ظهرت صيف عام 2014 في منطقة يامال القطبية بشمال سيبيريا حفر خفية ضخمة لم يعرف أحد سبب نشوئها.



وقامت أكاديمية العلوم الروسية بإرسال بعثة علمية جيولوجية إلى تلك المنطقة النائية.


وشارك في تلك البعثة دكتور علم الجيولوجيا فلاديمير أولينتشيكو الذي تحدث لقناة " RT " الروسية حول استنتاجات توصل إليها العلماء الروس بعد اطلاعهم على تلك الحفر. وتم اكتشافها من قبل طياري المروحيات في شبه جزيرة يامال بالقرب من حقل النفط والغاز بوفانينكوف.


وما اكتشف هو عبارة عن ثقب كبير الحجم نشأ في جوف الأرض. ولديه شكل فوهة بركانية.


وعملت البعثة في منطقة الحفرة بدءا من 29 أغسطس حتى 12 سبتمبر عام 2014. وأجرى العلماء دراسات جيوفيزيائية وقياسات باستخدام أساليب السبر الكهرومغناطيسي والكهربائي.


وقال فلاديمير أولينتشيكو إن الحفرة تُملأ الآن بالماء وتتحول تدريجيا إلى بحيرة.


واشار الباحث إلى أن غالبية الحفر الناشئة في تلك المنطقة تظهر نتيجة ذوبان الثلوج. لكن الدراسات التي أجريت على الحفرة المذكورة تدل على أنها نشأت ليست نتيجة ذوبان الثلوج بل نتيجة انبعاث الغازات من جوف الأرض.


وقال الباحث إن الظاهرة يمكن مقارنتها مع قذف فلين من زجاجة الشامبانيا حيث يزداد الضغط فيها تدريجيا ثم يقذف الفلين إلى الأعلى ويسمع صوت مدو، والأمر كذلك بالنسبة الحفرة. ويعود سبب ذلك إلى الاحترار العالمي الذي يسخن طبقات التربة المجمدة ويغير مواصفاتها ويخرب هيدرات الغاز التي تطلق الغازات وتشكل حفرا.


وحسب قول العالم فإن البعثة العلمية الثانية التي أرسلتها أكاديمية العلوم إلى المنطقة أثبتت تغيرات حدثت في الحفرة وأجرت دراسات جيوفيزيائية إضافية وأخذت عينات للتربة والجليد.


وقال الباحث:" كما كان متوقعا فإن الحفرة لا تزال تُملأ بالماء والجليد، وصارت تشبه الآن بحيرة ضفافها منحدرة".


وأضاف أن مثل هذه البحيرات لا تشكل أي خطورة على السكان المحليين. وتابع قائلا: فيما يتعلق بالعلماء فإن مهمتهم تنحصر في التنبؤ باحتمال نشوء حفر كهذه".