هذا العام، حظي الغرب الأفريقي بأضواء وسائل الإعلام العالمية، التي قامت بتغطية كثيفة بعد وفاة ما يقرب من 11000 شخص في أكبر تفشٍّ لوباء إيبولا على مدار التاريخ، لتسجل تلك الفاشية ومضات داخل الوعي العام العالمي، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في السيطرة جزئياً على ذلك التفشى وتأمين تمويل كبير لمكافحته.


وعلى الرغم من أن المرض فتاك وقاتل، وقادر على إفناء العشرات دون رحمة إلا أن هناك العديد من «القتلة » ينتشرون في تلك البقعة النائية من العالم، منها الثعابين على سبيل المثال.
ففي بحث جديد سلط الضوء على أمراض المناطق المدارية المنسية، نقلته مجلة «ساينس» العلمية ونشرته دورية «بلوس» الشهيرة، قال باحثون إن أكثر من 4000 شخص يموتون كل عام في الغرب الأفريقي بسبب لدغات الثعابين السامة، ما يرشح تلك الكائنات لتكون واحدة من أكثر القتلة شراسة في ذلك المكان.
وقال الباحثون إن لدغات الثعابين تتسبب في أكثر من 5000 آلاف حالة بتر كل عام، وتملأ حالاتها ما يصل إلى 10% من أسرة المستشفيات في تلك المناطق.
وتستند النتائج المنشورة في ذلك البحث إلى إحصائيات تمتد لنحو 40 عامًا، استخدم فيها الباحثون وسيلة تُدعى السنوات المفقودة، لحساب عدد السنين الضائعة من حياة الأفراد نتيجة العجز الكلى عن العمل بسبب لدغات الثعابين، لتصل عددها إلى نحو 320.000 سنة في الفترة التي استمد منها الدارسون بياناتهم.
وقال الباحثون، إن عدد تلك السنوات يتجاوز تقديرات بعض الأمراض المدارية الأخرى، مثل عدوى الديدان الخيطية وداء المثقبيات، المعروف بمرض النوم، والتى تتلقى في كثير من الأحيان المزيد من الاهتمام مُقارنة بلدغات الثعابين.
علاج ومنع لدغات الثعابين والدعوة لتمويل يتناسب مع العبء المرتفع، توصيات جاءت في الدراسة، لمواجهة أحد أكبر القتلة في أفريقيا.. الثعابين.