الغَفلة المُهلِكة .. إلى متى؟


الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد؛ فإن الله أمرنا باليقظة والانتباه والتفكر والاعتبار
﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2)﴾ (الحشر)، وحذَّرنا من الغفلة والإهمال وعدم الاهتمام بما أنزل؛
لأن الغفلة تؤدي إلى الدمار والهلاك.. وما تأخر المسلمون عن ركب الحضارة
وما سلبت مقدرتهم إلا بسبب الغفلة.

المقصود بالغفلة المهلكة: هي التي تعتري الشخص المكلَّف كامل العقل والإدراك، الذي جاءه
النذير وبلغته الحجة، فلم يتعظ ولم يعتبر، وأهمل شرع الله ولم يبال،
ومن هنا فإننا نستبعد المجنون والنائم لحديث: "رفُع القلم عن ثلاثة المجنون حتى يفيق، وعن الصبي
حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ"
(1)،
ونستبعد كذلك الخطأ والنسيان للحديث "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان" (2)،
وكذلك السفيه وذو الغفلة، فالسفيه ضعيف الإدراك لا يحسن التصرف ويبذِّر المال
على غير ما يقضي العقل به، وذو الغفلة لا يهتدي إلى التصرفات الرابحة؛
بسبب بساطته وسلامة قلبه؛ ما يؤدي إلى غبنه في المعاملات المالية.

ونستبعد كذلك الغافل؛ بسبب عدم بلوغه الإنذار وقيام الحجة عليه، قال تعالى:
﴿ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)﴾(الأنعام)،
قال ابن كثير: إنما أُعذرنا بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لئلا يُعاقب أحد بظلم وهو لم تبلغه الدعوة..
وما عذبنا أحدًا إلا بعد إرسال الرسل إليهم، كما قال تعالى:
﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ (الإسراء: من الآية 15)،
أي لم يكن يؤاخذهم غفلة، فيقولوا: ما جاءنا بشير ولا نذير،
ولم يكن يهلكهم، دون التنبيه والتذكير بالرسل والآيات والعبر، فيظلمهم بذلك والله غير ظلام لعبيده(3).

وقال تعالى: ﴿لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)﴾ (يس)،
أي لتنذر يا محمد بهذا القرآن العرب الذين ما جاءهم رسول ولا كتاب لتطاول زمن
الفترة عليهم، فهم بسبب ذلك غافلون عن الهدى والإيمان، يتخبطون في ظلمات الشرك،
فهؤلاء لا يعذبهم الله؛ لأنه سبحانه لا يعذب صاحب عذر.

والغفلة ضد اليقظة، وقد عرفها ابن القيم: "بأنها انزعاج القلب لروعة الانتباه
من رقدة الغافلين.. فيالها من روعة وما أشد إعانتها على السلوك" (4).

- التحذير من الغفلة:
حذَّر الله تعالى عباده من الغفلة المهلكة بأساليب مختلفة، منها: أنه حين كانوا في عالم الذر،
أخذ عليهم العهد والميثاق على التوحيد وعدم الشرك، كما حذَّرهم بأهوال يوم القيامة ويوم الحسرة،
حتى لا يفاجئوا بها، ويقولون: كنا عن هذا غافلين!.

1- إن الله سبحانه لما خلق آدم مسح على ظهره، فاستخرج منه ذريته وأخذ العهد
والميثاق أنه ربهم، وأن لا يشركوا به شيئًا، فشهدوا بذلك، قال تعالى:
﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)﴾
(الأعراف)،
فأشهد كل واحد منهم، وذلك حتى لا يقولوا يوم القيامة ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾
من الآية السابقة، وفي الصحيحين:"يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة:
لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به، فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون
من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك بي"
(5).

فهذه الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، فكل مولود يُولد على الفطرة..
إن العلم يقرر أن خلايا الوراثة تكمن فيها خصائص الذرية، وهي بعض خلايا في الأصلاب..
أما كيفيات المشهد وكيف أُخذ العهد، والإشهاد.. فهذا غيب نؤمن به.. فالتوحيد مركوز في الفطرة..
وأقول: إن كل ذرة في الإنسان في دمه أو مخه أو عظمه.. تشهد بالوحدانية.

2- وينبه الله عزَّ وجلَّ أن الساعة قد اقتربت والناس في غفلة،
لا يستعدون لها ولا يعملون من أجلها!﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)﴾
(الأنبياء)،
ويحذرهم من الإهمال واللا مبالاة.. فالخطر آتٍ يهددهم، ومع ذلك لم ينتبهوا ولم يسمعوا..
بل هم في لهو يلعبون (لاهية قلوبهم)!!.

إن الآيات تحدثهم عن مصارع المكذبين الغافلين وهم لاهون، لا يعتبرون
ولا يتفكرون ولا يتذكرون.. ثم يأتي الوعد الحق بخروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة..
فإذا هي شاخصة أبصارهم من هول ذلك اليوم.. لا تطرف العين من شدة الفزع، ويندمون الآن!.

﴿يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ (الأنبياء: من الآية 97)
لم نكن في غفلة، بل كنا ظالمين مكذبين؛ حيث حذرنا فلم نعتبر!!..
لقد جاءت المفاجأة، وانتبهوا من الغفلة بعد فوات الأوان!.

روى عامر بن ربيعه أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم عامر مثواه،
وكلم فيه رسول الله، فجاءه الرجل فقال: إني استقطعت من رسول الله واديًا في العرب،
وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك، فقال عامر:
لا حاجة لي في قطيعتك فقد نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا
﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)﴾ (الأنبياء) (6).

3- وأنذر الله عباده من يوم الحسرة؛ حيث لا تنفع الحسرات.. يوم يتحسر المسيء على إساءته،
ويتحسر المحسن على عدم استكثاره من الخيرات... يقول تعالى:
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39)﴾ (مريم)،
والناس غافلون عن هذا الموقف العظيم..
يوم الحسرة، يوم يرى أهل النار البيت الذي كان قد أُعد لهم لو آمنوا،
فيقال: لو آمنتم وعملتم الصالحات لكان لكم هذا الذي ترونه في الجنة، فتأخذهم الحسرة،
وفي الصحيحين: "يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح
(وزاد أبو كريب) فيوقف بين الجنة والنار(واتفقا في باقي الحديث)
فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم، هذا الموت،
قال: ويقال: يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون وينظرون، ويقولون: نعم،
هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح، قال: ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود فلا موت، ويا أهل النار!
خلود فلا موت
، قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ
إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39)﴾
(مريم) وأشار بيده إلى الدنيا"(7)،
وفي رواية: "فيفرح أهل الجنة... ويشهق أهل النار....
وفي الصحيحين: "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم،
أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلى الله عليه وسلم،
فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار
قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، فيراهما جميعًا
" (8).

وفي الصحيح: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة،
فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار،
فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة"
(9).

- أسباب الغفلة المهلكة:

وأسباب الغفلة كثيرة نذكر منها:


1- عدم استخدام أدوات المعرفة: فقد وهب الله الإنسان نعمة السمع والبصر والفؤاد؛
لكي يستخدمها في طاعته لا معاصيه، وفي معرفته سبحانه، وفيما ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة...
فينظر ويتأمل ويتفكر ويعتبر... وهي مناط المسئولية ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾
(الإسراء: من الآية 36)، وقال:﴿بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)﴾ (القيامة)،
والذين لا يسمعون الحق ولا يبصرون الهدى ودلائل الإيمان، فهم كالأنعام التي لا تنتفع بالحواس
إلا في تحقيق منافعها الدنيوية، ﴿بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾(الأنعام: من الآية 44)؛
لأن الأنعام تستجيب لراعيها وإن لم تفقه كلامه، بخلاف الإنسان الذي لم ينتفع بالنظر
والتفكر والاعتبار، ولا يسمع المواعظ النافعة، والشرائع المنزلة التي جاءت بها الرسل،
وهم أضل؛ لأن الأنعام تدرك ما ينفعها، وما يضرها بالفطرة التي أودعها الله فيها...
فهؤلاء حَكم الله عليهم بالغفلة لما هم فيه من عدم التمييز الذي هو من شأن
من له عقل وسمع وبصر، ويقول تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ
يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)﴾
(الحج).

قال بعض الحكماء: أحي قلبك بالمواعظ، ونوِّره بالفكر، وصُنه بالزهد، وقوه باليقين،
وقرره بالفناء، وبصِّره فجائع الدنيا، وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الأيام،
واعرض عليه أخبار الماضين، وما أصابهم... وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعم انقلبوا (10).

2- عدم الاعتبار بالآيات: فإن الله تعالى يضرب الأمثال في القرآن للاعتبار والتبصر...
فهذا فرعون وقومه، ابتلاهم الله بآيات كثيرة، فماذا حدث؟
﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)﴾(الأعراف)،
فلم يعتبروا، ﴿وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)﴾ (الأعراف)،
فأرسل الله عليهم الطوفان والجراد.... وغير ذلك مما يأتي على الأخضر واليابس
فلما جهدهم هذا قالوا يا موسى! ادع ربك يكشف عنا هذا العذاب، ونؤمن بك ونرسل معك
بني إسرائيل، فاستجاب الله لموسى، فلم يؤمنوا، قال تعالى ﴿فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ
بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)﴾
(الأعراف)
فغرقوا جميعًا؛ بسبب تكذيبهم بالآيات والإعراض عنها، وعدم مبالاتهم بها وتغافلهم عنها،
فمثل هؤلاء يصرف الله عنهم فهم آياته والإيمان بها؛ عقوبة لهم بسبب غفلتهم
وكبرهم وتكذيبهم وإعراضهم ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)﴾
(الأعراف).

ولما غرق فرعون وكان يدعي الألوهية، أخرجه الله ببدنه، ولولا ذلك لظن الناس
أنه لم يمت لأنه إله!! وشاهده الناس في مشهد الذل والمهانة؛ ليكون زجرًا لغيره


ممن يدعي الألوهية.. وكذلك يفعل الله بكل ظالم متكبر ليكون عبرةً لمن خلفه
﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)﴾(يونس)،
وهذه عبرة تتكرر بأشكال مختلفة للظالمين الفراعين الذين يغفلون عن أيات الله، فهل من مدّكر؟!
وصدق الله ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43)﴾ (العنكبوت).

3- استحباب الدنيا على الآخرة: ومن الغفلة ترجيح الدنيا على الآخرة وعدم الاهتمام بها،
والعمل من أجلها وإهمالها والانشغال عنها واللامبالاة بها، وهذا يؤدي إلى غضب الله تعالى وإلحاق العذاب بهم،
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (108)﴾
(النحل)،
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)﴾
(يونس).

وفي الحديث "حبك الشيء يعمي ويصم" (أبو داود 5130، وأحمد 5/ 194، 6 / 45)،
واستحباب الدنيا على الأخرة يؤدي إلى التنافس والهلكة،
وهذا ما كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين
"..... فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت
على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم"
وفي رواية مسلم ".... وتهلككم كما أهلكتكم" (11).

لقد تنافسوها حتى أصبح المال بيد قلة محتكرة مترفة مدخمة مبذرة، لا ترعي الصالح العام
في حين الكثرة لا تجد قوت يومها.... أين وحدة المسلمين، الأمة الواحدة؟،
أين المشروع النووي الذي بدأت به مصر مع الهند؟.. لماذا أصبح المسلمون بأسهم بينهم؟،
أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين.. لماذا الغفلة التي حذرنا منها ربنا ؟، وأين اليقظة
والتفكير والاعتبار الذي أُمرنا به أين وأين؟.. ولماذا؟ هذه أسئلة حائرة..
تحتاج عمل حتى تنهض هذه الأمة من غفلتها.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
----------