نحو 5 آلاف عام مرت على أول عملية تشريح لتحديد سبب الوفاة، وإلى الآن يمارس الأطباء حول العالم التشريح للمساعدة في كشف هوية مرتكبى الجرائم أو المعاونة في القضاء على الأمراض، لذا أطلقت جامعة «سيدني» التكنولوجية الأسترالية مبادرة لإنشاء «مزرعة الإنسان»، وهي مكان يهدف إلى حث البشر على التبرع بأجسادهم بعد الموت، لتشريحها والاستفادة منها عوضًا عن دفنها في التراب.


المزرعة الجديدة، التى تم إنشاؤها في مكان مجهول على مساحة 100 ألف متر مربع، عبارة عن مُختبر علمي مُخصص لدراسة الزمن اللازم لتحلل الأجساد، لتقديم معلومات علمية دقيقة يُمكنها المساعدة على تحديد وقت الوفاة على نحو أدق، وكذلك لتدريب الكلاب على التعرف على الرفات البشرية للناجين من الكوارث الطبيعية والهجمات الإرهابية، بغرض مساعدة الشرطة على تطوير أدواتها في الكشف عن الجرائم ومعاونة الباحثين على دراسة البقايا العضوية من وقت الموت إلى أوان التحلل.
يستخدم العلماء الخنازير لدراسة تحلل الأجساد، إلا أن ثمة اختلافات بين البشر والحيوانات، تجعل النتائج المُستقاة من تلك الدراسات غير دقيقة على نحو ما، حسب «شاري فوربس» الخبير الأسترالى البارز في العلوم الشرعية، والذي يقول إن مزرعة الأجساد الجديدة ستقدم نظرة قريبة «بشكل لا يصدق» لعملية تحلل الجسد البشري، وستمكن العلماء من مشاهدتها خطوة بخطوة، وستحدد «رائحة الموت» التى يُمكن استخدامها لتدريب الكلاب البوليسية للعثور على الضحايا، وهي أمور ذات فائدة «لا تعد ولا تحصي لكل البشرية» على حد قول الخبير الشرعي في تصريح نقلته الجامعة على موقعها الرسمي، والذي أعلن عن تبرع 30 شخصًا بالفعل بأجسادهم لتلك المبادرة، وسيقوم العلماء برد «الجثث» بعد تشريحها للأسر المعنية، لدفنها «بكل تقدير وتعاطف واحترام للمتبرع».