أصاب السرطان البشر وأدركوه على مر التاريخ، وبعض الدلائل المبكرة على السرطان اكتشاف أورام عظمية أحفورية لمومياء البشر لدى قدامى المصريين ومنها اكتشفت خاصية النمو لسرطان العظام ووضعت كمقترح.


كذلك وجود جماجم محطمة العظام أو فيها ثقوب اقترح أنها أيضاً بسبب السرطان. لم يكن الوصف القديم للسرطان بما فيه مصطلح السرطان مستخدماً أو متداولاً. ووجد أقدم وصف له في بعض الاكتشافات المصرية التي تعود إلى حوالي 1600 قبل الميلاد على يد إدوين سميث الذي وجد أوراق بردي تصف 8 أنواع من أورام أو تقرحات الثدي والتي كانت تعالج بالكي باستخدام أداة تسمى مثقب النار.


أول من استخدم كلمة سرطان (Cancer) الطبيب الإغريقي أبوقراط (460-378 قبل الميلاد) والذي يلقب بأبو الطب وقد استخدم المصطلحين carcinos و carcinoma لوصف الحالات غير القرحية (non-ulcer) والقرحية (Ulceration) وفي الإغريقية تعود هذه الكلمات إلى سرطان البحر (Crab) لأن السرطان يشابه في انتشاره شكل أصابع سرطان البحر من حيث إحاطته بخلايا الجسم السليمة.


في القرن الخامس عشر كوّن العلماء الإيطاليين فكرة عظيمة لفهم جسم الإنسان وعلى رأسهم غاليليو عند البدء باستخدام الطريقة العلمية.


وأتى بعد ذلك هارفي الذي ابتكر التشريح للجثة وكلهم استخدموا الأسلوب العلمي في دراستهم للأمراض. في العام 1761 للميلاد قام العالم جيوفاني بما يمكن اعتباره أمراً ذو دور بارز في تقدم الأبحاث إلى يومنا هذا حيث قام بتشريح الجثث واكتشاف أسباب الوفاة والذي قاد إلى إنشاء علم دراسة السرطان oncology.


جاء بعد ذلك الجراح الشهير جون هيوت الذي اقترح أن بعض أنواع السرطان قد تعالج بالجراحة ووصف كيف يمكن للجراح أن يقرر أي السرطانات يمكن استئصالها جراحياً. ثم في القرن التالي أدى التطور في مجال المسكنات أو المواد المخدرة جراحياً إلى تطور وازدهار جراحات استئصال الأورام السرطانية خاصة سرطان الثدي. شهد القرن التاسع عشر ولادة علم دراسة السرطان (Oncology) بالتوازي مع استخدام المكيروسكوبات الحديثة ويعتبر العالم رودولف فيركوف واضع علم الممرضات الخلوية والذي وفر الأسس العلمية لدراسة السرطان حيث أصبح بالإمكان لعلماء الممرضات أن يخبروا الجراحين إذا كان التدخل الجراحي سوف يزيل الورم بالكامل أم لا وتوالت بعد ذلك الاكتشافات والدراسات المختلفة على السرطان وكل ما يتعلق به من جميع جوانبه المختلفة.