فلسفة الابتلاء في الإسلام


أولاً: الابتلاء ميراث النبوة فمن قل حظه من الابتلاء، فقد قل حظه من ميراث النبوة، إذن الأنبياء يعني تركوا علماً وابتلاءً، فمن أخذ من العلم لابد أن يأخذ من الابتلاء، والابتلاء على قدر الإيمان، فكلما يعني اقترب الإنسان من ربه كلما ازداد الابتلاء ليظهر.. لتظهر قضية التمحيص، وتظهر مسألة الغربلة حتى (لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).الأمر الثاني: فلسفة الابتلاء هي عبارة عن قطعة الذهب المختلط بها بعض من المعادن الخسيسة أو الأقل نفاسة يعني، هناك معادن نفيسة ومعادن خسيسة، فعندما يضعها الجواهرجي مصنِّع الذهب في البوتقة في الفرن في النار لينصهر يخرج الذهب بعد هذا الانصهار وبعد هذه الحرارة الشديدة ذهباً إبريزاً خالصاً، لا يحدث له هذا التخلص من تلك الشوائب التي تعلق به إلا بابتلاء وفتنة، فتنة هذه النيران التي صهرته (وأحرقته)، هكذا تكون يعني فلسفة الابتلاء في.. في كلمات صغيرة، يعني المؤمن هو قطعة الذهب والعوائق والشوائب هي هذه المتعلقة بهذه القطعة، لن يخلص الذهب إلا بالابتلاء." الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون "كيفية العيش في الابتلاءإذا نظرنا من الجانب الآخر، أكبر نعيم لأهل الجنة أنهم (لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، لا خوف من مستقبل ولا حزن على ماضي، المؤمن الحقيقي في الجنة يعني قطعة الذهب هذه الخالصة التي تعيش بمنطق الكتاب والسُنة في هذه الدنيا أيضاً في حالة لا خوف عليه ولا هو يحزن، لأن المؤمن لا يقلق من الغد، لأن الغد بيد الله، ولا يحزن على ما فات{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )مما يناقض الصبرعلى البلاء الشكوى إلى غير الله، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمهويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس بيده نفعه ولا ضره. وهذا من عدم المعرفةوضعف الإيمان. وقد رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة فقال: (يا هذا، تشكو منيرحمك إلى من لا يرحمك؟).وصدق من قال:وإذا عرتـــك بلية فاصبر لها *** صـبر الكــريم فإنه بك أعلمُوإذا شكــوت إلى ابن آدم إنما ***تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُولا ينافي الصبر الشكوى إلى الله، فقد شكا يعقوب عليه السلام إلى ربه مع أنه وعد بالصبر فقال:{إِنَّما أشكُوا بَثِي وَحُزنِي إلى اللّهِ} [يوسف:86].الناس حين نزول الابتلاء ثلاثة أقسام:الأول: محروم من الخير يقابل الابتلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.
الثاني : موفق يقابل الابتلاء بالصبر وحسن الظن بالله.
الثالث: راض يقابل الابتلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.
والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
دعاء للصبر على البلاءاللهم إنا نسألك الصبر على البلاء في الدنيا. اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسناً ذاكرةوأجساداً على البلاء صابرة.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم