كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن وجود خلاف سياسي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة السورية، لافتة إلى أنه على مدار أربع سنوات، كان أوباما وكلينتون يجلسان معا في "غرفة العمليات" بالبيت الأبيض، لمواجهة أعقد المشاكل العالمية، وكانا يتفقان في أغلب الأحيان في وجهات نظرهما، ويختلفان في بعض الأحيان، ولكنهما بشكل عام كانا يقدمان جبهة موحدة للعالم الخارجي.


وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - أنه في ظل نهج إدارة أوباما الآن في التعامل مع أزمة سوريا، والذي يبدو في حالة يرثى لها، دقت الخلافات بين أوباما وكلينتون اسفينا جديدا بين الاثنين، حيث تدعو كلينتون إلى اتباع نهج أكثر قوة حيال الأزمة السورية، ويرفض أوباما أفكار كلينتون ويعتبرها دعاية انتخابية.


وقالت الصحيفة إن الجدل الذي دار على مدي اليومين الماضيين حول الأزمة السورية يبرز انقساما حول سياسة لطالما اختلف عليها الرئيس الأمريكي الحالي أوباما وخليفته المفترضة كلينتون، بيد أنه يعزز أيضا التحدي أمام مرشحة ديمقراطية لتحديد نهجها الخاص.


وأوضحت أن الخلاف حول سوريا ما هو إلا إحدى القضايا العديدة التي نأت فيها كلينتون بنفسها عن الإدارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، فيما بقيت إدارة أوباما مترددة ولم تحسم أمرها.


ووصفت "نيويورك تايمز" قضية سوريا، مع ذلك، بأنها لا تزال تمثل قرحة مفتوحة على عكس القضايا الأخرى، مشيرة إلى أن كلينتون لم تطالب فحسب باتباع سياسة أكثر عدوانية أثناء توليها منصبها، بل وتنظر إلى ما بعد 15 شهرا، متوقعة انه في حال فوزها برئاسة الولايات المتحدة، سترث الفوضى في الشرق الأوسط، فيما قال أوباما إنه يتوقع أن يترك لخليفته الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي يحتل أجزاء من سوريا والعراق.


ووفقا للصحيفة، أعربت كلينتون بوضوح يوم الخميس الماضي عن إحباطها إزاء النهج الحالي في مقابلات مع محطات تلفزيون بوسطن، وقالت "أنا شخصيا سأدعو الآن لإقامة منطقة حظر جوي وممرات إنسانية في محاولة لوقف المذبحة على الأرض ومن الجو".



وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض ظل يرفض لسنوات إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا وأكد موقفه هذا الأسبوع، حيث قال جوش ارنست، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض إن: "فرض حظر جوي يتطلب الكثير من الاستعدادات اللوجستية غير المتوفرة حاليا ولذا لن نناقش هذه القضية في الوقت الراهن".