صرح الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن وجود مياه على سطح المريخ ليس دليلاً على وجود حياة بشرية هناك.


وأشار «تادرس» في تصريح له، الجمعة، إلى أن التجارب أثبتت أن الفضل في الكشف عن وجود المياه على كوكب المريخ يرجع إلى إطلاق مجسات التصوير الدقيق وليس إلى نزول الروبوتات والمجس هو مركبة مدارية مجهزة بتقنية الاستشعار عن بعد تدور حول الكوكب في مدار قريب منه حيث يتم تصوير أجزاء الكوكب بالتفصيل الأمر الذي فشل فيه من قبل الروبوتات الآلية التي تم نزولها على المريخ والتي لا تتجاوز تحركاتها على سطح الكوكب عدة كيلو مترات فقط.
وقال إن الصور المأخوذة من المركبة المدارية «اكتشاف المريخ» أكدت وجود أخاديد ومنحدرات يحتمل أنها تشكلت بفعل تدفق مياه مالحة دافئة على سطح الكوكب حيث عرض علماء ناسا دراساتهم في مؤتمر صحفي عقدوه في العاصمة الأمريكية واشنطن، الاثنين الماضي، معربين عن اعتقادهم بأن هذا دليلاً على وجود الماء في الأزمنة السحيقة للمريخ سواء على سطح الكوكب أو تحت سطحه.
وأضاف أن الدراسة تدل على أنه في «مرحلة ما» كان المريخ يشبه الأرض تمامًا من حيث تواجد البحار المالحة والبحيرات العذبة ولكن شيئا ما «غير معلوم» حدث في مناخه تسبب في فقدان هذا الكم الهائل من المياه على الكوكب الأحمر، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك فإن اكتشاف الماء على المريخ ليس مستغربًا بل إنه أمر يكاد يكون متوقعًا لأن المريخ من نفس عائلة الكواكب الأرضية للمجموعة الشمسية كما أن ذلك ليس دليلاً على وجود حياة مماثلة للحياة على سطح الأرض بل قد يكون مؤشرًا لاحتمال وجود كائنات حية بسيطة كالميكروبات أو الطحالب أو ما شابه على سطح الكوكب.
وأكد أن وجود الماء أصلاً على سطح المريخ مشجعًا ودافعًا قويًا لناسا لإرسال رحلات مأهولة إلى الكوكب الأحمر في المستقبل القريب مع العلم بأن البحث عن حياة شبيهة بكوكب الأرض في الفضاء السحيق تستوجب عدم التسليم بوجود حياة بالمعنى الحرفي الذي نعرفه على سطح الأرض فإذا كان هناك كائنات ذكية أخرى في هذا الكون وهو من الأمور المتوقعة أيضا فليس بالضرورة أن تتنفس هذه الكائنات الهواء أو تشرب الماء كما نفعل نحن لكي نحيا على الأرض فقد تكون لهذه الكائنات شكل ومضمون مختلف تماما عن شكل ومضمون البشر.