النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة

*في صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه. قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. قال: فدعا الله له فشفاه.
*
في هذا الحديث : النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة . وفيه فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . وفيه جواز التعجب بقول : سبحان الله ، وقد سبقت نظائره . وفيه استحباب عيادة المريض والدعاء له . وفيه كراهة تمني البلاء ; لئلا يتضجر منه ويسخطه ، وربما شكا ، وأظهر الأقوال في تفسير الحسنة في الدنيا أنها العبادة والعافية ، وفي الآخرةالجنة والمغفرة ، وقيل : الحسنة تعم الدنيا والآخرة .
*
معانى
(
عاد) زار
(
رجلا ) : أي مريضا
(
من المسلمين قد خفت )أي ضعف
(
فصار ) : أي : بسبب الضعف
(
مثل الفرخ ! ) : وهو ولد الطير أي مثله في كثرة النحافة ، وقلة القوة .
(
سبحان الله! ) تنزيه له تعالى عن الظلم وعن العجز ، أو تعجب من الداعي في هذا المطلب وهو أقرب .
(
لا تطيقه أو لا تستطيعه) أي لا تطيق هذا العذاب الذي سألته لا في هذه الحالة التي أنت فيها ، ولا فيما سواها



والله أعلم