ...
فالافريقي الاسود كفؤ للاوربية ، والاسيوي كفؤ للامريكية ،والعجمي كفؤ للعربية والعامل والفلاح كفؤ للموظفة ..
فقد قال تعالي:



{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {71}التوبة 71

وقال تعالي:
{12} يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} الحجرات13

وحديث حبينبا صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع عندما قال:
إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبية الجاهلية ...( فخرها ) وفخرها بالاباء ، مؤمن تقي ، وفاجراً شقي ، أنتم بنو آدم ..وآدم من تراب....( من سُنن ابو داود )...
وقال أيضاً لبني بياضة :
يابني بياضة ..أنكحوا أباهند وأنكحوا إليه ....( ابوداود )
وكان ابو هند وأسمه يسار ، ومهنته حجّام ، حيث كان يُعرف بين الناس بأحتقار مهنة الحجّام ...
وقد زوج النبي صلي الله عليه وسلم ، فاطمة بنت قيس الفهرية ، من اسامة بن زيد ..مولاه ، وزوج بلال بن رباح من هالة أخت عبد الرحمن بن عوف ....
وزوج أبوحذيفة بنت اخيه الوليد بن عتبة من مولاه سالم ....
عدم الاعتداد بالسن في الكفاءة
فلم يعتد العلماء بالسن في الكفاءة بين الزوجين وهي فارق السن ، فالصغير كُفء للكبيرة ، والكبيرة كفؤه للصغير ، والصغيرة كفؤه للكبير ....فقد تزوج الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) وعمره خمسة وعشرون سنة وهي اربعين سنة ،.....
وتزوج عائشة ( رضي الله عنها ) ودخل بها وعمرها تسعة سنوات
ملاحظة :
الا ان فارق السن ينبغي ان يكون عن علم ورضا الزوجين ولاينبغي كتمه والتغرير به وقد قال العلماء:
يرُد النكاح في هذه الحالات ويتم التفريق بين الزوجين إذا حدث أن غُرر باحد الزوجين ....
التنازل عن شروط الكفاء :
ولازم في العقود وإستمراره ليس شرطاً لصحته، وعليه فيجوز للمرأة إذا كانت هي صاحبة الحقّ في الكفاءة ان تتنازل عن حقها وترضي بالشخص الغير الكفؤ ...
مثال علي ذلك:
اذا كان في الزوج عيب من العيوب البدنية والمتقدم ذكرها ورضيت به ، وأسقطت حقها ....وكانت ثيباً وليست بكراً ، فليس لوليها الاعتراض علي رأيها ...
امّا اذا كان الحق في الكفاءة مشتركاً بين الزوجين والولي ، مثل زواج المرأة بفاسق ، فلابد من رضاء الولي والزوجة معاً ...
ولايكفي رضي الزوجة فقط وحدها ....لان زوجها من فاسق يلحق المعرّة بالولي نفسه ...
مثال علي ذلك :
لو رضيت الزوجة ووليها مثل زواج امرأة من فاسق يُخاف عليها منه ، فأنه يجب علي القاضي رد النكاح وذلك لحق الله تعالي حفاظاً علي النفوس .....
حق الام في إختيار الزوج لأبنتها....
هنا في هذه الحالة يحق للام الاعتراض علي الاب اذا اراد تزويج ابنته الموسرة ( الغنية والتي تملك المال ) والمرغوب فيها لمن هو اقل منها ، لفقره ، أو عيب في بدنه ....وتعترض الامر كذلك اذا اراد تزويج ابنته لرجل من بلد أخر ، بعيدا عن الام ...
في هذه الحالة لها الحق ان تشكوه الي القاضي لينظر فيما اراد الاب وفيما ارادت الام وايهما علي حق ....
الوقت التي تراعي فيه الكفاءة
والكفاءة المعتمد والمعترف بها شرعاً ،....
هي ماعليه حال الزوج وقت العقد لا بعده
( اي كفاءة الزوج قبل العقد ) ...

فأذا كان الزوج وقت العقد لاعيب فيه ...وبعد ذلك اصبح فاسقاً ، أو أصابه مرض ....
في هذه الحالة يوجب الخيار ، فليس للزوجة او وليها رد النكاح ، وإنما للزوجة حق رفع الدعوة للضرر الذي اصابها ، ليحكم القاضي لها بالطلاق ، بشرط اذا ثبُت الضرر ....
وإذا تقدم كفؤاًن للمرأة لخطبتها والزواج منها ، فأراد وليها كفؤ وارادت هي كفؤاً اخر ...هنا في هذه الحالة كان الكفؤ الذي اختارته هي أولي بأن يتزوجها ...لانه قريب لدوام العِشرة بينهما

ومن هنا اخوتي الكرام نفهم من شرعنا الحكيم وديننا القويم ...
أن للمرأة حق في أن لاتُجبر علي امر أو شيء لا ترضاه ...
فأعطاها الحق في الرضي والقبول في كل شيء او رفضه ..
اخوتي الكرام
نتوقف قليلاً في هذه النقطة المهمة والتي تعتبر من اهم النقاط في الزواج والبناء وهي الكفاءة وصفاتها وبعد ان تم توضيحها وشرحها ..ندخل بأذن الله تعالي في النقطة الرئيسية والمهمة ايضا في بداية بناء الاسرة والزواج وهي الخطبة ...

الخِطبة
فنعرّف الخطبة اولا ومن ثم ندخل في محاولة لفهمها وفهم مايترتب عليه الاخذ بها او تركها ...
وهى تقدم الرجل أو وكيله الى المرأة ،أو وليها طالباً الزواج منها،
وهى مندوبة إليه ،لانها الوسيلة التى يتم بها التعرف كل من الزوجين على الأخر فإنه النكاح من العقود المهمة والخطرة والتى لها شأن فى حياة الناس .....
،وفى نظر الاسلام ، لأنه عقد يقصد به الإرتباط الدائم مدى الحياة ، ولذلك كان أولى من غيره من العقود بالتحضير له والتمهيد بالخطبة ....
،والتي تتيح لكل الاطراف للتعرف على صفات الطرف الاخر في الخِلقة والخُلق و العادات والطبائع ، حتى يتم بناء هذا العقد المهم بصورة صحيحة شرعية ومقبولة ......
مندوبات الخطبة
ينُذب لمن توجهت رغبته الى الزواج في عمل مايلي:
( 1 ) أن يتشاور أهل الفضل والخير ،ويطلب منهم أن يشيروا عليه بزوجة صالحة تعينه على دينه ،وتسعده فى ديناه، وكذلك يُنذب للمرأة إن رغبت بالزواج ان تستشير من تثق به فى دينه وفضله وتطلب منه أن يشير عليها بالزواج الصالح ،....
ففى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
عندم جاءه معاوية بن ابي سفيان وابا جهم خطباني فقال:
اما أبو جهم فلايضع العصا عن عاتقه ،وأما معاوية فصعلوك ، لامال له ، أنكحي اسامة بن زيد.....رواه مُسلم

ويجب على من أستشير فى شئ من ذلك أن يخبر بما يعرف من الخير أو الشر اقتداء بما قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس وهذا لان لا يعد من الغيبة المحرمة لانه من النصح للمسلمين ..........
عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها رغبة فى إصلاحه ،ففي الصحيح :
جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تعرض نفسها ،فقالت : يارسول الله ، ألك بي حاجة ، فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها ، واسوأتاه واسوأتاه ،قال أنس :

هى خير منك ،رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها .....رواه البخاري
وكذلك يعرض الرجل ابنته وأخته على أهل الخير ففي الصحيح ان عمر بعدما تأيمت إبنته حفصة من خنيس بن حُذافة السهمي قال: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة ، فقال: سأنظر في أمري ،فلبث ليالي ثم لقيني ، فقال: قد بدأ لي ان لا أتزوج في يومي هذا ،قال: عمر : فلقيت ابوبكر الصديق ، فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ،فصمت ابو بكر، فلم يرجع إلى شيئا ، وكنت أوجد عليه من على عثمان ، فلبثت ليالي ،ثم خطبها رسول الله صلى عليه وسلم فأكحتها إياه فلقيني أبو بكر ، فقال: لقد وجدت ققلت نعم ، قال ابو بكر: فإنه لم يمنعني ان ارجع إليك فبما عرضت علىّ إلا اني كنت قد علمت رسول الله عليه وسلم قد ذكرها فلم اكن الأ فشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها ....رواه بخاري
( 2 ) يُنذب ، يطلب الخاطب فى المرأة أول مايطلب الدين و لابأس ان يراعي باقى الاوصاف الاخرى التي تُنكح من أجلها المرأة ...
ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان قال:

تُنكح المرأة لأربع ، مالها ولحّسبِها،ولجمالها ولدينها فإن لم تجد فأظفر بذات الدين تربت يداك ....رواه بخاري
فنلاحظ اخوتي الكرام من هذا الحديث الشريف اان فيه اخبار لاهواء الناس ورغابتهم ، ففي العادة يسعى الناس امام المال والجمال والحسب والنسب واخر مايهتمون بيه هو الدين.
فأراد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، إرشادهم الي أن آخر مطلبهم وهو الدين ، فمن هنا يجب ان يكون اول مطلبهم هو الدين وليس اخر ما يطلبون وما يشترطون علي الخاطب ....
فقال: فأغظفر بذات الدين تَرِبتْ يداك .....
اما من ناحية الجمال ، فلا شك في انه مهم ، وليس رئيسياً ،...
وتأتي اهميته ، لان جمال المرأة اعون ( يعين ) علي إحصان الزوج وغض بصره عن غيرها ...
وأيضا لوجود الحسب والنسب ، والاصل أيضاً مهم...لانه يعين علي فعل الخير ، ومساعدت الناس .....
ولكن يجب ان لاتكون هذه الصفات علي حساب الدين والتقوي ، فان كانت كذلك ....فلاخير في الجمال ولا الحسب والنسب ولا المال ...فالمفترض ان يكون أن تطلب المرأة ووليها صاحب الدين وتجعله الشرط الاساسي ومن ثُم المال والحسب والنسب...
والعلة في إختيار الدين إخوتي الكرام
هو الصلاح والتقوي وبناء اسرة سليمة وإحفاد ،فيحصد الانسان ماحرثه الا مازرع ، أن زرع الدين ، وجد الصلاح وإن زرع الجاه والمال والجمال ،حصد الفتنة والفساد ،.....
ما لم يكن مقرونا بالدين ...
( 3 ) يُندب نكاح المرأة البكر ...
فقد حض النبي صلي الله عليه وسلم ، علي نكاح الابكار ، فقد ورد في بعض الاثار ،....
اأنهُن أطيب أفواها وأنتق أرحاما ( انظف ) وأطيب اخلاقاً .....بالنسة للاخلاق لايعني ان من غير البكر هي ليست لها اخلاق ...فليس هذا المقصود ، فالمقصود هو ان البكر تتربي علي سلوك الرجل فقد اتته من بيت ابيها متخلقة بأخلاق اهلها ، وحينما تصل الي بيت زوجها تكون مهيئة للتعلم في شيء

فمن هنا قال وأطيب اخلاقاً ...
ففي الصحيح من حديث جابر انه قال:
تزوجت إمراة علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، فلقيني الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ، فقال : أبكر أم ثيب.....؟

فقلت : ثيب يارسول الله ، فقال :
هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ، قلت:
كُن لي إخوات ، وخشيت ان تدخل بيني وبينهم ، قال فذاك اذاً
( أي معك حق في مافعلت ، من أنك تزوجت ثيب ) ...رواه مسلم
وقال أيضاً :
تزوجوا الودود الولود ، فأني مُكاثر بكم الامم ...

( 4 ) نظر الخاطب الي المخطوبة :
فقد حدد الشارع الحكيم ( التشريع الاسلامي ) على ان يتم عقد النكاح على وجه في غاية الاطمئنان والرضا ، فأذن للخاطب ان يرعى المخطوبة ،ففي الصحيح عن ابي هريرة قال:
كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل ،فأخبره انه تزوج امرأة من الانصار ، فقال له رسول الله عليه وسلم :

أنظرت اليها ...؟ قال: لا ، قال:
فاذهب فأنظر إليها ، فإن في أعين الانصار شيئا ...رواه مسلم
وفي حديث المغيرة بن شعبه ،...
انه خطب إمراة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : انظر إليها ، فإن ذلك أحري ان يؤدم بينكم ..... رواه الترمذي

ماينظر إليه الخاطب من المخطوبة
فا المباح للخاطب هو النظر للمخطوبة هو الوجه و الكفين فقط اما الوجه فلمعرفة الوضاءة والجمال ، واما الكفان فلمعرفة ليونة البدن وخصوبته ،....
ولا يقال ان الوجه والكفين ليسا بعورة وانه يجوز النظر إليهما للخاطب و لغيرة ، وبذلك لم يتميز الخاطب عن غيرة بشيئ لا يقال ذلك.......
فإن الخاطب متميز عن غيره من حيث ان يبيح له ا ن ينظر الى الوجه والكفين نظر للتفحص لا اختبار للجمال....
ولو صدر مثل هذا النظر لغير الخاطب لأصبح إثماً ......
وايضاً لا يجوز للخاطب ان ينظر للمخطوبة نظرة الشهوة ولذة ..
و الإ لكان ذلك هو أثماً ايضاً......
ويجوز للخاطب ان يوكل رجل أو امرأة لتنظر الى الوجه لمخطوبته و كفيها نيابة عنه ، ويجوز للوكيل إن كانت امرأة ان تنظر الى أكثر من ذلك من الوجه والكفين ففي حديث أنس (رضي الله عليه) ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل ام سليم الي جارية،فقال : شُمي عوارضها وانظري الى عرقوبها
( صححه الحاكم وأقره الذهبي)

العوارض : الاسنان بين الثنايا والاضراس
العرقوب: العصب المشدود في مؤخرة القدم فأن كان بارزاً يدل علي نحافة الجسم ، وإن كان غير بارز، يدل علي إمتلائه وخصوبته ......
النظر إلي المخطوبة دون علم منها
يُكره للخاطب ان ينظر إلي مخطوبته بدون علما أو علم وليها ، لئلا يتخذ أهل الفساد ، والمتسكعون ذلك وسيلة للنظر إلي محارم الناس ،بحجة أنهم خُطاب ....
لايجوز للخاطب ان يختلي بمخطوبته ..
يقول الشارع الحكيم بعدم جواز اختلاط الخاطب بمخطوبته وينفرد بها بدون محرم ، سوي في بيتها أو في سيارة أو في شارع ....
لان المخطوبة إليه قبل النكاح ...تعد اجنبية عليه ، فلم تصبح وتصير زوجته بعد، فلا تزال مُحرمة عليه ، حُرمة غيرها من النساء الاباعد ....
ففي الصحيح من حديث أن عباس ( رضي الله عنه ) عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
لايخلون رجل وإمراة الا مع ذي محرم ......(رواه البخاري )
وقال:
لايخلون رجل بامراة الا كان الشيطان ثالثهما...( الترمذي )

( 5 ) الخطبة ووقتها
يُندب أن تكون الخطبة مختصرة مشتملة علي :
( أ ) حمد الله تعالي ...
( ب ) الشهادة ...
( ج ) الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم ...
فيبتدئ الخاطب أو وليه ، بان يقول:
الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله ...قال تعالي:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {70}الاحزاب 70
وقال ايضاً :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {1} النساء 1
( 6 ) اعلان الخطبة ..
وأعلان الخطبة يعتبر عكس إعلان الزواج ....فالمستحب في الخطبة هو إسرارها ( إخفائها ) ، وذلك خشية الافساد والحسد
بالاضافة علي مافيه من تكاليف تُرهق أسرة الفتاة وأسرة الشاب فتعتبر هذه الامور مخالفة لسنة النكاح ....
امّا الزفاف....فلابد من إشهاره والاعلان عنه ، ليعلم الناس أمر زواجهما ....
( 7 ) خروج الفتاة لخطيبها...
ومن الامور إخوتي الكرام والتي ظهرت وساهمت مساهمة فعالة في إفساد وفسخ الخطوبة بين الفتاة والشاب ..هو خروجها لخطيبها ، والاختلاط به وكأنه أصبح زوجها وتلبيس بعضهم بعض بما يسمي ( الدبلة ) وتبادل القُبل ....
لانهم دخلوا في الحرام ..
.لان هذا منافي للشرع ولتعاليم الدين .. لانها لازالت محرمة عليه ، حتي يوم العُرس أو كما يُقال(كتب الكتاب والدخلة )...
لان المشاكل والامور التي حدثت قبل الزفاف كانت في ايام الخطبة ، فتُحدث هذه المشاكل والاحتكاكات بين الطرفين فيتم فسخ الخطبة ، عندها تُعرف البنت التي فُسخت خطبتها بأن هنا سبب وجيه إستدعي فسخ خطوبتها ، فتكثر الاشاعات والتلفيقات وتأليف أسباب الفسخ ، حتي يصل الي مرحلة اتهامها في شرفها مع خطيبها المفسوخ خطوبته عليها ...لانها وامر من الامور ...وأحيانا يحدث من جراء ذلك ان يختلوا ببعضهم بعض ، فتتم الخلوة ، بحجة أنها زوجته ويحل له التمتع بها ...
والصحيح انها غريبة عنه ولا تحل له..
ولكن للاسف الشديد هذا مايحدث ...فينتقل الشاب من فتاة الي اخري وهكذا....
( 8 ) لبس الدبلة للرجل
وقد أعتاد الناس في مجتماعاتنا المختلفة العربية المسلمة ، ان يلبس الرجل عند الزواج ( الدبلة ) أو ( المحبس ) أو ( الخاتم ) للرجل ....
ففي الاصل لبس الدبلة للرجل لابأس به ومسموح ...ولكن بشرط عدم لبس المصنوع من الذهب ، فأن الذهب قد حُرم علي الرجال وكذلك الحرير ، سوي من ربطاط العُنق او القمصان المصنوعة من الحرير ...
فقد قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم :

حرام علي ذكور امتي لبس الحرير والذهب ...حلال لإناثهم ..
( رواه الترمذي ) ....
اما بالنسبة للنساء ، مسموح لهُن ذلك...
( 9 ) المرأة التي تُحرم خطبتها ....
كما هو معلم فأن الخطبة هي مقدمة إلي النكاح ، ولذا من القاعدة الشرعية ،.....ان من لايجوز نكاحها ...لاتجوز خطبة خطبتها...
وقد تكون خطبة المرأة ممنوعة ، لالحُرمة نكاحها ، بل لأمر أخر عارض ، وفيما يلي بيان وتبيان من تُحرم خطبتهُن من النساء..
( أ ) اللاتي يُحرّم نكاحهُن ...
ويكون ذلك بسبب الولادة أو الرضاعة أو المصاهرة ، أو بسبب عارض ....
فبالولادة ...يعني الامر
والرضاعة ...ايضا تعني الامرأيضاَ
أو المصاهره ...وتعني ام الزوجة ...
أو باسباب عارضة ....تزول بزوال السبب ومنها ، نكاح اخت الزوجة أو المعتدة ( والتي في شهر عدتها )...
حيث قال تعالي:
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {23} ) النساء 23
وفي الحديث الشريف الصحيح قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :يحرم من الرضاعة مايحرم من الولادة ...
( رواه مُسلم )...

( ب ) المرأة المخطوبة ...
فلا يجوز خِطبة إمرأة مخطوبة لرجل آخر ...اذا حصل الرضا والقبول ، حتي وإن لم يُدفع الصداق .....
إلا اذا كان فاسقاً ....والثاني صالحاً ، في هذه الحالة فقط يجوز ان يخطب الرجل إمراة مخطوبة لرجل آخر....فيجوز ذلك ، حرصاً علي مصلحة الدين ، ولكن الشرط الاساسي هو رضا الولي إذا كانت المخطوبة مُجبرة ، فأذا لم تكن مُجبرة فإنه يُعتد
( يُوخذ ) برضاها وقبولها .....لا رضي أمها أو أبيها أو وليها

ففي الصحيح عن النبي صلي الالله عليه وسلم قال:
لايبيع الرجل علي بيعة أخيه ولايخطب علي خِطبة أخيه إلاّ أن يأذن له ......( رواه مُسلم ) ...
والفاسق ليست له أُخوة مُحترمة ....
وتم جواز والسماح لخطبة علي خطبة الغير... إذا لم يحصل الرضا وركون ( القبول ) لحديث فاطمة بنت قيس ، حيث أخبرت النبي صلي الله عليه وسلم ، أنه خطبها معاوية ، وأبو جهم ، فأمرها صلي الله عليه وسلم ان تخطب رجل آخر غيرهما ، وهو أسامة بن زيد بن الحارثة ....
الخاطب للغير يخطب لنفسه.....
يجوزللخاطب للغير أن يخطب المرأة لنفسه،اذا بدت له فيها رغبة بعد ان يخطبها لغيره،وقد فعل ذلك عمر رضى الله عنه ،حيث طلب من الجرير بن عبد الله البحلى أن يخطب له امرأة من قبيلة دوس ،ثم ساله مروان بن الحكم ، بعد ذلك أن يخطبها عليه ،ثم سأله بعد ذلك عبد الله بن عمر ان يخطبها عليه (لنفسه) فدخل عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فسلم وبعد أن جلس حمد الله وأثنى عليه وصلي على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم قال :
ان جرير بن عبد الله البحلي يخطب فلانة ، وهو سيد اهل الشرف ومروان بن الحكم يخطبها وهو سيد شباب قريش ، وعبد الله بن عمر يخطبها وهو ممن قد علمتم وعمر بن الخطاب يخطبها .....
فكشفت المرأة عن سترها وقالت:
أجادٌ امير المؤمنين ....؟
هل تعني ما تقول بشأن خطبتك لي .....؟
قال عمر : نعم
قالت : قد زوّجت يا أمير المؤمنين ، فتزوجها فأنجبت له ولدين...
نكاح المخطوبة للغير
من خطب امرأة على خطبة أخيه بعد الاتفاق بركونها الى الخاطب الاول ، حُرمت خطبة الثاني ، واذا عقد عليها ، ندُب فسخ نكاحه...
الي هنا اخوتي نتوقف لبرهة من الوقت في هذا الجزء ونواصل بأذن الله تعالي
في الجزء الثالث استكمال موضوع الخطبة وندخل في النكاح ووقته ومكانه ...


المرأة التى تٌكره خطبتها
تنكره خطبة المرأة في هذه الحالات هي:
( 1 ) المرأة المُحرمة بالحج او العمرة ،وقت إحرامها
ففي الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا ينكح المُحرم ولا ينكح ولا يخطب .....رواه المسلم


وقد قال العلماء بأن الكراهية كراهية ننزيل وليست تحريم....
( 2 ) خطبة المرأة الزانية ونكاحها
تُكره خطبة المرأة الزانية ونكاحها اذا شاع واشتهرت بالزنا ولم لم يثبت عليها ، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الزانية ففي حديث عمرو بن شعيب عن ابيه جده:
ان مرثد بن أبي مرثد، كان يحمل الاساري بمكة وكان بمكة (بغي) مشهورة يقال لها عناق ، وكانت صديقته:
قال: جئت الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله ....أنكح عناق فسكت النبي (صلى الله عليه وسلم ) عني ، فنزلت الايات :
( الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {3}) النور 3 فداعاني ،فقرأها علّي وقال: لا تنكحها (رواه ابو داود)
وهذه المراة كانت كافرة ، اما الزنية المسلمة فإن العقد عليها مكروه ولكنه صحيح لايفسخ وكذلك يكره للمرأة ان تنكح الرجل الزاني ...
.ونُدب فراق الزانية بعد الزواج منها ، حفاظا على الاعراض ،...
لحديث إبن عباس قال:
جاء رجل الى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال:
أن عندي إمرأة هي من احب الناس إلّي وهى لا تمنع يد لامس ، قال: طلقها ، قال: لا اصبر عليها ، قال:
استمتع بها ...
عقد النكاح ووقته ومكانه
( أ ) وقت النكاح
جاء عن عائشة ( رضي الله عنها ) انها قالت :
تزوجني رسول الله صلي الله عليه وسلم في شوال ، وبُني بي في شوال ، ......وكانت عائشة تستحب ان يُبني نسائها في شوال .....( رواه الترمذي )
ولكن لايمنع في ان يتم البناء ( عقد النكاح ، الزواج ) في أوقات مختلفة طوال العام ، وما تم سرد وذكرهذا الحديث الا من باب الاستحباب فقط ....
( مكان عقد النكاح )
يُندب عقد النكاح في المسجد ، لان النكاح قٌربة لله ، والمساجد هي محل القربات لله ، وهو اولي من عقده في النوادي والصالات والفنادق ....
ففي اقامة عقد النكاح في هذه الاماكن يجعل التباري والتنافس علي الاسراف والبذخ والمصاريف الزائدة والتي من شأنها تُرهق اهل الخطيبة وأهل الخطيب .....
وفي حديث روته عائشة ( رضي الله عنها ) عن النبي صلي الله عليه وسلم ، أنها قالت :
أعلنوا النكاح ، واجعلوه في المساجد ، وأضربوا عليه بالدفوف .....( رواه الترمذي )
ولكن بشرط المحافظة علي نظافة السمجد ومراعاة حُرماته وحقوقه ....
صفات عقد النكاح ( كتب الكتاب )
يستحب دعوة اهل الفضل لحضور عقد النكاح ، وإشهادهم عليه ، فيحضر الزوج او وكيله ، وولي الزوجة ، ويُستحب ان تبدأ الخطبة عند العقد ، فيبدأ ولي الزوجة .....
وذلك بأن يحمد الله تعالي ويثني عليه ويصلي ويسلم علي نبيه
( صلي الله عليه وسلم ) ...ويقرأ آية من القرآن الكريم ، ثم يقول امام الشهود :

اما بعد فقد زوجت فلانة مُجبرتي أو موكلتي بكذا وكذا ....من الصداق علي سنة الله ورسوله ، وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسلميا كثراً.....
ثُم يخطب الزوج او وكيله ، فيحمد الله تعالي كذلك ويصلي علي رسوله صلي الله عليه وسلم ، ويقرأ آية من القرآن الكريم ، ثُم يقول:
اما بعد فقد قبلت النكاح لنفسي او لموكلتي بالصداّق المذكور علي سنة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم
ففي حديث عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال:
علمّنا الرسول صلي الله عليه وسلم خُطبة الحاجة :
أن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، من يهديه الله فلا مُضل له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا إله الا الله لاشريك له ، وأشهد ان محمد عبده ورسوله .....( من سنن ابي داود ) ...
الصداق ...
والصداق اخوتي الكرام هو:
ماتستحقه الزوجة من الزوج بسبب النكاح ، ويسمي مهراً ،ونِحلة ، وحِباء ، وفريضة ، وصدُقة ، وطولاً ، وعُقرا ...
وقد فرضه الله سبحانه وتعالي علي الازواج فقال:
( وآتوا النساء .....) النساء4
وقال: ( فما أستمتعتم به......) النساء 24
وحكمة مشروعيته ( اي الصداق ) ،
أن يبذله للمرأةا علامة علي صدق رغبته فيها وتكريما لها ، وفيه ايضا تعظيما لأمر النكاح وإعلاء شأنه ، فلا يُقدم عليه الا من كان جاداَ وصادقاً في طلبه ، مستعداَ لدفع المهر من اجله ..
وقد وجعل الله سبحانه وتعالي الصداق للنساء علي الازواج
دون العكس ، ليكنون ذلك موافقة وتوافق طبيعي لطبيعة الاشياء ....وماسبا ايضا لوضيفة كل من الرجل والمرأة ، ففطرة المرأة هي:
رقة ونعومة ، وعاطفة وحنان وتربية اولاد ورعاية بيت وأنس زوج ....وفطرة الرجل هي :
القوة والخشونة والجلد ، وقدرة علي المشاق ، والقيام بمختلف الاعمال ،.....
لذلك اُنيطت به مسئولية الكسب وتحصيل المعاش ...ولو جُعل المهر علي الزوجات للرجال ....
كما يحصل في بعض الدول ومنها الهند والدول المجاورة لها .....لأدي ذلك لأرهاق المرأة ، بتكليفها ما لا تطيق من الاعمال لتحصيل مهر لتدفعه للزوج ...فتسعي لتحصيل الاموال وبطرق غير شرعية ...ففي هذه الحالة قد اُمتهنت كرامتها وشرفها كله لأجل المهر الذي ستقدمه لزوجها..
ولكن الله سبحانه وتعالي في هذا الدين القويم جعل المهر من إختصاص الرجل للمرأة ....لتبقي المرأة كالدُرة المكنونة ...محفوظة حتي ياتي هو فياخذها ....
اقل الصداق وأكثره
فمعضم العلماء والجمهور قالوا لا حد معين لأقل مهر ...
يعني لم يحددوا اقل قيمة في المهر....
وان النكاح يجوز بالمهر مهما كان قليل ،
ففي المؤطأ للامام مالك من حديث سهيل بن سعد ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ، جاءته إمرأة فقالت:
اني قد وهبت نفسي لك ، فقامنت قياماً طويلاً
( انتظرت رده طويلاً ) فقام رجل فقال: زوجنيها يارسول الله إن لم تكن لك بها حاجة ..؟
فقال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم : هل عندك من الصداق شيء ...فقال: ماعندي الا إزاري هذا ...فقال الرسول صلي الله عليه وسلم :هل معك من القرآن شيء ...؟
قال الرجل: نعم ، معي سورةكذا وسورة كذا ، وسوة كذا....
فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم : قد انكحتك بما معك من القرآن ......( رواه البخاري )
المغالات في المهور وتكاليف الزواج .....
ففي هذا الوقت والزمان للاسف الشديد ، أصبح التنافس في المغالات في المهور والتشدد فيه هو السيمة الرئيسية لمعضم العائلات العربية والاسلامية ، حتي وصل ببعض المجتمعات العربية ان وضعت قوانين وضوابط جعلوها مقياس للتفاخر فيما بينهم ، فأنجر خلفهم حتي الذي لايستطيع حتي توفير قوت يومه من الفقراء ...
فالغني يستطيع توفير قائمة الشروط والطلبات كمهر للذي يريد ان يتم الاقتران بها ...
اما الفقير فأصبح مُجبر علي توفير ما يُطلب منه ، فيسعي بشتي الطرق والوسائل لمجارات الغني والتفاخر مثله ...
وقد نجد ولي امر البنت يتشدد في طلب المهر كما يريده هو وكما تريده نفسه ونفس عائلته ليظهروا للجميع انهم اهل لأن يتم الدفع لها اي لأبنته ماغلاء ثمنه وخف وزنه ، لأثبات ان لها قيمة وليست ممن لايقيمة لهن ...
ففي اعتقاده ان قيمة البنت فيه مايطلب من مال ومجوهرات باهضة الثمن فقط ....ففي الواقع قيمتها في مدي تربيته لها وما مدي دينها وحصانة نفسها ....
وللاسف لاينثني ابدا لطلب المتدخلين الوسطاء في التخفيف علي الزوج كاهل الشروط والمطالب التعجيزية ...
فكما يقولون ( يركب رأسه ) ويرفظ اي تنازل وكأن الامر مقدس عنده ...ففي الوقت نفسه تراه مقصر في العبادات ،
اما مطلبه في انهاك الخاطب لاتقصير فيه ويرفظ التنازل ابدا ...
فتراه يتنازل ويتساهل في امور عبادته من صيام وحج وزكاة وصلاة ...
اما المهر فهو من الممنوعات التي يمكن التنازل عنها
وتصرفه هذا يترتب عليه امور ومشاكل اهما :
( 1 ) انه كلما زاد في التكاليف المقترنة بالزواج..
قلّ القادرون علي الزواج وبناء اُسر ....
وبالتالي يؤدي الي عزوف الشباب عن الزواج وحرمان البنات من بناء اُسر وبيوت وتكوين اطفال ...
فينتشر الفساد وأستبدال حياة الاستقرار للطرفين بطرق غير شرعية في التخفيف من نقصهم في عدم الاستطاعة للزواج والاستقرار ...فيدخلون في مداخل سيئة من استهتار للقيم والاخلاق ...ومن هنا تبدأ عملية البحث عن الحل لهؤلاء الشباب ..... وبعدها يفسد المجتمع ...
( 2 ) تكاليف هذه المبالغ الطائلة في المهور للاسر ،
يترتب عليه كثرة الديون وإرهاقهم في مالا يستطيعون وما لايطيقون ، فتنعكس اثارها علي الزوجين ...

فيبدأ التفكير من اولي ايامهم في كيفية سداد الدين ، فيكون ذلك علي حساب سعادتهم وفرحهم بالزواج ....
فتكثر المشاكل بينهم في طريقة الانفاق والعمل علي ترتيب اولويات البيت والحاجيات الاساسية .....
العادات في الاعراس
ومن ضمن العادات المذمومة والغيرقابلة للتصديق هي الصرف الزائد المبالغ فيه مما يصل للتبذير والفساد ويترتب عليه جملة من المفاسد تاكل كل مدخرات واموال العروسين والاسرتين وهذه المنافذ هي:
( 1 الحفلات في الفنادق والصالات
ولو تكلمنا اخوتي الكرام عن هذا الامر من ناحية شرعية ....
لقلنا ان وجود النساء في هذه الحفلات المقامة في الصالات والفنادق هي مدخل من داخل الاعيب وحيل الشيطان الرجيم ، سوي في الاسراف والزائد او في الاختلاط المنهي عنه شرعيا او التعري الفاضح وإستعراض الامكانيات الجسدية بين المجتمعين في هذا الحفلات ....
حتي اصبح التعري بين النساء سمة من سمات هذه الحفلات الماجنة ، بالاضافة لوجود الخدم من الرجال لتقديم الوجبات والمشروبات ، وأحيانا تدخل فيها المشروبات الروحية المحرمة

كل ذلك اخوتي الكرام يساهم في انتشار الرذيلة والفساد بين العائلات ...
اما بالنسبة للزوج والزوجة فالأمرا اشنع ...

بأفتتاح حياتهما الزوجية المراذل والاسفاف والتعري ...
فعوضا عن ان تكون بدايتهما هي بناء اسرة مسلمة محافظة ملتزمة....تبدأ حياتهما بالنظر المحرم والاختلاط ، وأيضاُ بأرهاق نفسيهما بالديون والاحتيال والابتزاز من قبل الدائنين ....فأي حياة ينتتظرون بعدها......؟
( 2 ) من ضمن المفاسد التي تحدث في هذه الحفلات ، هي انتشار الفاحشة والفضائح ، حتي وإن لم يدخلها الرجال ...
فكيف تكون ذلك ....؟
تكون بأسحلة اخري وهي النساء ، فهن من يقمن بمساعدة الرجال في الاطلاع علي مايحدث داخل الصالات من تعري في اللباس والرقص المثير للغرائز ، فيتم تصوريهن وتوزيع صورهن علي الرجال ....
ومن هنا تبدأ سلسلة من الفضائح والابتزازات وهتك الاعراض وتدمير الاسر والعائلات، بنشر صورهن علي شبكة ( الانتر نت ) وهذه الحالات منتشرة جداً بين اوساط الشباب ....فيتسائل البعض كيف وصلت هذه الصور وهذه الخلاعات اليهم وهم لم يدخلوا للصلات والفنادق ...
نقول النساء من اوصل لهم كل ذلك وهُن المأجورات بالمال لقاء تصوير والاخريات وهن في وضع راقص مشين...
وكم من بنات رضخن للابتزاز بصور تم التقاطها لهن في مناسبات والافراح في الصالات والفنادق ...فدخلوا في مساومات ضاع الشرف فيها ....
( 3 ) وجود الفرق الموسيقية
هذه المشكلة انتشرت في بعض الدول العربية بشكل غير طيبعي ولا مستساغ وأصبح التظاهر بها من سيمات الرقي والغني والفاحش بين العائلات وما مقدار قدرتهن علي جلب المطربين والراقصين والراقصات بأبهض الاثمان ...
فيبدأ الاختلاط مرة اخري الرجال بالنساء فيختلط الحابل بالنابل بالرقص الماجن والخلاعة المخجلة ...
وهناك من يتحايل علي الشرع فيجعل فرق خاصة للنساء واخري خاصة للرجال بحجة عدم الاختلاط ...
ويكون اعضاء هذه الفرق من الرجال ...فكيف يكون ذلك ..؟
وحجتهم في ذلك هو إعلان النكاح ...!!!!!
فالمحاذير الشرعية هي ان لامانع من وجود من يغني وينشد للعروس فقط مع وجود الحشمة والاحتشام ...
فهذا لايمنعه الشرع الاسلامي ...
اما الاختلاط وأستعمال اغاني في مكبرات الصوت وبكلام ماجن مثير للشهوة وتوصيف لأجساد النساء ...
فهذا منهي عنه نهائيا ......

زيادة علي ذلك كله هو المبالغ الطائلة للفرق الموسيقية التي تزيد من ثقل الديون والاسراف علي الاسرة الجديدة
وأيضا للازعاج الذي يسببه هذا الامر بين الاسر المجاورة وعدم احترام ابسط حقوق الجار واحيانا يكون هناك مرضي وكبار في السن ......
( 4 ) التصوير
ومن العادات السيئة الذميمة والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم هي التصوير ...فمن ضمن المساوي التي تحدث في الاحتفالات في الصالات والفنادق هو دخول المصورين او المصورات ويتم التقاط الصور التذكارية للعروسين واقاربهما وللحظرة ايضا وطبعا تكون العروس في ابهي حُله لها وبكامل زينتها وتعريها في لباسها المعروف
( ببدلة العرس ) لتؤخذ لها صور شبه عارية والمكشوف من جميع جهات جسدها والذي لايستره شيء سوي قماش رقيق وشفاف يظهر ما المستور ....
وزيادة علي ذلك تجرأ بعض الرجال والمبالغة في تخليد ذكري زواجه وتصوير كل شيء بينه وبين زوجته للذكري كما يدعي ...فتنتشر بين العائلات وتقع في ايدي الاثيمين وتبدأ مرحلة كما قلنا من قبل مرحلة المساومة للزوج والزوجة ....فتنتج مشاكل وهموم وفضائح لاحصر لها وتكون نتائجها الطلاق والانفصال وتشرد الاسر وزد علي ذلك انتشار الموبقات والفساد والخلاعة

فلا حجة للزوج او الزوجة لتخليد ذكري زواجهم في هذه الحالة الا ان تكون الصور تحت ضوابط خاصة جدا جدا
ومن اطراف الزوجة او الزوج ويكون وهذا هو المهم احترام الذوق العام من لباس غير عاري وغير مبتذل وعدم وجود الرقص الخلاعي ولا التعري .....ولا الاختلاط ...
( 5 ) استعراض الحُلي
ومن ضمن العادات المذمومة الاخري في هذه المناسبات وفي الجلسات النسائية في الاعراس ، إستعراض كل ماتملك من مصاغ ومجوهرات ثمينة فمن هي التي تملك اكثر من الاخري والاجمل والاغلي ...
وهنا اخوتي تظهر وتطفوا علي السطح مشكلة جديدة للنساء اللاواتي لايملكن الذهب ، نظراً لظروفهن المالية
فتبدأ التحاور والنقاش والاكثار من الطلبات في توفير ماتملكة فلانه وفلانه ..... هنا يضطر الزوج ان يوفر النواقص بأي وسيلة ، سوي بالدين او الاحتيال وأحيانا بالسرقة .....لأسكات زوجته والهرب من لسانها ....
كل هذا يحدث في صالات الافراح ومناسباتها ...من استعراض الملابس الباهضة الثمن والفقيرة في الستر وفي المساغ والحُلي ...فتبدأ أيضا عملية الخيلاء والتغنج بين النساء واستعراض في الملابس وماتحتوي عليه من مساغ وكل شيء ...فتكثر المفاسد التي نهي عنها الشرع ونبه عليها كما قال تعالي :
{ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {18} لقمان 18
( 6 ) سوق الرقيق الحديث الذي يحدث في مناسبات الافراح
ومن ضمن المفاسد ايضاً كما قلنا من قبل هو اختلاط نساء العائلات مع بعض وهذا لابأس به لو توفرت الضوابط الشرعية في مثل هذه المناسبات ولكن الذي يحدث امر اخر وهو تكون سوق للرقيق بكل معني الكلمة ...
اي تبدأ كل عائلة بعرض بناتها وإلباسهُن افخر الثياب وأجملها وأكثرها انكشافاً وتعرياً مع وجود الاصباغ والزينة الكاملة لهُن ...وذلك كله للفت انظار العائلات الاخري طمعاً في التقدم لخطبت بناتها ....
والفساد هنا يأتي في تعليم البنات الصغيرات في السن اصول التغنج والدلال والتفسخ وسُبل وطرق التبرج والعري واستعمال الاسلحة الانثوية لتصيد الرجال ....
ونلاحظ اخوتي الكرام بأن هذه العائلات فتحن من دون ان يشعروا باباً لايمكن اغلاقه وهو خدش حياء الفتيات الصغيرات بتعليمهُن كيف يتم اصطياد الرجال وكيفية التغنج والتعري واستعراض الامكانات والاسلحة ...
وهنا تكمن المفاسد من بادايتها ....
فتبدأ البنت بتعلم الدروس بدايتا من الحفلات للأعراس في المجتمعات النسائية ...فتتطور دروسها وهنا تبدأ البنت التي خُدش حيائها في تغيرها ودخولها لعوالم لايعلم الا الله بها ......
اخوتي الكرام نتوقف هنا عند هذه النقاط ونستكمل بأذن الله تعالي في الجز ء الرابع بقية المفاسد التي تحدث اثناء حفلات الزفاف للزوجة والزوج وما يترتب عليه ...
كُنّا قد بدأنا في ايضاح المفاسد التي تترتب علي العادات المتبعة في مناسبات الاعراس ،
والتي اصبحت للاسف من الامور الشائعة .....
والمتداولة ، حتي وان ظهرت مفاسدها ونتائجها للعيان ، ومع ذلك تمكن من لا عقل له ان يجعل من هذا المفاسد قانون وسراط لاتحيد عنه المجتمعات العربية الاسلامية ( الا مارحم ربي ) ....
وقد ساهمت هذه المفاسد في افساد وتشوية الرسالة النظيفة المراد بها الزواج وبناء الاسرة .....
وقد تم ذكر جملة من هذه المفاسد وتم ايضاح حيثياتها وخطرها علي المجتمع وعلي العائلة الجديدة التي ستتكون ....
وقد توقفت فترة من الوقت عند الجزء الثالث من هذا الموضوع وهو بناء الاسرة المسلمة ....
ونظرا لأنشغالي بأمور حياتية توقفت عن المواصلة في كتابة بقية الاجزاء ...
والحمد الله تعالي علي فضله ...فسنواصل بقية الاجزاء لتعم الفائدة وليكون المسلم او المسلمة المقبله علي انشاء بيت جديد.....علي دراية تامة وشاملة بما لهم وما عليهم .....

فنبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله ...

توقفنا في النقطة السادسة من المفاسد ...في الجزء الثالث ...
التي تحدث في مناسبات الاعراس ...ونواصل بقية شرح المفاسد ...
ونأتي اخوتي واخواتي الكرام للنقطة المهمة جداً والتي كانت فيما سبق من النقاط التي لايمكن بحال من الاحوال ان يتم نقاشها اطلاقاً او البحث عن تفسيرات لتركها ....لانها من الاساسيات التي امرنا بها الله سبحانه وتعالي ..
وليس التي امرتنا بها زوجاتنا واهلنا والمقربين لنا في تركها ...وعدم الاهتمام بها وتأجيلها الي مابعد العرس والزفة...

( 7 ) ترك الصلاة .......
وهو ترك الصلاة والمفروضة يوم الزفاف ....سوي للزوج او الزوجة ...فكثيراً من الاحيان اثناء الحفلات المقامة للزفاف
وهذ يحدث كثيراً ولا مبالغة فيه ..وهو ترك الصلاة او تأجيلها الي فترة انتهاء الزفاف ....
والاسباب التي يقولها من يفعل ذلك سوي من الزوجة او الزوج هي الاتي
فالزوجة اثناء استعدادها للزفاف تتوقف نشطاتها كلها في البيت الا من امر واحد وهو الاستعداد الكامل للاعداد للحفل
وبالطبيعي يترتب عليه الزينة المبالغ فيها وتخشبها في صالات الزينة طوال اليوم ....
فيقولون لاوقت لدينا للصلاة وبالتحديد الوضوء....لانه كما تتدعي العروس ان زينتها واصباغها تفسد ان توضأت لكل صلاة وبالتالي يصعب ارجاع الاصباغ والمواد الكيماوية للوجه واليدين ...وبالتالي للاسف تفضل هذه العروس أي الزوجة الجديدة ان تؤخر الصلاة
الي حين وربما لليوم الذي يليه....بحجج واهية مغضبة لله وللرسول صلي الله عليه وسلم ....
وفي هذه الحالة يكون التعمد بالترك والتأجيل هو الفعلي ..... أي تعمداً ....وهذا يعني بداية حياة جديدة ليس بالبركة والحفظ والستر من الله .....والتبرك بالقرآن والصلاة والاعمال الصالحة.....
اما الذي يحصل هو التبرك بغضب الله ورمي كل ما من شأنه ان يفيد وييسر مرور ذلك اليوم وتلك الليلة...
بسلام وامن وسعادة....

فكيف اخوتي واخواتي الكرام ....يتمنون السعادة والهناء من ناحية
ويغضبون الله في تركهم للاساسيات واولها الصلاة .....
فتختار العروس ترك الصلاة لتبقي كعارضة ازياء وكأنها صنم لاتتحرك لايمني ولا يسري لساعات طويلة .....
حريصة كل الحرص علي عدم التحرك من مكانها.....كي لاتفسد زينتها او لباسها ...فتنسي وتتناسي وتترك الصلاة ...
لانها تعتبرها للاسف الشديد مفسده لزينتها ....وافساد لملابسها ان توضأت وصلت صلاتها .....
وهذا يحصل كثير ولا احد يزايد ويقول انا ابالغ .....
حتي انها تهتم بكل ما من شأنه يزيد من تألقها وزينتها واصباغها المشكلة وكأنها حديقة ....
وتطلب الاستشارة والنصح في تثبيت الزينة واستمرارها فترة طويلة .....وعدم افسادها ....فيتم نصحها من قبل ازلام الشيطان من النساء.....
واحيانا حتي الاهل ...بعدم القرب من الماء او حتي الاكل بشراهة لكي لايتم افساد ماصنع صانعي الالوان والاصباغ...
فتوافق علي الافساد والفساد وإغضاب الله ، ومن ناحية اخري ترفض النصح لرضي الله والمحافظة علي صلواتها..
وفي الوقت نفسه تنسي وتتنسي ولا تهتم للاية الكريمة التي تقول :

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {59} مريم 59
فأي شهوات اكثر من هذه الشهوات وهي حُب الزينة والتفاخر والتبرج واستبداله بطاعة الله ....
وهنا تهديد صريح لمن ترك الصلاة بأن من يفعل ذلك سيلقي غيبا وغضباً ...
اما الاية التي تقول علي عدم جواز تأخيرها عن موعدها .... حيث قال تعالي:

{3} فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {5} الماعون 4 ، 5
حتي ان العلماء الافاضل ذكروا ان فريضة الحج ...والتي هي تعتبر من الفرائض ان توفرت الاستطاعة لذلك
فذكروا ان حتي الحج يسقط عن المسلم ، ويصبح غير مستطاع أذا كان السفر للحج يؤدي لترك الصلاة ....
فأين اخوتي واخواتي الكرام ( المكياج واللبس والخوف من افساد الزينة ....من الحج ...!!!! )
فكيف يبارك الله سبحانه وتعالي هذه الليلة للزوجة والزوج ...
بترك الصلاة فيها وبدء حياتهما بمعاصي آخرها ترك الصلاة...؟
فيجب علي المرأة المسلمة ، ان تتزين لزوجها كما تشاء وبالصورة التي تشاء وتلبس ما تشاء .......
شرط ان ترتب ذلك باوقات الصلاة ...في ان تجعل جلوسها علي العرش المخصص لها طوال الليل...بعد صلاة العشاء ...
لكي تقوم بفرائض الصلاة لليوم كله في اوقاتها ....
اما ان تجلس منذ الصباح في المزين ( الكوافير ) ومن المساء حتي اخر الليل ، فيضيع منها كل الاوقات من ظهر وعصر ومغرب وعشاء.....
واحيانا تترك حتي الأكل مخافة ان يأتيها واجب الدخول للخلاء لقضاء الحاجة ...
اخوتي هذه حقيقة وملموسة ومعاشة ولا يدعي احد انها خيالية وانا شخصيا لمست هذا الامر في افراح حدثت ....
وإن كان ولا بد من ذلك في المحافظة علي زينتها.....
ان تحافظ علي وضوءها في الوقت المناسب لقرب الصلاة فتذهب وتصلي وترجع.....
وهذا نادراً بين النساء في محافظتهن علي اوقات الصلاة ......
والحمد الله تغيرت مفاهيم الناس قليلاً واصبحوا يحافظون علي صلواتهم ...
اما ان كانت العروس في حالة تمنعها من الصلاة ...وهي الطمث ( الدورة الشهرية )....هنا لابأس بما بتفعل ...

وفي الحقيقة ان امر الطمث هذا نادر ما تكون العروس قد نسقت العرس والدخلة وهي غير طاهره وعليها العذر الشرعي ...فكل العائلات ينسقون العرس في الوقت الذي تكون فيه العروس علي طهارة من الطمث ...
وذلك لاعتبارات منها استمتاع الزوجين ببعض وكذلك لامر اخر ...سنتطرق اليه في الاجزاء القادمة ...
والرجل أي الزوج هو كذلك يقصر احيانا في اوقات الصلاة ولكن ليس كثيراً فالرجل لايشغله لازينة ولاتعطر ولا اهتمام الا في الساعات الاخيرة لأستقبال زوجته ....فقليلاً من الرجل من يهمل الصلاة الا ان كان مهمل من الاصل حتي قبل الزواج ....
وهنا اخوتي الكرام نكون قد عددنا المفاسد التي تحدث اثناء العرس سوي من العروس او العريس او اهلهما ...
البركة في يُسر الزواج وتكاليفه
اخوتي واخواتي الكرام ...
البركة في يُسر وتيسير الزواج وتكاليفه هي في واقع الحال من المصالح التي جعل من الدين الاسلامي الحنيف الهدف الاسمي ....والذي تكمن نتائجه علي سعادة الازواج وانصلاح حالهم ...
فكيف يكون ذلك بان نجعل البركة في تيسير الزواج وتكاليفه ....؟
فقد كان الزواج في عهد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ....وفي عهد السلف الصالح ..خيرالقرون..سهلاً وتيسيراً ...لاتشدد فيه ولا تعنت..وعناد ...لا من ناحية المهر ...ولا من ناحية النفقات الاخري المصاحبه لأتمام الزواج
وقد حضي النبي الكريم صلي الله عليه وسلم الناس علي ان يقتدوا بسنتة التيسير في الزواج ....
لانها اصلح لعامتهم وارفق بحالهم ....

فقال: خير النكاح ايسره .....رواه ابو داوود
وقال: اعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة .......مسند احمد
وقال ايضاً : من يُمن المراءة ...تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها ....
وقد خطب ابو طلحة ام سليم ، فقالت والله مامثلك يا ابا طلحة يُرد ولكنك رجل كافر ...وانا امراءة مسلمة
ولا يحل لي ان اتزوجك ، فإن تُسلم فذاك مهري وما أسألك غيره .....
فأسلم فكان ذلك مهرها .....
فقال ثابت : فما سمعت بامراة قط كانت اكرم مهراً من ام سليم في الاسلام ( رواه النسائي )

فهل هناك اخوتي الكرام من ترضي من حرائرنا المصونات ...بان يكون مهرها اية من القرآن او التزام زوجها شرطاً اساسياً لأتمام الزواج وعقده ....؟
وهل ترضي وتتنازل حقيقة علي مهرها مادياً ونقداً واستبدلته بقيمة رمزية لا تتدعي دينارات بسيطة ...؟
نعم هناك من يفعل وتفعل ذلك .....
ولكن هل يحدث هذا بحقيقته الفعلية ام المهر شكل وقيمة والفعل الاصلي قيمة اخري ...وهي ارهاق الزوج واهله مادياً
في الخفاء ....وما تبسيط المهر الا امام الناس فقط .... امّا الكواليس فهناك امر.... اخر .....
فبدءت الخديعة والمكر واظهار ما لا تبطنه العروس واهلها ....للناس فقط ...
فقد ثبن في الصحيح ان عبد الرحمن بن عوف ...تزوج بامرأة بنواة من ذهب......( رواه البخاري )
وفي حديث جابر ان النبي صلي الله عليه وسلم قال:
من اعطي في صداق مِلُ كفيه سويقاً ، او تمراً فقد استحل ....( ابوداوود )....
وفي حديث عامر بن ربيعة ، ان امرأة من فزارة تزوجت علي نعلين ، فقال:
رسول الله صلي الله عليه وسلم : ارضيت من نفسك ومابك من نعلين.....؟
قالت : نعم ، قال: فأجازه .....( أي وافق عليه ) .....( رواه الترمذي ) ....

والمقصود بهذا الحديث هو اثبات الرضي والقبول حتي في ابسط صوره وقيمته ...فالرضي والقبول هو شرط اساسي لاتمام الزواج ......ان ارادا حياة كريمة ملؤها الحب والود والتقدير....
فقد جهز الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فاطمة ابنته في حملٍ وقربةٍ ووسادة من أدم ( جلد ) وحشوها ليف

وفي الصحيحين ان النبي صلي الله عليه وسلم ، قال للرجل الذي طلب ان ينكحه النبي صلي الله عليه وسلم ، المرآة التي عرضت نفسها عليه :
هل عندك من شيء تصدقها إياه ...؟
فلما لم يجد شيئاً ....قال له: التمس ولو خاتماً من حديد .....فلما لم يجد ، قال له : وما معك ....؟
قال معي شيء من القرآن احفظه ...فقال له : اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن......( رواه البخاري ) ...

اخوتي الكرام واخواتي الفاضلات ...
دلت هذه الاحاديث ... ان قبضة السويق والتمر وخاتم الحديد والنعلين ....يصلح كل منهما ان يكون مهراً
وان المغالات في المهور ...دليل علي عسر النكاح وقلة بركته.....
ونتائج عسر وتعسيرالزواج من اسبابه التعنت في الطلبات وارهاق من يفكر بالاقتران بما يريد ..فتبدأ سلسلة الطلبات
او بالاحري سلسلة البيع والشراء وكان الفتاة المسكينة هي سلعة قابلة للتفاوض في ثمنها ....
والنتائج التي ستترتب عليها تاتي في مستقبل تكوين هذه الاسرة ...
واصبح الان اسلوب جديد يقول اهل البنت المراد خطبتها للرجل المتقدم لها :
لانريد شيئاً خاصاً ...بل نريدك ان تفعل ما تفعل الناس فقط .....
فينخدع الرجل المسكين ويعتقد انه سياتي بما يستطيع فقط ....عندها يصطدم بشروحات تبين ان ياتي لهم بالمتداول والمعروف بين الناس في كل شيء ....وبطبيعة الحال ...الذي عند الناس شيء اخر وقدرة شرائية قوية ...
فيتورط الرجل ويأتي بكل مايطلبونه مثل بقية الناس ...وان عجز تبدأ عملية المساومة والتحقير فيه ....
وعادة المجتمعات العربية الان اصبحت تدرك ان بناتها وصلن لسن اصبحن فيه لا رغبة فيهن للزواج
وهذه مرده للحياة الاقتصادية لكل بلد وصعوبة توفير متطلبات الزواج سوي من حُلي او سكن ...
حتي وصل الامر للاسف الشديد الي الطلب من الرجل المتقدم للخطبة بتوفير الكماليات وتم اعتبارها اساسية جدا
فقد اصبحت الكماليات اساسية ومفروضة ....
حتي اصبح الطلب الاساسي الغني فقط اما الدين فحدث ولا حرج لافائده فيه ......

الوليمة....
والوليمة اسم لكل دعوة تتخذ لسرور ، من نكاح او ختان أو غير ذلك ، لكن الصحيح انها لاتطلق علي غير طعام العرس الا بقرينه أي مشابهه .....ويقال الطعام الختان ...
والاعذار :، وطعام المولود ( العقيقة ) ، وطعام النفاس
وسلامة المرأة من الولادة ، ولطعام القدوم من السفر :
والنقيعة : مشتقة..من النقعوهو الغبار ولطعام سكني البيت ...
الوكيرة : ماخوذه من الوكر ، وهو المأوي ولما يُصنع عند المصيبة .....
والوضيمة : وهي لما يُصنع من غير سبب...والمأدبة ، فإن كانت خاصة فهي النقري ....
وان كانت عامة فهي الجفلي ، ....

والوليمة هي مايُقدم لمن حضر العرس وتكون اما قبل الدخول او بعده ...وهي تختلف بأختلاف الحالة الاقتصادية لكل اسرة ومدي تمسكهم بمبدأ السلامة والتواضع وعدم تكليف نفسه بما لا يستطيع ...
فمنهم من يولم بأسط الاشياء من حليب وتمر فقط ...
ومنهم من يولم بولائم تكفي قرية من جميع الاصناف من اللحم والمكسرات والمشروبات والحلويات ...
ويبقي كل ماتم اعداده وإلقائه في المكبات...لافائدة ولا استفادة ...
فقط الفساد والتظاهر الغني واسراف لايرضي الله ورسوله به .....
وهذه من الامور التي يقدرها اهل الرجل او المرأة.....
ولا يتم فرضها عنوة علي اهل الرجل او اهل المرأة .....
والفرض هنا يأتي بكثرة الدعوات للحضور ....فيأتي الكل سوي تمت دعوته او لم تتم ...

فقد ورد في الصحيح ايضاً في ذكر تزويج زينب بنت جحش....فعن انس انه قال:
ما رأيت النبي صلي الله عليه وسلم ...اولم علي احد من نسائه ما اولم عليها ...فقد اولم بشاة ...( البخاري )
وهذا الحديث الذي رواه انس بن مالك ( رضي الله عنه ) يبين ان النبي صلي الله عليه وسلم في بنائه بزينب
قد اولم بعد الدخول حيث قال:
اصبح النبي صلي الله عليه وسلم عروساً ( أي عريساً ....كما يقال الصباحية ) فدعا القوم ، فأصابوا من الطعام ......

والامر فيه سعة أي في أي وقت يختاره العريس او العروس سوي قبل او بعد الدخول الي اليوم السابع ...
اما مقدارها ...فلا حد لقيمة الوليمة سوي قلتها او كثرتها ....فمن تيسر في توفيرها كان بها
واقلها شاة ....او اكثر وتكره فيها المباهاة والسمعة والتظاهر ....
والاولي تم تكون علي قدر حالة الزوج ....وقد اولم بالوليمة ليس فيها خبر ولا لحم فيها ...
لذلك الوليمة تحصل بأي نوع من انواع الطعام من لحم او تمر اوسويق او خبز ...
اجابة الدعوة
اما اجابة الدعوة ، سوي كانت دعوة لحضور عرس او غيره ...تعتبر مندوب اليها ...لانها سنة النبي صلي الله عليه وسلم ....وايضاً لان فيها حضاً علي المواصلة الاجتماعية والتحابب والتآلف بين الناس ....
واجابة الدعوة للعرس آكدة يعني مؤكدة ... وادخلت في باب الندب ...
ففي الصحيح عن ابي موسي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
اذا دُعي احدكم الي وليمة فيجب .....
وفي الصحيح ايضاً عن ابي هريرة انه كان يقول : شر الطعام الوليمة يُدعي لها الاغنياء فقط ...
ويُترك الفقراء ، ومن ترك الدعوة ، فقد عصي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم .....
وفي حديث اخر قال النبي صلي الله عليه وسلم :
اذا دُعي احدكم الي طعام فليجب ، فإن شاء طِعم وان شاء ترك ....
وفي الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال:
فكُلوا العاني واجيبوا الداعي وعودوا المريض .....( رواه مسلم )

والاكل هنا اولي بالترك اذا لم يكن المدعو صائماً ....لما فيه من ادخال السرور وتطييب القلوب ...
ويستطيع الصائم ان يلبي الدعوة ويبارك لصاحب الوليمة ولا يأكل .....
اما ان كان هناك عذر من الاعذار في رفض الدعوة ...مثل الدعوة لمُنكر ...كالسكر والرقص والغناء الحرام ...
ونستطيع اخوتي الكرام ان نقول ان الدعوة لمعضم الاعراس في زمننا هذا ( الا مارحم ربي ) كلها حرام
لان فيها التعري والرقص والاختلاط والغناء المُجلب للشهوة ......
واذا كانت الدعوة مكررة اكثر من مرة...واكثر من يوم..

هنا قال عنها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
الوليمة اول يوم هي حق....والثاني معروف ....والثالث سمعة ورياء ......
والامر الاخير في نقطة الوليمة هي .... التحريم علي غيرالمدعو لحضورها....سوي اكل او لم يأكل
الا اذا استأذن عند مجيئه ، فأذن له....او يكون تابعا لذي قدر ....
يعني انه اتي مرافقاً مع من تمت دعوته لملازمته الدائمة له ...
حينئذ يكون المدعوا ضمناً .....