الرحمة التى وسعت كل شئ

قد يكون هناك من يعلم قصة الرجل الذى قتل تسعة وتسعين نفس وشعر بعدها انه يريد التوبة فداله الناس على رجل عابد فذهب اليه وعندما حكى له قصته قال الرجل العابد لمن يريد التوبة انه ليس لك توبة فعندما علم بذلك لم يلبس ان قتل العابد حتى يكمل به المائة ولكن شعور التوبة ايضا لم يبعد عن باله فداله الناس هذه المرة على رجل عالم وعندما ذهب له وقص عليه قصته قال له بل لك توبة ولكنك تريد ان تغير المكان لتكون وسط اناس يعبدون الله وقد علم الرجل العالم ان الاناس الذين يعيش وسطهم سيئون لانه ظل يقتل الابرياء الى ان وصل للمائة دون ان يقف احد امامه ويردعه فلو ان هناك من ردعه لما وصل الى ما وصل اليه ان كان هناك من يعبد الله على حق لما خاف منه ولردعه فداله العالم على قرية يعبدون الله فيها ففرح الرجل ومش لكى يذهب الى تلك القرية ولكن حياته انتهت اى انتقل الى الرفيق الاعلى قبل ان يصل الى تلك القرية فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب واختلفوا فيما بينهم ملائكة الرحمة تقول انه تاب بينما ملائكة العذاب تقول انه قتل مائة نفس فانزل الله اليهم ملك اليهم ليحل الخلاف وقال قيسوا المسافة بين البلدين اذا كانت المسافة التى توفى فيها من البلد التى عصى الله فيها اقرب فتأخذه ملائكة العذاب واذا كانت المسافة من البلد التى يريد ان يتوب فيها اقرب فتأخذه ملائكة الرحمة فكانت المسافة من الارض التى عصى الله فيها هى الاقرب ولكن لان الرجل اراد ان يتوب فأن الله التى رحمته وسعت كل شئ أمر الارض ان تكون المسافة للبلد التى اراد التوبة فيها ان تكون اقرب فأخذته ملائكة الرحمة هذه هى رحمة الله يجعل الارض تغير نظامها لان عبد تاب اليه تلك هى رحمة الله هذا هو الله الذى قال للجبال وللانهار وللسماء عندما يرون عبدا عصى تقول الانهار امرنى يالله فأغرقه والجبال تقول امرنى فأطبق عليه وهكذا بقية مخلوقاته انهم عصوك يالله ولكن الله يرد عليهم لا لو خلقتموهم لرحمتموهم وهو الذى قال رحمتى سبقت غضبى ولم يقل غضبى سبق رحمتى اى عندما نعصيه فان الرحمة هى التى تنزل علينا اولا لا غضبه فلو غضبه هو الذى نزل اولا لهلك الناس جميعا وهذا ايضا هو الله الذى قال رحمتى وسعت كل شئ نعم كل شئ فها هو يحكى ان نبى من انبياء الله قرصته نملة فتضايق ذلك النبى من النملة فقام فأمر بحرق مدينة النمل فعاتبه الله قال له قرصتك نمله فتحرق امة خلقتها تسبح بى ماذا عاتبه في ماذا نعم عاتبه فى حرقه للنمل من يعاتب احد فى حرق نمل كائنات نمشى لا نراها وقد ندهسها تحت اقدامنا دون ان ندرى فبالله عليكم جميعا اذا كانت رحمته وسعت وشملت النمل رحمته شملت حتى النمل فماذا ستكون رحمة الله بعباده الذى فضلهم على سائر مخلوقاته وميزهم عنهم بالعقل كيف ستكون رحمته بنا
نعم انه الله نفسه قال واصفا نفسه عز وجل انه شديد العقاب لكنه بالمؤمنين رؤفا رحيم ارحم على العبد من الام برضيعها فهناك من قال لو انهم قالوا لى ابشر فان الذى سيحاسبك فى الاخرة هم امك ووالدك لقلت لا بل الله لان رحمته اوسع منهم الله الذى يحاسب هو ايضا الذى ينزل فى الثلث الاخير من الليل من ينزل الملائكة الرؤساء الوزراء من ينزل من بلى الله ينزل بنفسه جل وعل الى الارض لماذا لماذا ينزل ليقول هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه هل من سائل فأعطيه مسألته هل هل الى الى الفجر يظل هكذا الى ان يطلع الفجر ماذا رب العالمين الذى خلقنى وهو اغنى جل وعل عن كل مخلوقاته هو الذى ينزل الى فى الثلث الاخير وينادى على بنفسه دون ان يوكل ملكا ينادى على ويسألنى بنفسه ماذا اريد بلى نعم الله يفعل كل هذا لماذا لانه خالق يستحق حقا ان يعبد فهو الذى خلقنا وهو الذى يرعنا ينزل فى الثلث الاخير بينما يكون هناك من ينام وهناك من يلهو ويسمع اغانى ويشاهد التلفاز وووو بينما هناك من ينادى علينا فرحا بتوبة عبده فهو كل يوما فى شأن اى شأن شأن مخلوقاته حقا ومن قلبى الحمد لله على نعمة الاسلام عندما نعصيه يجعل الله الملكين الموكلان بكتابة اعمالنا (رقيب-وعتيد)عندما يسرع الملك بكتابة سيئتنا يقول له ملك الحسنات انتظر لعله يعود لعله يتوب بينما ملك الحسنات عندما نعمل حسنة يؤيدها بسرعة والسيئة تكتب سيئة واحدة بينما الحسنة بعشرة اضعافها والله يضاعف لمن يشاء رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فحقا
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة